انخفاض غير مسبوق في طلبات لجوء السوريين إلى أوروبا بعد سقوط الأسد

شهدت طلبات اللجوء إلى دول الاتحاد الأوروبي تراجعاً ملحوظاً خلال النصف الأول من عام 2025، حيث سُجِّل انخفاض يقدَّر بنحو 23 بالمئة، وأكدت وكالة الاتحاد الأوروبي لشؤون اللجوء إن هذا التراجع ارتبط بشكل أساسي بانخفاض أعداد السوريين المتقدّمين، الذين كانوا في السنوات الماضية في صدارة طالبي الحماية.

وبحسب أرقام الوكالة، فإنّ السوريين قدّموا ما يقارب 25 ألف طلب فقط في الدول الأعضاء، إلى جانب سويسرا والنرويج، وهو ما يمثّل تراجعاً بنسبة 66 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.

ويعزو التقرير هذا الانخفاض الحاد إلى المتغيرات السياسية داخل سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد، إذ يرى كثير من السوريين أن الظروف باتت مهيأة لبدء العودة والمشاركة في جهود إعادة البناء.

وبعد أن تصدّروا لسنوات المشهد كأكبر مجموعة طالبة للجوء، تراجع السوريون إلى المرتبة الثالثة خلف الفنزويليين والأفغان. وفي المقابل، برزت فرنسا وإسبانيا كوجهتين أساسيتين لطالبي اللجوء بدلاً من ألمانيا التي كانت تستقبل الأعداد الأكبر في السابق.

أما على صعيد الأرقام الإجمالية، فقد استقبلت دول "الاتحاد الأوروبي زائد" نحو 399 ألف طلب لجوء في النصف الأول من العام. وتصدّر الفنزويليون القائمة بتقديم قرابة 49 ألف طلب، في ظل استمرار الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعصف ببلادهم.

ويرى مراقبون أن هذه المستجدات قد تُخفّف من الضغوط التي تتعرض لها حكومات أوروبية عدة، بسبب تزايد الأصوات المطالبة بتشديد سياسات الهجرة، خاصة مع صعود التيارات اليمينية. وكانت المفوضية الأوروبية قد كشفت في وقت سابق من العام عن مقترحات جديدة لتسهيل عمليات الترحيل وإعادة طالبي اللجوء إلى بلدانهم.

وزراء أوروبيون يدفعون باتجاه تشديد سياسة اللجوء وتسريع الترحيل

أعلن وزير الداخلية الألماني، ألكسندر دوبريندت، خلال قمة جمعته بنظرائه من النمسا والدنمارك وفرنسا والتشيك وبولندا، عن توافق أوروبي على اتباع نهج أكثر صرامة في سياسة الهجرة واللجوء، وتسريع عمليات الترحيل، بما في ذلك إلى دول مثل سوريا وأفغانستان.

جاء ذلك في بيان مشترك صدر عقب اجتماعهم في قمة تسوغشبيتسه بولاية بافاريا جنوبي ألمانيا، بحضور مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية، ماغنوس برونر، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.

وأكد البيان على ضرورة تنفيذ الترحيلات بشكل حازم، بما في ذلك إلى دول مثل سوريا وأفغانستان، إضافة إلى تعزيز حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وزيادة التعاون مع دول غير أعضاء في الاتحاد لاستقبال طالبي اللجوء المرفوضين.