كشفت مصادر متطابقة عن تلقي قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مقترحًا خطيًا من دمشق يقضي بدمجها ضمن الجيش السوري عبر ثلاث فرق عسكرية، في خطوة وُصفت بالأكثر تقدمًا منذ اتفاق آذار/مارس.
الإعلان جاء بعد أشهر من الجمود والتراشق الإعلامي بين الطرفين، ليعيد فتح مسار التفاوض حول واحدة من أعقد ملفات المرحلة الانتقالية في سوريا.
اتفاق مبدئي ولجان فنية
حيث أعلنت لجنة تفاوض شمال وشرق سوريا مع الحكومة الانتقالية، عبر منصة “إكس”، التوصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بإبقاء 3 فرق تابعة لـ”قسد” ضمن الهيكل العسكري للجيش السوري.
الرئيس الانتقالي لسوريا، أحمد الشرع (على اليمين)، وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، أثناء توقيع اتفاق يهدف إلى دمج قسد في مؤسسات الدولة، في العاصمة السورية دمشق، 10 آذار/مارس 2025 – انترنت
وأوضحت اللجنة أن نقاشات فنية متخصصة تُجرى حاليًا بين الجانبين لبحث الأدوار والهيكل التنظيمي، تمهيدًا لخطوات عملية خلال الفترة المقبلة.
وأشارت اللجنة إلى أن هذا المسار يحظى بدعم دولي واضح، ويمثل – بحسب توصيفها – الخيار الأكثر واقعية لضمان الاستقرار، مع التشديد على ضرورة تجنب التصعيد الإعلامي وخطاب الكراهية، والتركيز على منطق الشراكة والتفاهم.
وبحسب ما أكدته مصادر من “قسد”، فإن هذا المقترح المكتوب الذي وصلها يعد الأول منذ توقيع الاتفاق الثنائي في 10 آذار/مارس الماضي بين قائد “قسد” مظلوم عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع.
واعتبر مصدر مسؤول في “قسد”، في تصريحات لـ“العربية.نت”، أن الخطوة “إيجابية”، كاشفًا عن تحضيرات لزيارة وفد تفاوضي إلى دمشق قريبًا، دون تحديد موعد دقيق، مع احتمال مشاركة المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس برّاك في اللقاءات.
3 فرق وتأجيل الملفات الخلافية
تفاصيل المقترح تشير إلى موافقة دمشق على إعادة تنظيم مقاتلي “قسد” ضمن 3 فرق رئيسية وألوية أصغر، وهو ما يُعد ترجمة مكتوبة لتعهد شفهي سابق قطعه الشرع لعبدي بضم القوات ككتلة واحدة.
كما يتضمن النقاش مصير وحدات حماية المرأة، وقوائم الأسماء المقدّمة لتعيين مقاتلين في مناصب ضمن وزارتي الدفاع والداخلية، إضافة إلى آلية دمج قوى الأمن الداخلي في مناطق الإدارة الذاتية.
وبحسب معلومات متداولة، اتفق الطرفان على إعطاء أولوية للجانب العسكري والأمني، مع تأجيل بقية الملفات السياسية والدستورية إلى العام المقبل، بما يشمل شكل الحكم، وتعديل الإعلان الدستوري، ودور الإدارة الذاتية في الحكومة الانتقالية.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر سورية وكردية وغربية أن وتيرة المباحثات تسارعت في الأيام الأخيرة مع اقتراب نهاية العام، رغم تحذيرات من أن تحقيق اختراق شامل لا يزال غير مرجح.
وأشارت الوكالة إلى أن أي إعلان مرتقب قد يهدف إلى “حفظ ماء الوجه” وتمديد أمد المفاوضات، منعًا لانزلاق البلاد نحو مواجهة عسكرية جديدة، قد تتداخل فيها أطراف إقليمية، في مقدمتها تركيا.
وبينما ترى بعض المصادر أن الفجوات لا تزال كبيرة، يؤكد مسؤول في “قسد” أن الطرفين “أقرب إلى اتفاق من أي وقت مضى”، في اختبار حاسم لمسار دمج القوى العسكرية وبناء دولة ما بعد الحرب.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






