فضيحة الأسبستوس في ألعاب الأطفال بأستراليا… قصة غريبة ورسالة مهمة
الأسبستوس في الألعاب
في الأسابيع الأخيرة، انتشر خبر غريب في أستراليا: إغلاق عدد من المدارس بعدما اكتشَفت السلطات وجود الأسبستوس في ألعاب الأطفال ، وتحديدًا داخل رمال اللعب الملوّنة التي يَستخدمها الأطفال في الأنشطة اليومية. أثارت القصة ضجة كبيرة لأنها تكشِف كيف يمكن أن يوجَد الخطر في مكان غير متوقع إطلاقًا… في حفنة رمل يلعب بها طفل.
ما هو الأسبستوس ولماذا يشكّل خطرًا؟
الأسبستوس هو مادة معدنية كانت تُستخدم قديمًا في البناء نظرًا لتحملها العالي للحرارة. لكن، المشكلة أن أليافها الدقيقة قد تُستنشَق بسهولة وتستقر داخل الرئتين، ما قد يؤدي إلى زيادة احتمال حدوث:
سرطان الرئة
ورم المتوسطة
أمراض تنفسية مزمنة
لذلك أصبحت معظم دول العالم تمنع استخدام الأسبستوس تمامًا، خاصة في المنتجات التي قد يقترب منها الأطفال.
كيف ظهَر الأسبستوس في ألعاب الأطفال ؟
بدأت القصة حين فحصت الجهات الرقابية في أستراليا مجموعة من الرمال الملوّنة المخصّصة للمدارس والحضانات. وأظهَرت النتائج وجود آثار من الأسبستوس الذي جاء على الأرجح من مَحجر طبيعي في الصين حيث تُستخرج منه الرمال، ثم تُلوَّن وتُعبّأ دون تنقية كافية. وكانت الرمال تُباع في متاجر كبيرة وتُستخدم في:
الألعاب
صنع الأشكال بالرمال
أنشطة الفنون المدرسية
الأهالي لم يصدقوا أن مادة خطيرة مثل الأسبستوس في ألعاب الأطفال قد تصل إلى أيدي أبنائهم بهذه السهولة.
هل يعني ذلك أن جميع ألعاب الأطفال ملوّثة؟
لا، كان التلوث محصورًا في أنواع معينة من الرمال الملوّنة. لكن الحادثة طرحَت سؤالًا مهمًا: إذا وُجد الأسبستوس في رمال لَعب مستوردة، فهل يمكن أن يظهَر أيضًا في منتجات أخرى لم تُفحص بعد؟
هذا التخوف دفع الكثير من الأهالي للبحث عن مصادر الألعاب والتأكد من جودتها، خاصة تلك التي تحتوي على مساحيق أو بودرة أو مواد تتفتت بسهولة.
ماذا عن الدول العربية؟
هذه القصة ليست بعيدة عنا على الإطلاق. فنحن في الدول العربية نستورد أغلب ألعاب الأطفال من نفس الدول التي صُنّع فيها المنتَج الملوّث. ومع ضعف الفحص المختبري في بعض البلدان، ودخول منتجات متعددة عبر التجارة الإلكترونية، يصبح احتمال دخول مواد مشابهة — حتى لو كان ضئيلاً — أمرًا يحتاج إلى الانتباه.
ما يجعل القضية حساسة هو أن الأسبستوس في ألعاب الأطفال لا يُلاحظ أبدًا بالعين، ولا يكتشَف إلا عبر فحص مخبري دقيق.
كيف نحمي أطفالنا؟
يمكن اتخاذ خطوات بسيطة لكنها مهمة:
شراء ألعاب الأطفال من متاجر موثوقة وليس من مصادر مجهولة.
تجنّب رمال اللعب الملوّنة الرخيصة جدًا.
سؤال المدارس عن مصادر المواد الفنية.
دعم إنشاء مختبرات عربية لفحص المنتجات المستوردة.
كلمة من موقع صحتك
فضيحة الأسبستوس في ألعاب الأطفال في أستراليا لم تكن مجرد خطأ عابر، بل إنذار عالمي. هي قصة تقول لنا إن الخطر قد يختبئ في أبسط الأشياء التي تدخل بيوتنا ومدارسنا وحدائقنا، وأن حماية الطفل تبدأ من الوعي… ومن طرح سؤال بسيط: من أين يأتي ما نضعه بين أيدي أطفالنا؟
آخر تعديل بتاريخ
09 ديسمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






