مبادرات أُطلقت في 2025.. السعودية تفتتح عصرًا جديدًا لريادة الأعمال

يحمل المشهد الريادي في المملكة العربية السعودية خلال عام 2025 سلسلة من المبادرات المتتابعة التي تؤكد التزام الجهات الحكومية والقطاع الخاص بتوفير منظومة أكثر شمولًا تستهدف دعم رواد الأعمال، وتعزيز قدراتهم في إطلاق المشاريع الريادية، وتمكينهم من الوصول إلى فرص التمويل والتطوير.
تبرز أهمية هذه المبادرات من كونها تعكس مستوى التقدم الذي وصلت إليه المملكة في بناء منظومة متكاملة لدعم رواد الأعمال. خصوصًا أن هذه المنظومة باتت تشمل مبادرات تقنية، وبرامج تدريبية، ومسرّعات أعمال، وجهات تمكين حكومية وخاصة. ما يساهم في رفع القدرة التنافسية لرواد الأعمال داخل السوق السعودية ويعزز نمو الشركات الناشئة.
وتمثل هذه المبادرات نقطة تحول في مسار دعم ريادة الأعمال؛ إذ إنها تجمع بين التوعية، والتمكين، والتأهيل، وتوفير البنية الرقمية، بما يخلق بيئة متكاملة تُسهم في تحقيق مستهدفات المملكة الاقتصادية، وتدعم تطلعات الشباب وتشجعهم على دخول عالم الابتكار والمشاريع الناشئة.
فهرس المحتوي
مبادرتين من اتحاد الغرف لدعم القطاع الريادي40 جهة حكومية تقدم خدماتها لرواد الأعمالمسابقة ستارت سمارت 2025مبادرة رياديات 2025وزارة الطاقة تطلق مسرّعة لدعم الابتكارتأسيس بيئة اقتصادية مستدامة
مبادرتين من اتحاد الغرف لدعم القطاع الريادي
أعلن اتحاد الغرف السعودية، ممثلًا باللجنة الوطنية لريادة الأعمال، عن تنفيذ مبادرتين جديدتين تهدفان مباشرةً إلى دعم رواد الأعمال في المملكة وتعزيز مشاركتهم الاقتصادية. وجاء إطلاق المبادرتين خلال أمسية ريادة الأعمال التي أُقيمت في مكة المكرمة، بتاريخ 13 مارس 2025، بالتعاون مع مركاز البلد الأمين، وبحضور مسؤولين وخبراء وممثلي جهات التمويل. وتمثل هذه الخطوة امتدادًا لجهود الاتحاد في دعم رواد الأعمال من خلال مبادرات وطنية ذات نطاق واسع.
وتتمثل المبادرة الأولى في إنشاء “مجلس ريادة الأعمال” الذي يعد منصة إلكترونية متخصصة تهدف إلى رفع الوعي وتوفير الأدوات المعرفية التي يحتاجها رواد الأعمال. بالإضافة إلى تقليص الفجوة بين اللجنة والجهات الداعمة، بما يسهم في تفعيل المبادرات بطريقة أكثر كفاءة ومرونة. كما تستهدف المنصة أعضاء اللجان القطاعية ورواد الأعمال في الغرف التجارية، في خطوة تعزز الوصول المباشر للمعلومات والخدمات.
وأما المبادرة الثانية فتتمثل في إصدار “التقرير السنوي لبرامج دعم ريادة الأعمال”، الذي يركز على عرض البرامج الحكومية الداعمة للقطاع، بهدف تمكين رواد الأعمال من معرفة الخيارات المتاحة، وتعزيز قدرتهم على الاستفادة من الخدمات الرسمية. ويُبرز التقرير المؤشرات الوطنية الخاصة بنمو السجلات التجارية والشركات المحدودة. إضافة إلى إبراز تقدم المملكة عالميًا في مجال ريادة الأعمال؛ ما يعزز مستوى دعم رواد الأعمال عبر مرجعية دقيقة ومنظمة.
40 جهة حكومية تقدم خدماتها لرواد الأعمال
شهد ملتقى “بيبان 2025″، الذي نظمته الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” خلال الفترة من 5 إلى 8 نوفمبر الماضي، مشاركة غير مسبوقة بلغت 40 جهة حكومية وخاصة وغير ربحية، وذلك ضمن “باب التمكين”. هذا الباب، الذي شكّل أحد الأركان الأساسية للملتقى، استهدف دعم رواد الأعمال عبر توفير حزمة من الخدمات الشاملة والحلول المبتكرة. كذلك، جاء ذلك ضمن سبعة أبواب متنوعة عملت جميعها على تلبية الاحتياجات المتخصصة للرياديين. إضافة إلى تقديم دعم مباشر وملموس لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وبالإضافة إلى ذلك، أتاح “باب التمكين” للزوار فرصة ثمينة للاطلاع على أبرز الخدمات والمبادرات المتخصصة التي قدمتها الجهات المشاركة. كما مكّنهم من استكشاف آفاق جديدة ضمن بيئة ريادية متكاملة ومتعاونة. ضمت قائمة المشاركين وزارات وازنة، على رأسها وزارة التجارة، ووزارة الصناعة والثروة المعدنية، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات. بالإضافة إلى الهيئات الحكومية المختلفة ومنظومات التمويل والتنمية. هذه المشاركة عكست بوضوح التزام الدولة الراسخ بدعم رواد الأعمال على نطاق واسع وشامل.
وبالفعل، حقق هذا التجمع الكبير هدفه الأساسي المتمثل في تعزيز سهولة وصول رواد الأعمال إلى فرص الدعم، موفرًا مسارات مباشرة ومحددة للتطوير والتمويل. كما عمل الملتقى بفعالية على تحفيز أصحاب الأفكار الريادية لإطلاق مشاريعهم على أرض الواقع؛ ما عزز من دور قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة كرافد حيوي لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق مستهدفات النمو المستدام.
في خُطوة أخرى لا تقل أهمية، أعلن مركز ستارت سمارت لريادة الأعمال عن إطلاق النسخة التاسعة من “مسابقة ستارت سمارت”. شكّلت هذه المبادرة توجهًا مباشرًا نحو دعم رواد الأعمال وتمكينهم من تحويل أفكارهم المبتكرة إلى مشاريع تقنية ناشئة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. وجاءت هذه الخطوة بدعم سخي من مؤسسة مجتمع جميل الأهلية ضمن برنامج شامل، الذي وفّر التدريب المتخصص والإرشاد الموجه والجوائز المالية القيمة.
ولتحقيق أهدافها، استهدفت المسابقة رواد الأعمال السعوديين الذين يحملون أفكارًا ابتكارية في مراحلها الأولى. وجرى بالفعل اختيار أفضل 40 فكرة للمشاركة في برنامج تدريبي مكثف امتد على مدار شهرين كاملين. ضمّ هذا البرنامج تطوير المنتجات وصناعة النماذج الأولية، علاوة على توفير الإرشاد المتخصص والاستشارات الفنية لضمان الجودة. كما منح البرنامج للمتأهلين فرصة حاسمة لتقديم عروضهم الاستثمارية أمام المهتمين والممولين في يوم العرض النهائي.
واعترافًا بالتميز، حصلت أفضل ثلاث أفكار على جوائز مالية بلغ مجموعها مئة ألف ريال. خُصصت هذه الجوائز لدعم رواد الأعمال الطموحين وتمكينهم من دخول السوق بثقة وقوة. وأتت هذه المسابقة استكمالًا لمسيرة طويلة بدأت عام 2016. ما عكس استمرارية الدعم المنهجي لرواد الأعمال، إضافة إلى تطوير مجتمع الابتكار الديناميكي داخل المملكة.
مبادرة رياديات 2025
وتزامنًا مع تلك الجهود، مثلت مبادرة “رياديات 2025” إحدى المبادرات الرائدة التي ركزت على تنمية مهارات النساء وتمكينهن من دخول سوق العمل والمشاريع الناشئة. وجاء تنظيم هذه المبادرة من قِبل غرفة الشرقية في شهر أبريل 2025 بهدف أساسي هو تدريب الباحثات عن العمل وتأهيلهن ليصبحن جزءًا فعالًا ومؤثرًا ضمن منظومة دعم رواد الأعمال. وعكست المبادرة توجهًا وطنيًا مستمرًا لرفع نسبة مشاركة المرأة في الاقتصاد الوطني وتحقيق التوازن المنشود.
كما امتدت فعّاليات المبادرة على مدى أيام، تحديدًا من 27 أبريل حتى 7 مايو 2025؛ حيث استضافها مقر غرفة الشرقية بالدمام. وأتاحت الفعّالية للمشاركات فرصًا للتفاعل المباشر مع نخبة من الخبراء، بالإضافة إلى الاستفادة القصوى من ورش العمل المكثفة. وركزت البرامج التدريبية بشكل خاص على تطوير القدرات القيادية والتقنية التي تُعد ضرورية لخوض غمار عالم ريادة الأعمال بثقة واحترافية عالية.
وهكذا، جاءت مبادرة “رياديات 2025” منسجمة تمامًا مع الجهود الوطنية الشاملة التي تهدف إلى تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل. وعملت المبادرة كذلك على إيجاد مسارات جديدة ومتخصصة لدعم رواد الأعمال من النساء. وذلك من شأنه أن يعزز الاستفادة المثلى من المواهب المحلية الكامنة؛ ما يسهم في زيادة تنوع وقوة الاقتصاد السعودي على المدى البعيد.
وزارة الطاقة تطلق مسرّعة لدعم الابتكار
وفي إطار الدعم المتواصل، أطلقت وزارة الطاقة برنامج “مسرِّعة طاقتك” بحضور مسؤولين رفيعي المستوى. استهدف البرنامج بوضوح دعم رواد الأعمال في قطاع الطاقة وتمكين الشركات الناشئة من ابتكار حلول جديدة تساهم بفعالية في تعزيز الاستدامة وتنويع الاقتصاد. وجاء البرنامج نتيجة تعاون مثمر مع منظومة “الكراج”. ما جسّد شراكة فعّالة بين القطاعين الحكومي والخاص لتسريع مسار الابتكار في هذا المجال الإستراتيجي.
كما ركزت المسرّعة بشكلٍ خاص على دعم الشركات العاملة في تطوير حلول كفاءة الطاقة وخفض التكاليف التشغيلية. بالإضافة إلى تعزيز المحتوى المحلي في سلاسل الإمداد. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل شمل الدعم التقنيات الخضراء ومبادرات تقليل الانبعاثات الكربونية. وهدفت المسرعة أيضًا إلى تقوية البنية التحتية للطاقة وتحسين مرونة الإمدادات. ما جعلها خطوة نوعية ومحورية في مسار دعم رواد الأعمال ضمن هذا القطاع الحيوي.
وإلى جانب ذلك، استهدف البرنامج دعم 60 شركة ناشئة، وتم تقسيمها على ثلاث دفعات يتم احتضانها خلال ثلاث سنوات. وجرى تنفيذ الدعم عبر أربع مراحل متدرجة، بدأت بمرحلة الاستكشاف وانتهت بجولات الاستثمار الفعلي. وكذلك، ضمن البرنامج توفير إرشاد تقني متقدم وربط الشركات الناشئة مباشرة بالمستثمرين المهتمين. ما عزز قدرتهم على تحقيق النجاح والنمو المستدام داخل السوق التنافسي.
تأسيس بيئة اقتصادية مستدامة
وبشكل عام، عكس هذا الزخم الهائل من المبادرات والمشاريع الريادية رؤية المملكة الطموحة في تأسيس بيئة اقتصادية مستدامة. والتي شجعت على الإبداع والابتكار في مختلف القطاعات. عملت هذه البرامج المتنوعة على الجمع بين عناصر حيوية شملت التدريب النوعي، والتمكين الممنهج، والدعم المالي المباشر. إلى جانب توفير البنية التشريعية الداعمة. جعل ذلك دعم رواد الأعمال جزءًا محوريًا لا يتجزأ من مسار التحول الاقتصادي الشامل للمملكة.
ولتحقيق الاستدامة، واصلت كل من الجهات الحكومية والقطاع الخاص العمل بتكامل لافت. لذلك سعت إلى توفير الفرص المتجددة، وتعزيز القدرات الكامنة. وكذلك تطوير البيئة الكلية لريادة الأعمال. هذه الجهود المشتركة أسهمت بوضوح في إنتاج جيل جديد من أصحاب المشاريع المبتكرة. ما قوّى من قدرتهم على تشكيل مستقبل أكثر ازدهارًا للاقتصاد السعودي.
الرابط المختصر :
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





