حملة وطنية في حمص وريفها لتعزيز اللقاح والحماية من شلل الأطفال
أطلقت مديرية الصحة في حمص حملة وطنية لتعزيز اللقاح الروتيني ومتابعة الأطفال المتسربين عن التطعيم، بالتزامن مع تقديم لقاح شلل الأطفال في المحافظة، واستمرت خلال الفترة من 14 ولغاية 18 من كانون الأول 2025، في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى الحفاظ على صحة الأطفال والحد من انتشار الأمراض المعدية.
وذلك وفقا لتصريحات رئيسة برنامج صحة الطفل واللقاح في مديرية صحة حمص د. ربا الأتاسي لموقع تلفزيون سوريا.
وخلال حديثها، قالت د. الأتاسي إن الحملة تركزت على المناطق ذات التغطية المنخفضة باللقاح الروتيني، وهي: المنطقة الصحية الثانية، منطقة القصير، ومنطقة تدمر. وشملت فئات معينة منها الأطفال من دون سن الخامسة لدارسة حالتهم التلقيحية وإعطائهم اللقاحات المستحقة، مع تقديم لقاح شلل الأطفال الفموي لجميع الأطفال من دون الخمس سنوات بغض النظر عن الجرعات السابقة، ومتابعة جميع الأطفال المتسربين عن اللقاح الروتيني حتى عمر 12 سنة. بالإضافة إلى تقديم لقاح الكزاز للنساء في سن الإنجاب حسب جدول لقاح الكزاز المعتمد.
كما قدمت الصحة جميع اللقاحات المدرجة ضمن جدول لقاح الأطفال المعتمد في سوريا بحسب استحقاق الطفل لها وحسب فئته العمرية، وتشمل: لقاح السل، والرباعي، والكبد البائي، والشلل العضلي والفموي، والحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، واللقاح الثنائي الكهلي والطفلي.
أما عن آلية التنفيذ قالت د. الأتاسي إنه شارك في الحملة ثلاث مناطق صحية بمراكزها وفرقها الجوالة، إضافة إلى تمشيط منازل حي البياضة لضمان الوصول إلى أكبر عدد من الأطفال المتسربين عن اللقاح. وبلغ عددُ الملقحين 158 ملقحا ثابتا و56 ملقحا جوالا، في حين مسحت 14 فرقة جوالة التجمعات الصغيرة التي لا تحوي مراكز صحية.
متابعة الأطفال المتسربين
أما فيما يخص متابعة الأطفال المتسربين، فقد بيّنت د. الأتاسي لموقع تلفزيون سوريا أن الفرق الصحية تعتمد على تسجيل الأطفال المتسربين بشكل دوري في سجلات خاصة، والتواصل الهاتفي مع الأهالي للتأكيد على أهمية اللقاح، إلى جانب تنظيم زيارات منزلية توعوية في حال عدم الالتزام بمواعيد التطعيم.
كما أشارت إلى الاستفسار عن الحالة التلقيحية للأطفال لدى الأمهات المراجعات لعيادات الأطفال في المراكز الصحية والمشافي العامة والخاصة، والتواصل معهن من قبل المراكز عند اكتشاف أي حالة تسرب، ضمن ما يُعرف بـ«الفرصة الضائعة»، التي تسهم في الكشف الشامل عن الأطفال غير الملقحين. وأضافت أن التنسيق مستمر مع مخاتير الأحياء والقرى لمتابعة التجمعات الجديدة ودراسة الحالة التلقيحية لأطفالها.
التنظيم ورسائل التوعية
قالت د. الأتاسي لموقع تلفزيون سوريا إن الحملة شهدت إشرافاً مركزياً ومحيطياً، يضم 14 مشرفاً من مديرية الصحة والمناطق الصحية، لضمان سير العمل بكفاءة ومتابعة فرق اللقاح الميدانية.
وأكدت أن الرسائل التوعوية الموجهة للأهالي تضمنت أن اللقاح آمن ومجاني وفعال، بالإضافة إلى ضرورة مراجعة المراكز الصحية خلال الحملة لإعطاء لقاح شلل الأطفال حتى في حال اكتمال الجرعات السابقة، مع ضرورة اصطحاب بطاقة اللقاح عند توفرها، والإبلاغ عن أي موانع للتلقيح مثل ارتفاع الحرارة فوق 38.5 درجة أو استخدام علاجات مثبطة للمناعة.
وحول أهمية الحملة قالت د. الأتاسي إنها تكمن في رفع نسب التغطية باللقاح الروتيني، وحماية المجتمع من الأمراض العشرة الخطيرة، وضمان استمرار سوريا خالية من شلل الأطفال.
التحديات التي واجهت الحملة
أما أبرز التحديات التي واجهت الحملة، فأشارت د. الأتاسي إلى انتشار الشائعات ضد برنامج التلقيح الوطني على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تزامن الحملة مع حملة أمنية في منطقة تدمر. وواجهة الصحة هذه التحديات من خلال حملات توعية وزيارات ميدانية للتجمعات الرافضة للقاح.
قالت د. الأتاسي إنه استفيد في الحملة من دعم مادي ولوجستي كبير من قبل منظمتي اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، إلى جانب التنسيق مع الجمعيات الأهلية والمحلية لنشر رسائل توعية حول أهمية اللقاح، وتفعيل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي،بالإضافة إلى التعاون مع مديرية التربية لنشر رسائل من قبل المعلمات للطلاب عن موعد الحملات وأهميتها ومديرية الأوقاف إبلاغ الناس في الصلاة من قبل أئمة المساجد لضمان وصول الرسائل للأهالي.
وفيما يخص سلامة الأطفال، نفذت في الحملة سياسة الحقن الآمن الموصى بها من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، مع وجود حقيبة إسعافية للتعامل مع أي أعراض جانبية، وتوجيه الأمهات حول كيفية التعامل مع ارتفاع الحرارة أو ألم مكان الحقن ومتى يجب مراجعة المركز الصحي.
وختمت د. الأتاسي بالقول: "نجاح هذه الحملة هو خطوة مهمة لضمان حماية أطفالنا ومجتمعنا من الأمراض المعدية، ورفع نسب التغطية باللقاحات، والمحافظة على سورية خالية من شلل الأطفال".
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





