لقي 21 شخصا حتفهم إثر الفيضانات الاستثنائية التي ضربت محافظة مدينة آسفي على بعد حوالي 330 كيلومتر جنوب العاصمة الرباط، حسبما أفادت السلطات المحلية مساء الأحد (14 ديسمبر/ كانون الأول 2025).
وأظهرت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي سيلا جارفا من المياه الموحلة يجتاح شوارع مدينة آسفي، ويجرف السيارات والنفايات. كما أظهرت مشاهد أخرى ضريحا غارقا جزئيا، وقوارب للدفاع المدني تستجيب لنداءات إنقاذ من السكان.
وحسب بلاغ وزارة الداخلية فإن هذه الأمطار الغزيرة، التي امتدت لفترة وجيزة لم تتجاوز ساعة، وتسببت في فيضانات، أدت إلى اجتياح المياه لعدد من المنازل والمحلات التجارية، مما أسفر أيضا عن إصابة 32 شخصا جرى إسعافهم ونقلهم إلى مستشفى محمد الخامس بمدينة آسفي لتلقي العلاج. وأضاف المصدر ذاته أن الخسائر المادية كبيرة، على وجه الخصوص، حيث أظهرت الحصيلة الأولية غمر مياه الأمطار لنحو 70 منزلا ومحلا تجاريا بالمدينة العتيقة، خاصة بشارع بئر أنزران وساحة أبو الذهب، فضلا عن جرف السيول لحوالي عشر سيارة. كما تضررت الطرق الإقليمية الرابطة بين مدينة آسفي ومركز جماعة احرارة، ما أدى إلى انقطاع حركة السير بعدة محاور طرقية داخل المدينة.
وتقول المصادر إلى أن الجهود ما تزال متواصلة للبحث عن مفقودين محتملين، وإعادة فتح الطرق المتضررة، وضمان استمرارية الخدمات الأساسية على مستوى الإقليم.
تقلبات مناخية
في المغرب، يشهد فصل الخريف عادة انخفاضا تدريجيا في درجات الحرارة. إلا أن تغير المناخ يحدّ حاليا من هذا الانخفاض مع الحفاظ على مستوى عالٍ من بخار الماء المتبقي من فصل الصيف. وبحسب الخبراء، فإن هذا المزيج يزيد من خطر تشكّل سيول.
وقد أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية السبت عن تساقط للثلوج على ارتفاع 1700 متر وما فوق، بالإضافة إلى أمطار غزيرة مصحوبة أحيانا بعواصف رعدية، في أقاليم عدة بالمملكة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتوقعت المديرية مساء الأحد هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية محلية الثلاثاء في جميع أنحاء البلاد.
ولا تُعدّ الأحوال الجوية القاسية والفيضانات أمرا غير مألوف في المغرب الذي يعاني مع ذلك من جفاف حاد للعام السابع على التوالي. فهناك قائمة من الأحداث المؤلمة، ففي أيلول/سبتمبر 2014، تسببت الأحوال الجوية القاسية في فيضانات في جنوب البلاد وجنوب شرقها، ما أسفر عن وفاة 18 شخصا. ثم في تشرين الثاني/نوفمبر 2014، لقي أكثر من 30 شخصا حتفهم في جنوب البلاد إثر أمطار غزيرة تسببت في فيضان العديد من الأنهار عند سفوح جبال الأطلس. وفي عام 1995، لقي مئات الأشخاص حتفهم في فيضانات مدمرة ضربت وادي أوريكا، على بُعد 30 كيلومترا جنوب مراكش في وسط المغرب.
عام واحد بعد هول فيضانات منطقة فالنسيا الإسبانية To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
تحرير: حسن زنيند
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً





