كواليس الساعات الأخيرة لانسحاب إيران من سوريا قبل سقوط الأسد

كشف تقرير صحفي، كواليس الساعات الأخيرة لانسحاب إيران من سوريا قبل سقوط نظام بشار الأسد، قائلا إن طهران سحبت بعثتها الدبلوماسية وقواتها من سوريا قبل يومين من الإطاحة بحكم حليفها السابق الأسد.
وكانت طهران أبرز داعم لنظام الأسد خلال سنوات الحرب السورية وما رافقها منذ عام 2011 وحتى سقوط النظام السابق في نهاية العام الماضي، إذ نشر “الحرس الثوري” مستشارين وقوات في الميدان، كما انتشرت مجموعات موالية لإيران في سوريا، أبرزها “حزب الله” اللبناني ومجموعات عراقية وأفغانية لمساندة نظام الأسد.
كواليس الانسحاب إيران من سوريا
في التفاصيل، قال ضابط سوري سابق عمل في أحد المقرّات الأمنية التابعة لـ “الحرس الثوري” في دمشق لوكالة “فرانس برس”، إنه تلقّى اتصالا من قيادته الإيرانية في الخامس من ديسمبر 2024، أي قبل ثلاثة أيام من سقوط حكم الأسد، طلبت منه فيه التوجّه إلى مقر العمليات في حي المزة في العاصمة دمشق صباح الجمعة في السادس من ديسمبر 2024 بسبب “أمر هام”.
وأوضح المصدر دون كشف هويته خشية على سلامته، أن القائد الإيراني المسؤول عن المجموعة حينها، والمعروف باسم “الحاج أبو إبراهيم”، أبلغ الحاضرين من ضباط وجنود سوريين يخدمون تحت إمرة الإيرانيين وعددهم نحو 20 شخصا، فور وصولهم، بأنه “بعد اليوم لن يكون هناك حرس ثوري إيراني في سوريا”، مضيفا في خبر كان له وقع الصاعقة عليهم: “نحن مغادرون”.
وطلب المسؤول الإيراني، وفق الضابط، من العناصر “إحراق وثائق حساسة وتلفها أمامه، وسحب جميع الأقراص الصلبة من الحواسيب”. بعدها أُُبلغوا بأن “كل شيء انتهى، ولن نكون مسؤولين عنكم بعد اليوم، وستصلكم هوياتكم المدنية بعد أيام”.
جنود من وزارة الدفاع السورية يتجوّلون داخل قاعدة عسكرية مهجورة – (أ ف ب)
وأردف المصدر: “بدا الأمر وكأنه معدّ مسبقا. لكنه كان مفاجئا لنا. كنّا نعرف أن الأمور ليست على ما يرام، لكن ليس إلى هذا الحد”، في وقت كانت السلطة السابقة تتكبّد خسارات متتالية على الأرض من حلب وصولا إلى حماة على يد فصائل المعارضة المسلحة السورية.
وتلقى الضابط ورفاقه راتب شهر مسبق، قبل أن يتفرّق شملهم ويعودوا مذهولين إلى منازلهم، وبعد يومين، انهار الحكم فجر الثامن من ديسمبر، وفرّ الأسد إلى روسيا، لتحكم فصائل المعارضة البلاد، قبل أن يصبح أحمد الشرع رئيسا انتقاليا للبلاد لمدة 5 أعوام، انقضى منها عام وبقيت 4 أعوام.
انسحاب دبلوماسي شامل من دمشق نحو بيروت
في ذات الصدد، قال موظفان سوريان سابقان في القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشق للوكالة الفرنسية، إن القنصلية أُخليت بالكامل مساء الخامس من ديسمبر 2024.
وغادرت البعثة الدبلوماسية البلاد متجهة إلى بيروت، بينما أُبلغ الموظفون السوريون بـ “ملازمة منازلهم”، وصُرفت لهم رواتب 3 أشهر مقدما.
وقال موظف لم يكشف عن هويته، إن عددا من زملائه السوريين الذين “يحملون جنسية إيرانية غادروا مع البعثة الدبلوماسية الإيرانية ليلا وبرفقتهم ضباط كبار من الحرس الثوري الإيراني”، وكانت مكاتب السفارة والقسم القنصلي وجميع المراكز الأمنية الإيرانية خالية تماما في اليوم التالي.
تشير شهادات سائقين وموظفين على الحدود السورية اللبنانية في تلك الفترة، إلى ازدحام غير مسبوق شهده معبر جديدة يابوس – المصنع يومي الخميس والجمعة 5 و6 ديسمبر، إذ تطلب العبور انتظار 8 ساعات.
وفي الأثناء، قال العقيد محمد ديبو، وهو من وزارة الدفاع السورية لـ “فرانس برس”، إنه تم تشكيل غرفة عمليات رئيسية للقوات الإيرانية جنوب مدينة حلب داخل قاعدة عسكرية، مردفا: “بعدما سقطت حلب، لم تقاتل إيران في مكان آخر (…) اضطرت للانسحاب بشكل مفاجئ بعد الانهيار السريع”.
وشكّل القسم الغربي من حلب مركز ثقل للقوات الإيرانية وقواعدها العسكرية والقوات التابعة لها مثل “حزب الله” اللبناني وفصائل عراقية، بالإضافة إلى ريف حلب الجنوبي وبلدتي نبل والزهراء ومطار النيرب العسكري في شرق المدينة.
وأوضح ديبو الذي رافق الفصائل المقاتلة المعارضة من إدلب وصولا إلى دمشق: “عندما دخلنا مقراتهم (في حلب) وجدنا وثائق شخصية من جوازات سفر وهويات تابعة لضباط إيرانيين، لم يكن لديهم الوقت لسحبها”.
إجلاء 4 آلاف مقاتل إيراني عبر “قاعدة حميميم”
ديبو أكد في حديثه، أنه بعد السيطرة على حلب “أُجلي قرابة 4 آلاف مقاتل إيراني عن طريق قاعدة حميميم الروسية التي كانوا لجأوا إليها، بينما فرّ آخرون باتجاه لبنان والعراق”.
ويتقاطع ذلك مع ما يرويه الضابط السوري الذي رفض الكشف عن هويته، والذي يقول إن “قائدا إيرانيا معروفا باسم الحاج جواد، أُجلي في الخامس من ديسمبر 2024، برفقة عدد من المقاتلين والضباط الإيرانيين عبر قاعدة حميميم” إلى طهران.
وكان مصدر ميداني في “حزب الله” قال لوكالة الصحافة الفرنسية، فجر الثامن من ديسمبر، إن “الحزب أوعز لمقاتليه بالانسحاب من مواقعهم في محيط حمص وفي محيط دمشق”.
وتمركزت المجموعات الموالية لطهران في مواقع حساسة داخل دمشق وريفها، لا سيما في المزة ومقام السيدة زينب ومحيط مطار دمشق، إضافة إلى نقاط في المناطق الحدودية مع لبنان ومع العراق، وأشرفت على عمليات عسكرية وتدريب وتنسيق مباشر مع قوات النظام السابق.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً





