"القاهرة السينمائي" يستعد لإطلاق دورته الـ46 بمشاركة 60 دولة

تستعد العاصمة المصرية القاهرة، لانطلاق فعاليات الدورة السادسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بعد غدٍ الثلاثاء 12 نوفمبر، والتي تستمر حتى 21 من الشهر نفسه، بمشاركة أكثر من 60 دولة، وحضور وفود عربية ودولية من صُنّاع السينما والمنتجين والموزعين، إلى جانب عروض أولى لأفلام من الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا اللاتينية وآسيا.

أعلنت إدارة المهرجان أن فيلم The Blue Trail – "المسار الأزرق" للمخرج البرازيلي–البرتغالي جابرييل ماسارو سيكون فيلم الافتتاح في عرض عالمي أول، خارج المسابقة الرسمية، وتدور أحداثه في بيئة أمازونية حول علاقة الإنسان بالذاكرة والهوية والمكان، الفيلم من إنتاج مشترك بين البرازيل والبرتغال وإسبانيا.

وتضم المسابقة الدولية الرسمية 14 فيلماً من مصر وفلسطين وتونس والمغرب وتركيا وبلجيكا وفرنسا وكندا والمكسيك، وتشهد الدورة مشاركة 13 فيلماً مصرياً في مختلف الأقسام، من بينها ستة أفلام ضمن قسم "بانوراما مصرية" الذي يسلّط الضوء على قضايا اجتماعية وإنسانية معاصرة، بينها أعمال تتناول حضور المرأة في المجتمع الحَضَري، والعلاقة بين الفرد والسلطة، والتحولات في الطبقة الوسطى.

واختير المخرج التركي نوري بيلجه جيلان رئيساً للجنة تحكيم المسابقة الدولية، ويُعد من أبرز المخرجين في السينما العالمية المعاصرة، وحائز جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان عام 2014 عن فيلمه Winter Sleep. وتضم لجنة التحكيم أعضاء من أوروبا وآسيا والعالم العربي، ما يعزز الطابع الدولي للمهرجان.

وفي إطار التعاون مع المنصات الرقمية، أعلنت إدارة المهرجان عن شراكة استراتيجية مع منصة WATCH IT لتكون الشريك الرقمي الرسمي للدورة الحالية. وتشمل الاتفاقية بث عدد من فعاليات المهرجان عبر الإنترنت، وتنظيم جائزة خاصة تقدمها المنصة ضمن مسابقة "آفاق السينما العربية"، إضافة إلى دعم صناع الأفلام الشباب من خلال حضورهم في سوق الأفلام وورش العمل. وتهدف هذه الخطوة إلى توسيع الوصول إلى الجمهور المحلي والدولي وتعزيز الحضور الرقمي للحدث.

وسيُختتم المهرجان بفيلم "صوت هند رجب"، وهو إنتاج تونسي–فرنسي مقتبس من تسجيل صوتي حقيقي للطفلة الفلسطينية هند رجب التي أصبحت رمزاً إنسانياً خلال العدوان على غزة. الفيلم نال اهتماماً واسعاً في عدد من المهرجانات الدولية، ويُعرض في القاهرة ضمن حفل الختام مساء 21 نوفمبر.

وتتوزع عروض المهرجان على عدة مواقع أبرزها دار الأوبرا المصرية، وقاعات السينما التابعة لوزارة الثقافة، وعدد من المسارح في وسط القاهرة، مع تخصيص قاعات للندوات وورش العمل ضمن سوق الأفلام. وتشمل الفعاليات جلسات نقاشية حول واقع الإنتاج العربي، ومستقبل التوزيع السينمائي في ظل المنصات الرقمية، ودور المهرجانات في دعم السينما المستقلة.

وأعلنت إدارة المهرجان تنظيم برنامج موجه للطلاب وشباب صُنّاع السينما بالتعاون مع المعهد العالي للسينما وجامعات مصرية ودولية، يضم ورشاً في مجالات الكتابة والإخراج والتصوير والإنتاج، إضافة إلى عروض خاصة لأفلام قصيرة من مشروعات التخرج. كما سيحظى المشاركون الشباب بفرصة حضور ندوات مع مخرجين ومنتجين من أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية.

وأكدت الإدارة في بيان رسمي أن الدورة الحالية تأتي ضمن خطة تطوير شاملة تهدف إلى تحديث آليات التنظيم والعرض، وتوسيع التعاون مع المهرجانات الدولية والمؤسسات الإنتاجية، مع الحفاظ على تصنيف المهرجان كواحد من مهرجانات الفئة “A” المعتمدة من الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF). وأوضح البيان أن الدورة ستشهد تطبيق نظام عرض رقمي جديد يتيح ترجمة فورية للحوارات، وتحسين جودة الصورة في القاعات الرئيسية.

وتتضمن البرامج الرسمية أيضاً قسماً جديداً بعنوان “آفاق القاهرة الجديدة” المخصص للأفلام المستقلة والمواهب الصاعدة، يضم عشرة أفلام من المنطقة العربية وأفريقيا وآسيا. كما يقدم المهرجان برنامج “كنوز السينما العالمية” الذي يعرض أفلاماً كلاسيكية مرممة من مصر والعالم، في تعاون مع مؤسسات أرشفة دولية.

ويشارك في الدورة أكثر من 120 فيلماً من مختلف القارات، بينها 40 فيلماً تُعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما تُعقد على هامش المهرجان ندوات مفتوحة حول قضايا الصناعة، منها التمويل المشترك، والذكاء الاصطناعي في السينما، ومستقبل المهرجانات في ظل التحول الرقمي.

وأكدت وزارة الثقافة المصرية أن المهرجان يمثل "واجهة رئيسية للسينما العربية" ويساهم في دعم الحركة الإنتاجية والتسويقية للأفلام المصرية والعربية، مشيرة إلى أن التعاون بين المهرجان والهيئات الحكومية والخاصة يهدف إلى تعزيز مكانة القاهرة كمركز إقليمي للفنون البصرية.