بعد سقوط الأسد.. عودة النازحين السوريين تصطدم بواقع وتحديات صعبة

بعد مرور عام على سقوط نظام بشار الأسد، تعود قضية اللاجئين والنازحين السوريين إلى الواجهة، وسط تباين حاد بين من اختار العودة إلى البلاد أملا ببداية جديدة، ومن يرى أن الطريق إلى الوطن ما يزال محفوفا بالمخاطر والانقسامات.
وبحسب تقرير لموقع “يورونيوز“، نشر يوم الاثنين واستند إلى مقابلات مع سوريين عادوا إلى بلادهم وآخرين لا يزالون خارجها، يتضح أن مشهد ما بعد سقوط النظام أكثر تعقيدا مما بدا عليه في الأيام الأولى لـ”التحرير”.
غربة داخل سوريا!
وتحدث بعضهم للموقع ذاته، عن فرحة العودة بعد سنوات من اللجوء، لكنهم يصطدمون بغياب الخدمات وفرص العمل وارتفاع كلفة إعادة الإعمار. في المقابل، يرى آخرون أن الأمن ما يزال هشا، وأن الانقسامات الطائفية والتهديدات تجعل العودة خيارا غير واقعيا.
الطريق إلى الوطن ما يزال محفوفا بالمخاطر والانقسامات- “إنترنت”
وتقول قمر صبّاغ، التي نزحت من حلب إلى تركيا خلال السنوات الأولى من الحرب، إن سقوط النظام بالنسبة لها كان بمثابة “لحظة حلم” طال انتظارها. وقد عادت إلى مدينتها محمّلة بالشوق، لكن مدينة الطفولة بدت لها غريبة ومنهكة.
وتردف قمر للموقع ذاته أن “الأمان ليس غياب القصف فقط، بل الشعور بالطمأنينة”، مشيرة إلى أن هذا الشعور ما يزال غائبا في بلد يرزح تحت أزمات متتالية، كالكهرباء، والمياه، والغلاء، وانعدام فرص العمل، وبالتالي الخوف من الغد يتحول إلى جزء من الحياة اليومية.
ورغم حبها لبلدها سوريا، تعترف بأن التأقلم لم يكن سهلا: “أشعر أنني لا أنسجم مع إيقاع الحياة هنا.. وأسأل نفسي كثيرا: كيف استطاعوا العيش والصمت طوال تلك المدة؟”.
الاحتفال لا يخفي وطأة الواقع
من جهة أخرى، تبدو تجربة ربيع الزهوري، العائد إلى القصير من لبنان، أكثر تفاؤلا رغم الصعوبات القاسية. ويصف ربيع يوم 8 كانون الأول/ ديسمبر بأنه “عيد التحرير”، ويشير إلى فعاليات شعبية، منها ماراثون لذوي الإعاقة احتفالا بذكرى سقوط النظام.
لكن الاحتفال لا يخفي وطأة الواقع: “بيته القديم كان مدمّرا، فرص العمل شبه معدومة، والخدمات الأساسية غائبة. الكثير من الأهالي سكنوا الخيام بسبب عجزهم عن إعادة ترميم منازلهم”.
ويقول ربيع، الذي عاد وهو “مطلوب” للنظام السابق قبل أن يسقط عنه الاتهام بعد أشهر: “لا يمكن لسوريا أن تنهض ما لم نعد إليها ونبدأ من الصفر. شعبنا قادر على البناء مهما كان الخراب كبيرا”.
عودة مستحيلة
شهادة شابة سورية تعيش في أوروبا تكشف جانبا آخر من المشهد، هو الأكثر تعقيدا وحساسية. بالنسبة لها، سقوط الأسد لم يكن حدثا عابرا، بل “زوال رمز للطغيان”، لكن ذلك لا يعني أن سوريا أصبحت آمنة، طبقا لـ”يورونيوز”.
وتقول إن بعض المناطق باتت أكثر هشاشة، وتشير إلى حوادث عنف طائفي ومجازر في الساحل والسويداء، تسببت في تهجير عائلات بأكملها، وبأن الحديث عن “سوريا لكل السوريين” ما يزال حبرا على ورق.
وتضيف أنه الشعور بالانتصار لا يلغي ضرورة النظر بواقعية، فتقول: “زوال رأس النظام لا يعني أننا عبرنا تلقائيا إلى الحرية.. خمسون عاما من الحكم الأمني والعنف الممنهج وتمزيق المجتمع لا تختفي بسقوط شخص، ولا يمكن أن تُرمّم ببيانات سياسية، المرحلة الانتقالية تحتاج إلى عمل شاق، وشفافية، وشجاعة في مواجهة الماضي وفي بناء الثقة. وللأسف، ما نراه حتى اللحظة لا يعكس جدية كافية في هذا الاتجاه”.
وتصف مدينتها السويداء بأنها تعيش “عزلة تشبه الحصار”والناس يُحاسَبون على هويتهم قبل أي شيء آخر. وأن عائلتها اضطرت للهرب مرتين خلال أحداث المجازر التي وقعت بحق أهالي السويداء منتصف تموز/يوليو الفائت. بالنسبة لها، العودة “ليست خيارا واقعيا” في ظل الوضع الأمني المتوتر.
وبعد عام على سقوط الأسد، تتباين تجارب السوريين بصورة لافتة، في ظل واقع ثقيل خلّفته الحرب والنزوح والدمار والانقسامات الطائفية. وبينما تبقى العودة خيارا مطروحا للكثيرين، ما تزال هواجس الأمن والعدالة وغياب الخدمات وفرص العمل تحضر بقوة في ذهن كل سوري يفكر في العودة.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً





