في جديد ملف مخيمات عوائل “داعش”، كشف تقرير أميركي، عن أن مخيمات الاحتجاز الشاسعة في شمال شرق سوريا، وتحديداً مخيمي “الهول” و”روج” بمحافظة الحسكة، تمثل أخطر إرث للحرب الأهلية السورية، واصفا إياها بـ “القنابل الموقوتة”.
وبحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، يمثل وجود أكثر من 27 ألف امرأة وطفل من عائلات مقاتلي تنظيم “داعش”، إلى جانب نحو 8 آلاف مقاتل محتجز في سجون قريبة، تحديا أمنيا وإنسانيا وسياسيا بالغ التعقيد على عاتق المنطقة والعالم.
مخيمات عوائل “داعش”.. بيئة خصبة للتطرف
هذه المخيمات تعد موطنا قسريا لعشرات الآلاف ممن احتجزتهم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) خلال معاركها المدعومة من الولايات المتحدة ضد “داعش”، ومع تقلص الدور العسكري الأميركي في المنطقة، تتجه واشنطن إلى مطالبة الحكومة السورية الجديدة بتحمّل مسؤولية إدارة هذه السجون والمخيمات.
هذا الانتقال يواجه وفقا للتقرير، معضلة كبيرة ومخاوف كردية عميقة من إهمال حكومة دمشق التي كان بعض أفرادها ينتمون سابقا لتنظيم “القاعدة” للملف أو إطلاق سراح بعض المقاتلين، خاصة مع تزايد هجمات التنظيم خلال الفترة الأخيرة.
الخطر الأكبر يكمن في التكوين السكاني لهذه المخيمات؛ حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 60 % من قاطنيها هم أطفال دون سن الـ 18، نشأ معظمهم في بيئة مغلقة يهيمن عليها الفكر المتطرف، وتقوم النساء بتلقين الأطفال أفكار تنظيم “داعش”، ما يجعل هؤلاء الأطفال عرضة لتكوين وعي مشوه قائم على العنف والكراهية والانفصال عن العالم.
تدهور الخدمات وعنف وتهريب منظم
تقرير “نيويورك تايمز”، قال إن الأوضاع الإنسانية في المخيمات تفاقمت بشدة عقب قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقف تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية “USAID”، ما أدى إلى انقطاع الخدمات الحيوية، مثل الرعاية الصحية والتعليم وخدمات حماية الأطفال، والاكتفاء لاحقا بإعادة توزيع الماء والخبز.
وأدت هذه الفجوات الحادة في الخدمات، إلى ارتفاع وتيرة العنف داخلياً، حيث شهد المخيم حوادث أمنية خطرة واعتداءات على مكاتب الإغاثة، شملت تهديد زوجين بتفجير نفسيهما بسترات ناسفة محلية الصنع.
من داخل مخيم الهول – (الجزيرة)
وما يزيد من إثارة للقلق، تأكيدات إدارة المخيمات لمراسلة “نيويورك تايمز”، أليسا روبن، بوجود عمليات تهريب منظم تجري بشكل شبه يومي، يتم فيها استخدام سيارات الإمداد لتهريب المحتجزين، ما يؤكد أن المخيم ليس مجرد مكان احتجاز، بل بيئة نشطة تعج بالفوضى.
ونقلت مراسلة الصحيفة الأميركية عن مديرة “مخيم الهول”، جيهان حنان، قولها، إن الناس “يهربون كل يوم، ويبدو أنها عملية منظمة”، وأنهم يبنون “أماكن للاختباء في خزانات المياه”.
دعوات للإعادة ورفض دولي!
يؤكد مديرو المخيمات في “الهول” و”روج”، أن هناك حاجة ملحة لتقليص عدد السكان المحتجزين لتهدئة “هذه القنبلة الموقوتة” في الصحراء السورية.
رغم التزام العراق وسوريا بإعادة مواطنيهما، حيث تمكن العراق من استعادة نحو 19 ألفاً وأعادت سوريا بضع مئات فقط، فإن آلاف النساء والأطفال ما زالوا عالقين.
ويظل التحدي الأكبر هو رفض دول أخرى عديدة استعادة مواطنيها بسبب المخاوف الأمنية، مما يترك الآلاف في حالة انتظار داخل هذه “البؤرة المشتعلة”، في وقت يتضاءل فيه الاهتمام الدولي بهذا الملف.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً






