تكلف اليابان 55 مليار دولار.. الذكاء الاصطناعي يلاحق قراصنة المانجا والأنمي

تلجأ اليابان إلى الذكاء الاصطناعي لمكافحة قرصنة المانجا والأنمي، بهدف الحد من خسائر حقوق النشر التي تُقدر بمليارات الدولارات، واستعادة الإيرادات من أحد أهم صادراتها الثقافية.
المحتويات
خطط يابانية لمضاعفة المبيعات السنويةالصناعة تقاوم وحققت بعض النجاحاتجزيرة صغيرة من الأعمال الأصلية
تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يتجه فيه صناع المحتوى بشكل متزايد إلى الأسواق الخارجية لتحقيق النمو، في ظل ركود مبيعات المانجا والأنمي محليا، بحسب مراقبين.
قدر تقرير صادر عن منظمة مكافحة القرصنة Authorised Books of Japan الشهر الماضي أن التوزيع غير القانوني على الإنترنت قد سلب الناشرين نحو 8.5 تريليون ين (55 مليار دولار) سنويا.
لكن الخطة ليست مضمونة تماما. يقول خبراء: إن الذكاء الاصطناعي قد لا يزال يفتقر إلى التطور اللازم لإجراء تحقيقات موثوقة بشأن حقوق النشر، في حين يصبح إنفاذ القانون صعبا عندما تكون مواقع القرصنة مستضافة على خوادم خارج اليابان – ولا سيما في الولايات القضائية غير الراغبة أو غير القادرة على التحقيق مع المخالفين أو مقاضاتهم.
خطط يابانية لمضاعفة المبيعات السنوية
لدى الحكومة اليابانية خطط ضخمة لهذا القطاع، تهدف إلى مضاعفة المبيعات السنوية الخارجية للأنمي والمانجا والألعاب 4 مرات لتصل إلى نحو 130 مليار دولار بحلول 2033 – أي نحو ضعف قيمة صادرات السيارات السنوية، بحسب بلومبرغ – كجزء من إستراتيجية “اليابان الرائعة”.
قال رولاند كيلتس، أستاذ زائر للدراسات الإعلامية والثقافية في جامعة واسيدا في طوكيو لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست: “انتشرت قرصنة المانجا والأنمي مع ظهور الإنترنت”.
ويشير نقاد إلى المفارقة في أن ما يُعدّ الآن “قرصنة” كان يُشجعه الناشرون في الماضي من خلال فعاليات مثل Comiket، وهو معرض للمعجبين أطلق في طوكيو في 1975.
ركز المعرض على أعمال الهواة المستوحاة من المانجا والأنمي التجاريين، ونما ليصبح الأكبر من نوعه عالميا، حيث استقطب نحو 750 ألف زائر في 2019. ولطالما عُدّ هذا الحدث نوع من الاحتفاء بالإبداع، إلا أنه ساعد على تعزيز الطلب العالمي.
لكن حشود المعجبين تلك مهدت الطريق أيضا لاستغلال القرصنة على نطاق واسع وتحقيق الربح منها، كما قال كيلتس، مشيرا إلى مواقع إلكترونية استفادت من مشاركة الأعمال بشكل غير قانوني.
الصناعة تقاوم وحققت بعض النجاحات
وقال: “اليابان ليست مجتمعا يميل إلى التقاضي كثيرا، ولا أعتقد أن الناشرين كانوا يعرفون ما يجب فعله عندما تفاقمت هذه المشكلة”، مضيفا أن الصناعة تقاوم الآن وقد حققت بعض النجاحات الملحوظة.
في أبريل 2024، أمرت محكمة طوكيو الجزئية موقع القرصنة Mangamura بدفع 1.7 مليار ين كتعويض لثلاث ناشرين كبار لعرضه 17 عملا من أعمالهم بشكل غير قانوني.
قالت الشركات: إن الموقع الإلكتروني تسبب في أضرار “جسيمة”، لكنها أعربت عن أملها في أن يردع الحكم المقلدين.
وقبل عام، أُغلق موقع القرصنة 13DL عقب تحقيق أجرته منظمة توزيع المحتوى في الخارج، وهي منظمة تجارية يابانية.
ونجحت المنظمة في الضغط على شركة Cloudflare الأمريكية، المزودة للخدمات السحابية، لإزالة الموقع الإلكتروني لانتهاكه حقوق النشر.
في نوفمبر، أمرت محكمة طوكيو الجزئية شركة Cloudflare بدفع 500 مليون ين كتعويض لأربعة ناشري مانجا يابانيين، من بينهم مالكو سلسلتي “ون بيس” و”هجوم العمالقة”.
جزيرة صغيرة من الأعمال الأصلية
ترى تشيجوسا أوجينو، مستشارة في وكالة Tuttle-Mori اليابانية الرائدة في الأدب والإعلام الدولي، أن العالم أصبح مليء بالقرصنة بينما تمثل اليابان “جزيرة صغيرة من الأعمال الأصلية”.
رحبت أوجينو بمبادرة الذكاء الاصطناعي، قائلة: إنها مسألة كانت الحكومة تبحث فيها منذ أعوام.
وقالت: إن السلطات “تتخذ إجراءات الآن، لأن هذا القطاع قيم جدا”.
تأتي مبيعات الملكية الفكرية اليابانية، بما في ذلك المانجا والأنمي والألعاب وغيرها من المنتجات الإبداعية، في المرتبة الثانية بعد السيارات بين رواد التصدير في البلاد.
شهدت هذه المبيعات ارتفاعا حادا خلال الجائحة، ما دفع الحكومة إلى وصف الملكية الفكرية مصدر دخل أساسي.
في 2022، حققت الصادرات الثقافية اليابانية رقما قياسيا بلغ 30 مليار دولار في المبيعات الخارجية، وهو نحو قيمة صادراتها من الرقائق الدقيقة.
خصصت وكالة الشؤون الثقافية الحكومية 100 مليون ين لتطوير نظام ذكاء اصطناعي يهدف إلى رصد الصور والنصوص المنسوخة من المانجا والمنشورة على مواقع القرصنة أو وسائل التواصل الاجتماعي.
تحظى المانجا المقرصنة بشعبية خاصة في جنوب شرق آسيا والولايات المتحدة. وبحسب بيانات Authorised Books of Japan ، بلغت نسبة مشاهدة المواقع غير القانونية في إندونيسيا 12.8%، تليها اليابان 12.4%، ثم الولايات المتحدة 11.2%.
أخيرا، حذرت أوجينو من الإفراط في الثقة بجهود مكافحة القرصنة، مؤكدة استحالة القضاء الكامل على المواقع المقرصنة، بينما يرى كيلتس أن توعية الجمهور ضرورية لتوضيح تأثير القرصنة في صناع المحتوى.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





