رغم الوعود بتحسين الخدمات في محافظة درعا، جنوبي سوريا، إلا أن الواقع لا يعكس التصريحات الرسمية، حيث ما يزال أهالي مدينة درعا ينتظرون البدء الفعلي بالعمل على البنى التحتية، خاصة الطرقات داخل المدينة.
يأتي ذلك بينما أثار تعبيد طريق في مخيم درعا، جدلا واسعا بين أهالي المدينة، حيث أظهرت صور نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طريقا جرى تعبيده من دون أدنى المعايير الفنية والجودة.
“استخفاف بالعقول”
صورة طريق جرى تعبيده مؤخرا في مخيم درعا، جرى تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت استياء أهالي مدينة درعا، إذ تُظهر أن الطريق لا يتسع لمرور سيارة، بينما بدأ بالتشقق بعد أيام من تعبيده، وسط تساؤلات حول الرقابة والمحاسبة.
وقال أسامة الصياصنة، في تعليق عبر صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك“: “أموال تهدر واستخفاف بعقول أهل درعا وتسجّل علينا تنفيذ مشاريع بدرعا مهما كانت الجهات الممولة والمنفذة”.
أما أشرف الخرفان، قال إن هذا العمل “إهداء للمال العام واستخاف بعقول الناس!”، مشيرا إلى أن “ما يظهر في الصورة ليس مشروع بنية تحتية بل نموذج صارخ على غياب الإتقان وانعدام الرقابة وغياب المحاسبة. لا تسوية مناسبة للتربة. لا حواف واضحة أو تثبيت لجوانب الطريق. طبقة الإسفلت غير منتظمة ومختلطة بالتراب وستتلف قريبًا. التنفيذ يفتقر إلى أدنى معايير الجودة.”
وتساءل الخرفان في منشور عبر “فيسبوك“: “أين الأمانة؟ أين الإخلاص في العمل؟ أين دور الرقابة؟ وأين المحاسبة؟ هل أصبح تزفيت الطرق مجرد صورة تُنشر على مواقع التواصل لتُسكت الناس لا لتخدمهم؟”
واعتبر “ما يحدث هو تضييع لأموال الناس وخيانة للأمانة وتكرار لهذا النموذج يعني تكريس الفساد بدل محاربته. كفى صمتًا وكفى مجاملة… من لا يتقن عمله لا يستحق أن يبقى فيه. فضح الفساد واجب والمطالبة بالمحاسبة حق مشروع.”
ودعا محمد المحاميد في تعليق على صورة الطريق المعبد حديثا، بعدم القبول “بربع ونصف عمل واطلبوا حقوقكم كاملة من خلال المتابعة والمطالبة بالقانون وتبيّنوا أين يكمن الخلل والتقصير لكي لا نتعوّد على تجاوز من هنا وتقصير من هناك.”
خدمات مهمشة
بعد عام من سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، ما يزال واقع الخدمات في محافظة درعا متدنيا، رغم جمع أكثر من 40 مليون دولار في حملة “أبشري حوران”، في أيلول/سبتمبر الماضي.
إذ يشكو أهالي المحافظة من عدم إعادة تأهيل البنى التحتية، حيث ما تزال شبكات الكهرباء تعاني من فصل متكرر، بينما لم تتحسن ساعات وصل الكهرباء.
إلى جانب ذلك، يطالب الأهالي بتعبيد الطرقات المتهالكة، خاصة مع دخول فصل الشتاء، إلى جانب الحد من تراكم النفايات في بعض البلديات.
ورغم العمل على تزويد بعض المستشفيات بأجهزة طبية، إلا أن الخدمات الصحية في المحافظة ما تزال ضعيفة، في ظل نقض الأدوية في المستشفيات الحكومية والكوادر.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





