ترامب ينهي أطول اعتصام سياسي في تاريخ الولايات المتحدة

سياسة ترامب ينهي أطول اعتصام سياسي في تاريخ الولايات المتحدة

أنهت السلطات الأمريكية، بأمر مباشر من الرئيس دونالد ترامب، أطول اعتصام سياسي متواصل في تاريخ الولايات المتحدة.

وظلت «خيمة السلام» منصوبة أمام البيت الأبيض في حديقة لافاييت منذ عام 1981، كرمز لمعارضة الأسلحة النووية والدعوة لوقف الحروب، بحسب موقع «ذا هيل» الأمريكي.صحيفة إسرائيلية تكشف تفاصيل «ضمانات» مقترح ترامب بشأن غزةالقرار المفاجئ صدر عقب تنبيه أحد الصحفيين المحافظين للرئيس بشأن الاعتصام، واصفًا الخيمة بأنها «تشوّه بصري» تدعمه قوى «اليسار الراديكالي». ليرد ترامب بصرامة على مساعديه قائلاً: «أزيلوها فورا». وبعد أقل من يومين، تدخلت الشرطة لتفكيك الخيمة، لتطوى بذلك صفحة احتجاج استمر أكثر من 4 عقود.

بدأ الاعتصام على يد الناشط ويليام توماس في يونيو/حزيران 1981، عندما أقام خيمة صغيرة أمام الجهة الشمالية للبيت الأبيض. ومنذ ذلك الحين، تناوب متطوعون على حراسة الموقع ليلًا ونهارًا، لتبقى الخيمة حاضرة في وجه زوار العاصمة وكبار القادة الأجانب.

ورفعت خلال العقود لافتات تحمل رسائل حادة مثل: «احظروا كل الأسلحة النووية أو استمتعوا بيوم القيامة»، و«من يعيش بالسلاح النووي يموت بالسلاح النووي»، لتصبح الخيمة مع مرور الوقت رمزًا عالميًا لحرية التعبير والاحتجاج السلمي.

وبعد وفاة توماس عام 2016، تولى الناشط فيليپوس ميلاكو-بيلو مسؤولية الاعتصام، مواصلا حمل الرسالة ذاتها رغم تقدمه في السن، مستندًا إلى دعم متطوعين متناوبين تحدوا قسوة المناخ والضغوط المستمرة.

جدل بين الحق الدستوري وهيبة المكان

إزالة الاعتصام فجرت جدلًا سياسيًا وقانونيًا واسعًا. فقد اعتبرت النائبة الديمقراطية عن واشنطن العاصمة، إليانور هولمز نورتون، أن الاعتصام يندرج ضمن الحقوق الدستورية المكفولة بالتعديل الأول، مؤكدة أن "الاحتجاج السلمي محمي حتى لو بدا مزعجًا أو غير جميل المنظر، وحتى إن جرى أمام البيت الأبيض نفسه."

في المقابل، شدد النائب الجمهوري جيف فان درو على أن استمرار الاعتصام يمثل "مخاطر أمنية وتشويهًا جماليًا وتاريخيًا"، معتبرًا أن السماح به لسنوات طويلة يعكس "ازدواجية في تطبيق القانون" ويبعث برسائل خاطئة للمواطنين الملتزمين بالقانون.

مواجهة على الأرض واستمرار رغم التضييق

وفجر الأحد، سبقت الشرطة شروق الشمس لتفكيك الخيمة، مانحة المتطوعين نصف ساعة فقط لإزالة الغطاء البلاستيكي الذي يحميهم من المطر. وحين رفض أحدهم الامتثال، تم توقيفه فيما شرع الضباط في إزالة الخيمة.ورغم الإجراء، أكد ميلاكو-بيلو أن المعتصمين سيواصلون وجودهم في الموقع ولو بشكل جزئي، متوقعًا أن تتحول القضية إلى نزاع قضائي في المحاكم الفيدرالية.

تأتي الخطوة في إطار حملة أوسع يقودها ترامب لإزالة مخيمات المشردين والاعتصامات الدائمة من شوارع العاصمة، استعدادًا لاحتفالات الولايات المتحدة بالذكرى الـ250 لتأسيسها.

غير أن ناشطين وحقوقيين اعتبروا القرار محاولة لتقييد حرية التعبير في أحد أكثر المواقع الرمزية في أمريكا، مؤكدين أن اعتصام "خيمة السلام" لم يكن مجرد خيمة، بل شاهدًا على أربعة عقود من النضال المدني والدعوة إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية. aXA6IDY1LjEwOS42MC4yMzIg جزيرة ام اند امز