عادات يومية مفيدة
يمتلك الجسم القدرة على تقليل الالتهاب بشكل طبيعي وبدون أدوية، فقط من خلال بعض العادات اليومية البسيطة. الالتهاب ليس دائمًا عدوًا للجسم، بل هو أحد أهم آليات الدفاع التي نملكها. عندما تُصاب بجرح أو بنزلة برد، فإن الاحمرار أو التورم أو الألم ما هو إلا علامة على أن جهازك المناعي يعمل كما ينبغي. هذا ما يُعرف بالالتهاب الحاد، وهو ضروري للشفاء. لكن المشكلة تبدأ عندما لا ينتهي هذا الالتهاب، وعندما يستمر لفترات طويلة، بهدوء ومن دون أعراض واضحة، يتحول إلى ما يُسمى الالتهاب المزمن. هذا النوع من الالتهاب يعمل في الخفاء، وقد يكون أحد الأسباب الخفية وراء أمراض شائعة مثل: آلام المفاصل، والسكري، والسمنة، وأمراض القلب، وحتى بعض أنواع السرطان.
تقليل الالتهاب بشكل طبيعي وحماية صحتك
العادة الأولى: غذاؤك اليومي هو خط الدفاع الأول
ما تأكله يوميًا يمكن أن يشعل الالتهاب أو يهدّئه. وأفضل نظام غذائي مضاد للالتهاب هو ذاك القائم على الأطعمة الطبيعية الكاملة، المشابه لما هو شائع في حمية البحر الأبيض المتوسط. فالدهون الصحية، خصوصًا أوميغا-3، تلعب دورًا مهمًا في تهدئة الالتهاب. وتجدها في:
الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين
بذور الكتان والشيا
الجوز
في المقابل، الإكثار من الزيوت النباتية المصنّعة والدهون المهدرَجة قد يزيد الالتهاب بدل تقليله. أما زيت الزيتون البكر الممتاز فهو خيار ذهبي، ليس فقط للطهي، بل لصحة الجسم عمومًا. أيضا، كلما كان طبقك مليئًا بالألوان، كان أفضل لجسمك، فالخضروات الورقية البروكلي والقرنبيط والتوت والكرز، كلها غنية بمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف وتساعد على تقليل الالتهاب بشكل طبيعي.
ويفضل أن تقلل من السكر والمشروبات المحلاة، والخبز الأبيض والأطعمة المكررة والوجبات السريعة واللحوم المصنعة، فهذه الأطعمة ترفع السكر في الدم بسرعة، وتُشعل سلسلة من التفاعلات الالتهابية.
العادة الثانية: النوم الجيد ليس رفاهية
النوم هو وقت الصيانة الحقيقية للجسم. وعندما تنام أقل من 7 ساعات بشكل متكرر، يتعامل جسمك مع الأمر كنوع من التوتر، ويبدأ بإنتاج مواد تزيد الالتهاب. ولتحسين جودة نومك:
نم واستيقظ في أوقات ثابتة
اجعل غرفة النوم مظلمة وهادئة
ابتعد عن استخدام الهاتف والشاشات قبل النوم
قلل الكافيين في ساعات المساء
العادة الثالثة: الحركة اليومية… حتى لو كانت بسيطة
لا تحتاج لتمارين قاسية، حتى المشي اليومي لمدة 20–30 دقيقة له تأثير واضح في تقليل الالتهاب بشكل طبيعي. فالحركة تساعد على تحسين الدورة الدموية، وتنشيط الجهاز اللمفاوي وضبط سكر الدم. والأنشطة اليومية مثل: المشي بعد الوجبات، أو تمارين الإطالة، أو اليوغا، لها أثر أكبر مما نتصور.
العادة الرابعة: التوتر الصامت أخطر مما تظن
التوتر المزمن يرفع هرمونات الضغط النفسي في الجسم، ومع الوقت يفقد الجسم قدرته على التحكم بالالتهاب. وهناك طرق بسيطة للسيطرة على التوتر مثل: التنفس العميق لبضع دقائق يوميًا، والتأمل أو الجلوس بهدوء، والكتابة أو التدوين وقضاء وقت في الطبيعة، وحتى دقائق قليلة يوميًا يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا.
العادة الخامسة: الوزن الزائد مصدر خفي للالتهاب
الدهون الزائدة، خصوصًا حول البطن، ليست خاملة كما نعتقد، بل هي نسيج نشيط يُفرز مواد التهابية بشكل مستمر. وفقدان الوزن الزائد، حتى لو كان بسيطًا، ينعكس مباشرة على تقليل الالتهاب وتحسين الصحة العامة، وغالبًا ما يحدث تلقائيًا عند الالتزام بالغذاء الجيد، والحركة، والنوم.
العادة السادسة: صحة الأمعاء والترطيب
أمعاؤك هي مركز من مراكز جهازك المناعي، وعندما يختل توازن البكتيريا النافعة فيها، يبدأ الالتهاب بالانتشار في الجسم. ولدعم صحة الأمعاء يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف، أضافة الأطعمة المخمرة مثل: الزبادي وشرب كمية كافية من الماء يوميًا. ولا تنسَ صحة الفم، فالتهابات اللثة قد تكون مصدرًا خفيًا لحدوث التهاب عام في الجسم.
آخر تعديل بتاريخ
17 ديسمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






