Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...

شهادات حية من السويداء: مـ.ـجازر وانتـ.ـهاكات تكشفها الناجية من المـ.ـوت

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2025
شهادات حية من السويداء: مـ.ـجازر وانتـ.ـهاكات تكشفها الناجية من المـ.ـوت

شهادات حية من السويداء: مـ.ـجازر وانتـ.ـهاكات تكشفها الناجية من المـ.ـوت

مشفى السويداء

تُوثق الكاتبة والطبيبة السورية نجاة عبد الصمد شهادات حية من مدينة السويداء، التي شهدت في يوليو 2025 مجازر وجرائم هزت أركان المنطقة، حيث تتهم الحكومة السورية و”فزعات” من العشائر العربية بارتكابها. في هذا السياق، تقدم عبد الصمد شهادة الممرضة س. ف من حي المقوس، التي تلخص فصولًا دامية من الانتهاكات التي شهدتها المدينة.

لم تكن س. ف من بادرت إلى إمدادنا بشهادتها، فهي التي أظهرت لنا مقاطع الفيديو التي قُطعت من خلاله، مشاهد تُبرز ملامح المذبحة وما خلفته من دمار ودماء. أحد هذه المقاطع، يظهر فيه محافظ السويداء، مصطفى البكور، وهو يتلقى رجلًا بشماغ على رأسه، وسط مشهد غامض، حيث يُنزع عن كتفه شارة حمراء، ويُسلمها إلى أحد مرافقيه، فيما يُذكر اسم “العصائب الحُمر”، ويُفهم أن هناك تحركات مرتبطة بالمصالح السياسية والعشائرية.

تتذكر س. ف، التي كانت تعمل إلى جانبها خلال أكثر من عقدين، كيف تنقلت بين أحياء المدينة، وتربطها علاقات جيدة مع أهالي الحي من مختلف الطوائف والمكونات، حتى بدأت التغيرات تغزو المجتمع تدريجيًا بعد استلام الشرع السلطة. تقول إنهم كان يعاملون بيتها كمزار، وكانت تُشجع بناتها على التعليم، ولكن بعد سيطرة الحكومة الجديدة، بدأ البدو يعاودون التواجد بكثافة، ويقطعون الأشجار، ويعتدي بعضهم على الممتلكات، بينما تتصاعد الاشتباكات وتتصاعد معها مشاعر الخوف والخسائر.

وفي أحد الأيام، بدأ البدو يُرحلون من الحي بشكل مفاجئ، ويبدأون في بناء بيوت فخمة، قبل أن تتضح لاحقًا أن تلك المعارضة اللي كانت خلفها أسلحة وعمليات تهجير منظمة. تتذكر س. ف، أن بعض أقربائها من أبناء المنطقة، كانوا من كبار تجار المخدرات، وانحرفوا تدريجيًا عن سمة النسيج الاجتماعي، وسط ترقب دائم لخطر الخلايا المسلحة والمداهمات.

وفي سياق مأسوي، تتابع س. ف تفاصيل المجازر، بدءًا من إطلاق نار كثيف على حي الطواليات، وسقوط شهداء، وتوثيق مشاهد الدم والدمار، وصولاً إلى قيام القوات السورية، التي تساندها فزعة العشائر، باستخدام الدوشكا والبنادق بشكل عنيف، وتقنين عمليات القتل والانتقام بشكل ممنهج. مشهد قصف المنازل والتمركز على الأسطح، يعكس مدى التصعيد وحجم الفوضى التي خلّفت مئات الضحايا، بينهم أطفال ونساء.

وفي اليوم التالي، يتم ترحيل عدد كبير من العائلات البدوية، ويبدأ الترتيب لعسكرة المنطقة بشكل غير رسمي، مع تبادل للأدوار بين قوات الحكومة والعشائر، ما دفع السكان إلى التواري في بيوتهم خوفًا من عمليات الاعتقال والقتل العشوائي. أصوات الرصاص، ومحاولات الاختباء، وذكريات العنف، تبقى حاضرة في أذهان من نجوا من الموت، ومنتحرة من مشاهد العنف بلا توقف.

وفي أواخر يوليو، رأوا بأعينهم دخول قوات أمنية ترتدي زيّ الأمن العام، بعدما أفسحت المجال لانتشار مكثف لقوات البدو المسلحين، في مشهد مؤلم لهيمنة الفوضى على المدينة، وتحولها إلى ساحة حرب داخلية لا مخرج منها. عبرت س. ف عن أسفها لأنها نجت من الموت، وأنها ترى أن ما حدث يثبت مدى تورط أطراف متعددة في عمليات القتل والنهب، وأبرزتها أشرطة الفيديو التي تظهر زعماء عشائر يدعون انتماءهم للأجهزة الأمنية، بينما تتصاعد عمليات النهب والتخريب.

وتُختتم الشهادة باعتراف مرير: أن المدينة الآن تعيش حالة من الحصار، وفقدان أبسط حقوق الإنسان في الرعاية الصحية، حيث تُطَبق مراكز الاستجابة على الجرحى، التي تفتقر إلى أدنى مقومات العلاج، من أدوية وضمادات، ليظلّ جرحُ المدينة نازفًا، ويدها مكبلة بقيود الفوضى والانقسام.

Loading ads...

المصدر: درج

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه