يُعد الزعفران من أغلى التوابل في العالم وأكثرها ارتباطًا بالتراث الغذائي والعلاجي في ثقافات متعددة. وعلى الرغم من استخدامه منذ قرون لإضفاء اللون والطعم المميزين على الأطعمة، فإن الاهتمام العلمي الحديث كشَف أن فوائد الزعفران الصحية قد تتجاوز المطبخ لتصل إلى النوم والمزاج وصحة القلب وحتى ضبط الوزن. ومع تزايد الدراسات التي تبحث في تأثيره على الجسم، بدأ الخبراء ينظرون إلى الزعفران كعنصر غذائي داعم للصحة العامة عند استخدامه بشكل معتدل وآمن. في هذا المقال، نستعرض كيف يمكن أن تؤثر إضافة الزعفران إلى النظام الغذائي على جوانب مختلفة من صحتك، مع توضيح فوائده ومحاذيره.
فوائد الزعفران الصحية والنفسية
قبل التعمق في التفاصيل، من المهم معرفة أن الدماغ يعتمد على توازن دقيق في المواد الكيميائية المسؤولة عن المزاج. هنا يبرز دور الزعفران، إذ تشير أبحاث متعددة إلى أن مركّباته النشطة قد تساعد في تحسين هذا التوازن من خلال:
المساهمة في رفع مستويات المواد المرتبطة بالسعادة مثل السيروتونين (Serotonin).
تقليل أعراض القلق والتوتر الخفيف.
دعم الحالة المزاجية بشكل عام عند الاستخدام المنتظم بجرعات مدروسة.
تشير مراجعات علمية إلى أن فوائد الزعفران الصحية في هذا الجانب قد تكون قريبة من تأثير بعض العلاجات الدوائية الخفيفة، دون أن يعني ذلك الاستغناء عن العلاج الطبي عند الحاجة.
تأثير الزعفران على صحة العين
تتعرض العين مع التقدم في العمر أو في حالات مرَضية مزمنة لتغيرات قد تؤثّر في جودة الرؤية. وقد لفَتَ الزعفران انتباه الباحثين بسبب خصائصه المضادة للأكسدة.
المساعدة في تحسين الرؤية لدى المصابين بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر (Age-related macular degeneration).
دعم صحة الشبكية لدى مرضى اعتلال الشبكية السكري (Diabetic maculopathy).
المساهمة في خفض ضغط العين في بعض الحالات المزمنة.
هذه النتائج تجعل فوائد الزعفران الصحية ذات اهتمام خاص لكبار السن، مع التأكيد على أن استخدامه يكون مكملًا وليس بديلًا للعلاج الطبي.
الزعفران وتحسين جودة النوم
يعاني كثير من الناس من اضطرابات النوم، سواء في صعوبة الدخول في النوم أو الاستيقاظ المتكرر. وتشير بعض الدراسات إلى أن الزعفران قد يكون له دور داعم في هذا المجال.
المساعدة في زيادة مدة النوم وتحسين جودته.
دعم إفراز هرمون الميلاتونين (Melatonin) المسؤول عن تنظيم دورة النوم.
تهدئة الجهاز العصبي وتحفيز المستقبلات المرتبطة بالاسترخاء.
لهذا، يرى الخبراء أن فوائد الزعفران الصحية قد تمتد إلى تحسين النوم، خاصة عند دمجه مع عادات نوم صحية.
الزعفران وصحة القلب والأوعية الدموية
تُعد أمراض القلب من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا، ويبحث كثيرون عن وسائل طبيعية داعمة للوقاية. هنا يظهَر الزعفران كعنصر غذائي قد يساهم في دعم صحة الجهاز الدوري.
المساعدة في خفض ضغط الدم.
تحسين مستويات السكر في الدم.
تقليل الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار (LDL).
وتشير أبحاث إلى أن فوائد الزعفران الصحية قد تجعله مكملًا غذائيًا مساعدًا ضمن نمط حياة صحي، مع ضرورة استشارة المختصين قبل استخدامه بانتظام، خاصة لمرضى القلب.
دور الزعفران في إدارة الوزن
السيطرة على الوزن لا تعتمد فقط على توازن السعرات الحرارية، بل تشمل التحكم في الشهية وتنظيم التمثيل الغذائي. وقد أظهَرت بعض الدراسات نتائج مشجعة حول دور الزعفران في:
تقليل الشهية والشعور بالجوع.
المساهَمة في خفض الوزن ومؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index).
تقليل محيط الخصر لدى بعض الفئات.
ورغم هذه النتائج، يؤكد الباحثون أن فوائد الزعفران الصحية في هذا المجال تحتاج إلى مزيد من الدراسات السريرية قبل اعتباره علاجًا مباشرًا للسمنة.
فوائد الزعفران
القيمة الغذائية للزعفران
نظرًا لأن الزعفران يُستهلك عادةً بكميات صغيرة (كما هو الحال عند استخدامه كتوابل)، فإنه لا يُعد مصدرًا مهمًا للعناصر الغذائية الكبرى أو الصغرى. تحتوي حصة مقدارها ملعقتان كبيرتان من الزعفران على:
السعرات الحرارية: 13
الدهون: 0.25 غرام
الكربوهيدرات: 2.74 غرام
الألياف: 0.16 غرام
البروتينات: 0.48 غرام
الفيتامين سي: 3.4 ملليغرام
المنغنيز: 1.19 ملليغرام
يُعد الزعفران مصدرًا جيدًا للمنغنيز، وهو معدن يساعد في دعم عملية إنتاج الطاقة وتعزيز وظائف الجهاز المناعي.
أشكال الزعفران وطرق استخدامه
قبل اختيار طريقة الاستخدام، من المفيد معرفة الأشكال المتوفرة من الزعفران، سواء الغذائية أو التكميلية.
خيوط الزعفران الطبيعية المستخدَمة في الطهي.
مكملات غذائية على شكل كبسولات أو أقراص.
مستخلَصات سائلة أو مسحوق.
شاي الزعفران والمشروبات المنكهة به.
كما يُستخدم الزعفران أحيانًا في مستحضرات العناية بالبشرة، ما يعكس تنوع فوائد الزعفران الصحية خارج نطاق التغذية.
مَن الذي يجب أن يتجنب الزعفران؟
رغم فوائده، لا يُعد الزعفران مناسبًا للجميع. فالاستخدام الآمن يتطلب الحذر في بعض الحالات، مثل:
يُنصح بتجنبه أثناء الحمل والرضاعة لاحتمال تأثيره على الرحم.
الحذر لدى من يتناولون أدوية مميعة للدم.
الانتباه لاحتمال تفاعله مع أدوية المزاج أو أدوية النوم.
كما أن الإفراط في تناوله قد يسبب أعراضًا جانبية مثل الدوخة أو الغثيان، وفي حالات نادرة تسممًا شديدًا يَظهَر بشكل اصفرار الجلد أو تنميل الأطراف.
في ضوء ما تشير إليه الأبحاث الحديثة، يمكن القول إن فوائد الزعفران الصحية متعددة وتمتد من دعم المزاج والنوم إلى تعزيز صحة القلب والعين والمساعدة في ضبط الوزن. ومع ذلك، يبقى الاعتدال هو الأساس، ويجب النظر إلى الزعفران كجزء من نمط حياة صحي متكامل لا كحل سحري. استشارة المختصين قبل استخدامه كمكمل غذائي تظل خطوة ضرورية، لضمان الاستفادة من فوائده وتجنب مخاطره، والاستمتاع بهذه التوابل الثمينة بأمان .
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






