تقرير عبري عن سير إسرائيل نحو عزلة دولية كاملة وتجميد اتفاقيات السلام

35 خبر
الدقيقة 91
فيديوهات
إسرائيل تحتل غزة
العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
تاريخ النشر:
17.09.2025 | 17:00 GMT
تقرير عبري عن سير إسرائيل نحو عزلة دولية كاملة وتجميد اتفاقيات السلام
في تقرير لها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى تحذيرات اختار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاهلها، موضحة كيف "تسير إسرائيل نحو عزلة دولية كاملة".
إقرأ المزيد
"محاولة إسرائيلية للضغط على مصر".. خبيران يعلقان على تقرير عبري مثير
وأوضح الصحفي إيتمار آيشنر في تقريره أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حوّل في السنوات الأخيرة السياسة الخارجية لإسرائيل إلى لعبة بقاء سياسي شخصي، متجاهلا بشكل منهجي تحذيرات كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية، والوزراء، وحتى الحلفاء الدوليين. وبينما يواصل هو التأكيد على القوة الاقتصادية للدولة ويصرح بأنها ستصمد أمام أي مقاطعة أو عقوبة، فإن الواقع على الأرض يرسم صورة مقلقة: عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة، بدون دعم دولي واسع، تدفع إسرائيل نحو عزلة غير مسبوقة.
ووفقا للتقرير، يواصل وزير الخارجية جدعون ساعر، على سبيل المثال، التحذير في كل فرصة من الثمن الباهظ الذي تدفعه إسرائيل على الساحة الدولية، لكن صوته ليس سوى صوت واحد في جوقة المعارضين المتنامية. ومع ذلك، يبدو أن نتنياهو لا يسمع سوى أصوات أكثر شركائه تطرفا، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش (وزيري الأمن القومي والمالية).
ورأى التقرير أن المثال الأبرز على ذلك هو محاولة الاغتيال الفاشلة لقيادة "حماس" في الدوحة. فقد كشفت تقارير موثوقة بالفعل أن قادة الأجهزة الأمنية، بمن فيهم رئيس الموساد ديدي برنياع، عارضوا بشدة توقيتها. لقد حذروا مرارا وتكرارا من المخاطر الدبلوماسية وردود الفعل المتسلسلة التي ستضر، من بين أمور أخرى، بالعلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، التي تعمل كوسيط رئيسي في المفاوضات مع حماس. ولكن نتنياهو، كما ذُكر، يركز فقط على بقائه على قيد الحياة سياسياً. لقد اختار التجاهل، وكانت النتيجة تصاعد التوتر مع قطر ودول أخرى. والآن تزداد صعوبة إحراز تقدم في صفقات إطلاق سراح الرهائن.
وحسب ما جاء في التقرير، فحتى قبل العملية في الدوحة، اشتد الخلاف بين نتنياهو والقيادة الأمنية حول قرار احتلال مدينة غزة بشكل كامل. فقد حث رئيس الأركان، الجنرال إيال زامير، نتنياهو في اجتماع المجلس الوزاري على وقف العملية والتوجه نحو صفقة. وأعرب زامير عن مخاوفه من فرض حكم عسكري في القطاع، ودعمه في ذلك ساعر وبرنياع اللذان انتقدا نتنياهو بنفسيهما، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي.
كما عرض رئيس الأركان على رئيس الوزراء عرضا تفصيليا قارن فيه الخيارين: حصار وعمليات توغل محددة في المدينة بدل الاحتلال الكامل. وقام بتحليل المخاطر على حياة الجنود والأسرى، والمشاكل الإنسانية التي ستنشأ، والقوى العاملة المتاحة للجيش، والشرعية الدولية. في كل عامل، كان اقتراح زامير أفضل من الاحتلال، لكن نتنياهو رفضه تماما. وقال وزراء كبار في الحكومة: "رئيس الأركان فعل كل شيء لإقناعه بالعدول عن الخطة، لكنه أوضح أنه سينفذها".
واعتبر آيشنر في تقريره أن التفسير لهذا التجاهل بسيط: نتنياهو يعتمد على بن غفير وسموتريتش. فهما يدفعان نحو خط متشدد في غزة ويعارضان أي تسوية. بالنسبة لهما، استمرار الحرب هو فرصة لتوسيع السيطرة الإقليمية لإسرائيل، وبالنسبة لنتنياهو، هو وسيلة للحفاظ على الائتلاف. ونتيجة لذلك، تخاطر إسرائيل بأضرار طويلة المدى.
وأورد أيضا: اليوم فقط، تطرق سموتريتش إلى مسألة "اليوم التالي" في قطاع غزة، وقال إنه يجب تحويلها إلى "فرصة عقارية ضخمة". الوزير قال أيضا - على خلفية "الرؤية اليوتوبية" التي تدور أيضا في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي بموجبها ستصبح إعادة إعمار غزة، من بين أمور أخرى، استثمارا عقاريا مربحا - "لقد بدأت بالفعل مفاوضات مع الأمريكيين. أنا لا أمزح، هذا يجلب عائدا".
كما ذكر التقرير أن "أحد أهم الأصول التي تمتلكها إسرائيل هو اتفاقيات السلام مع مصر والأردن، بالإضافة إلى اتفاقيات إبراهيم مع دول الخليج. هذه ليست مجرد اتفاقيات سياسية، بل هي شبكة أمنية استراتيجية تتيح التعاون الاستخباراتي والاقتصادي والأمني. واستمرار الحرب في غزة يعرضها للخطر. فإذا تم إلغاء الاتفاقيات أو تعليقها، فسوف يستغرق الأمر سنوات لإصلاح العلاقات".
إقرأ المزيد
قطر وإسرائيل.. أزمة تهدد ضمانات الأمن الأمريكية في الخليج
وفي غضون ذلك، أصبحت دول مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين، الموقعة على اتفاقيات إبراهيم، تعبر عن انزعاج متزايد من العمليات الإسرائيلية. ووفق التقرير، قد يؤدي الضغط الداخلي في هذه الدول، الذي ينبع من الرأي العام العربي، إلى تجميد الاتفاقيات. كما حذرت الإمارات إسرائيل من ضم أراض في الضفة الغربية، وأوضحت أن ذلك سيكون انتهاكا لاتفاق السلام. وصدرت تلميحات مماثلة من مسؤولين كبار في البحرين والأردن ومصر والمغرب.
وحسب التقرير ذاته، فإن الوضع صعب ليس فقط في الشرق الأوسط. في أوروبا، ليس لإسرائيل سفراء في إسبانيا والنرويج وإيرلندا، وتهدد إسرائيل الآن بإغلاق القنصلية الفرنسية في القدس بسبب اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية. إن خطوات مماثلة ضد دول أخرى لم تمنعها من تشديد مواقفها تجاه إسرائيل، وتدرس فرنسا منذ الآن خيارات لرد فعل حاد. ومن بين الأمور التي يتم فحصها، هناك إمكانية تقليص بعثة الموساد في باريس، المعروفة بتعاونها مع السلطات لإحباط الهجمات الإرهابية على الأراضي الأوروبية.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي حتى الآن عن خطوات ضد إسرائيل في ظل الحرب في غزة، وأدان مرة أخرى ما يصفه بالمجاعة المتزايدة في القطاع. ووافق مجلس المفوضين في الاتحاد على اقتراح بتعليق المزايا التجارية مع إسرائيل وفرض عقوبات على الوزراء المتطرفين، وخاصة بن غفير وسموتريتش اللذين أصبحا الوزيرين المقربين من نتنياهو. وستتم إحالة الاقتراح للموافقة عليه من قبل مجلس الاتحاد، المكون من رؤساء الدول الأعضاء.
وكما ذُكر، حذر وزير الخارجية في المجلس الوزاري من التدهور الخطير الذي تشهده إسرائيل في الدعم الدولي لها، حتى في الدول الصديقة، نتيجة للحرب في غزة. فقد أصبح القطاع رمزا عالميا يغذي الدعم للقضية الفلسطينية، وتجد العديد من الدول صعوبة في دعم العمليات العسكرية في غزة. وقال الوزير: "يجب أن نحذر من أن غزة قد تجرنا إلى الأسفل". لم يساعد تحليل الأوضاع، مشهدا تلو الآخر، بالإضافة إلى التأكيد على أن الأضرار الناجمة عن الحرب تفوق التهديد الآتي من حماس. فقد قرر نتنياهو الاستمرار في الخط المتشدد ورفض مقترحات وقف إطلاق النار. وهو يتحدث عن استسلام حماس الكامل، لكن المصادر الأمنية تواصل التحذير من أن الحكم العسكري في القطاع سيؤدي إلى فراغ وتصعيد إضافي، حسب ما جاء في التقرير.
وأضاف الصحفي إيتمار آيشنر: "الآن يُطرح السؤال، هل يمكن لإسرائيل أن تستمر على هذا النحو؟ فبغض النظر عن مدى قوة اقتصادها، فإن العزلة الدولية الطويلة المدى ستضر بالأمن، وبالصورة، وفي النهاية بالاقتصاد نفسه. وإذا لم يغير نتنياهو مساره، فإن العزلة قد تصبح حقيقة ملموسة".
من ناحية أخرى، زعم الوزير عميحاي شيكلي أنه "يجب محاربة العقوبات. يجب القتال، ويجب فعل كل ما هو ممكن. على سبيل المثال، أسطول الناشطة غريتا تونبرغ. وراء هذا الأسطول يقف أشخاص كانوا أيضاً وراء 'المسيرة إلى غزة' التي انطلقت من الجزائر إلى سيناء. هذا أسطول إرهاب، ووراءه تقف عناصر من حماس في الخارج. معقلهم الجديد ليس غزة - بل تركيا. يجب أن يعرف كل مواطن إسرائيلي ذلك. فقد انتقل المقر الرئيسي إلى تركيا"، على حد وصفه.
وزعم في مقابلة مع استوديو "Ynet" أن "هناك محور شر جديداً: تركيا، قطر، وسوريا". ووفقا له، "يجب العمل أيضا ضد القطريين. فهم يعملون ضدنا في الرأي العام الدولي وعلينا أن نعمل في نفس الساحة. في هذه الحرب هناك الكثير مما يجب فعله. نحن متخلفون. القطريون لم يشتروا فقط المؤثرين، بل اشتروا نصف لندن، واشتروا السياسيين. قطر دولة عدوة منبوذة وهناك معركة دبلوماسية هنا. لقد دلت الهجمة في الدوحة في الواقع على أن قطر نفق إرهابي سياسي. إنها توفر الملاذ لكبار مسؤولي حماس، وهذا يميزها، وهذا الشيء يولد حواراً هائلاً في العالم"، على حد قوله.
المصدر: "يديعوت أحرونوت"
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه