الأطعمة الغنية بالبوليفينول مثل التوت قد تسهم في دعم صحة القلب

الأطعمة الغنية بالبوليفينول مثل التوت قد تسهم في دعم صحة القلب

الأطعمة الغنية بالبوليفينولات مثل التوت قد تسهم في دعم صحة القلب.

تلعب عدة عوامل دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة القلب، من بينها النشاط البدني المنتظم، والابتعاد عن التدخين، وضبط التوتر. إلى جانب ذلك، يُعد الغذاء عنصرًا أساسيًا لا يمكن تجاهله عند الحديث عن صحة الجهاز القلبي الوعائي، إذ أظهَرت دراسات سابقة أن بعض الأنماط الغذائية يمكن أن تدعم القلب وتقلل من عوامل الخطر المرتبطة بأمراضه، ومن أبرز الأمثلة الأطعمة الغنية بالبوليفينول .

أهمية العناصر الغذائية المفيدة للقلب

أشارت أبحاث سابقة إلى أن تناول أطعمة غنية بالألياف، وأحماض أوميغا-3 الدهنية، ومضادات الأكسدة، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم قد يعود بفوائد ملحوظة على صحة القلب. تساهم هذه العناصر في دعم الأوعية الدموية، وتحسين مستويات الدهون في الدم، والمساعدة في تنظيم ضغط الدم، ما ينعكس إيجابًا على صحة القلب بشكل عام.

الأطعمة الغنية بالبوليفينول وصحة القلب

أضافت دراسة حديثة بُعدًا جديدًا لهذا المجال من خلال التركيز على الأطعمة الغنية بالبوليفينولات، وهي مركّبات طبيعية توجد في العديد من الأغذية النباتية، وبيّنت النتائج أن استهلاك أطعمة مثل القهوة، والتوت، والجوز، والكاكاو، وزيت الزيتون قد يرتبط بتحسن صحة القلب على المدى الطويل، خاصة عند الاستمرار على هذا النمط الغذائي لسنوات.

كيف أُجريت الدراسة؟

تابع الباحثون أكثر من 3,100 مشارِك بالِغ ضمن إحدى الدراسات طويلة الأمد، حيث تم جمع معلومات غذائية مفصلة على مدى يزيد عن عشر سنوات. كما طُلب من جزء من المشاركين تقديم عينات بول لقياس نواتج استقلاب البوليفينول في الجسم، بهدف الحصول على تقييم أكثر دقة لاستهلاك هذه المركبات مقارنة بالاعتماد على الاستبيانات فقط.

نتائج مرتبطة بانخفاض مخاطر أمراض القلب

في نهاية فترة المتابعة، أظهَرت النتائج أن الأشخاص الذين كانت لديهم مستويات أعلى من نواتج البوليفينول في البول سجّلوا درجات أقل في مؤشرات احتمال الإصابة بأمراض القلب، إلى جانب مستويات أعلى من الكوليسترول الجيد في الدم، ويشير ذلك إلى وجود ارتباط بين تناول الأطعمة الغنية بالبوليفينول وملف صحي قلبي أكثر إيجابية، ولكن دون الجزم بوجود علاقة سببية مباشرة.

تقدم أبطأ لمخاطر أمراض القلب مع التقدم في العمر

كشَفت الدراسة أيضًا أن احتمال الإصابة بأمراض القلب يزداد بطبيعة الحال مع التقدم في العمر، إلا أن المشاركين الذين تناولوا كميات أكبر من الأطعمة المحتوية على البوليفينول أظهَروا وتيرة أبطأ في ازدياد هذا الاحتمال على مدى 11 عامًا، ويعزز هذا الاكتشاف فكرة أن الاستمرار في استهلاك الأطعمة الغنية بالبوليفينول قد يساعد في الحفاظ على صحة القلب مع مرور الوقت.

آليات محتملة وفهم أعمق

تشير الأدلة المستمدة من تجارب سابقة إلى أن البوليفينولات قد تحسن وظيفة الأوعية الدموية، وتدعم مرونتها، وتساهم في تحسين مستويات دهون الدم وخفض ضغط الدم، ويُعتقد أن هذه المركّبات تعمل من خلال عدة آليات، من بينها تعزيز توفر مواد تساعد الأوعية الدموية على الاسترخاء ودعم الدورة الدموية الصحية.

أهمية النتائج والحاجة إلى مزيد من البحث

نُشرت هذه الدراسة في مجلة (BMC Medicine)، وأُجريت بالتعاون مع باحثين من كلية كينغز في لندن، ورغم أن النتائج واعدة، فإنها تستند إلى دراسة رصدية، ما يعني أنها لا تؤكد بشكل قاطع أن البوليفينولات هي السبب المباشر لهذه الفوائد. لذلك، يؤكّد الباحثون أن هذه النتائج تحتاج إلى مزيد من الأبحاث والتجارب المحكمة لتأكيدها وفهمها بشكل أدق.

كيف يمكن زيادة تناول الأطعمة الغنية بالبوليفينول؟

يمكن دعم النظام الغذائي بإضافة المزيد من الأغذية النباتية اليومية مثل الفواكه، والخضروات، والمكسرات، والبقوليات، والحبوب الكاملة، إضافة إلى الشاي والقهوة باعتدال، وتشير التوصيات إلى أن التغييرات الصغيرة والمستمرة، مثل إضافة التوت إلى وجبة الإفطار أو استخدام الأعشاب والتوابل في الطهي، قد تكون كافية لإحداث فرق إيجابي.

نصيحة من موقع صحتك

يُنصح باتباع نمط حياة متوازن يجمع بين التغذية الصحية والنشاط البدني المنتظم للحفاظ على صحة القلب. قد يكون إدخال الأطعمة الغنية بالبوليفينول ضمن نظامك الغذائي اليومي خطوة مفيدة، لكن من المهم تذكّر أن هذه النتائج ما تزال بحاجة إلى مزيد من البحث للتأكد منها، ولذلك اجعل خياراتك الغذائية جزءًا من أسلوب حياة صحي شامل، واستشر مختصين عند الحاجة لتحقيق أفضل فائدة ممكنة.

آخر تعديل بتاريخ