سيكون كريستال بالاس على موعد مع مواجهة مانشستر سيتي على ملعب ويمبلي، السبت، على أمل رفع كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، ومن المؤكد أن جماهير الفريق ستتذكر قبل المباراة ما حدث في موسم 1990 الاستثنائي والمحزن على حد سواء.
وربما كانت مواجهات قبل النهائي والنهائي في ذلك العام هي الأكثر إثارة في تاريخ المسابقة الطويل والحافل، وتظل تمثل أفضل وأسوأ ذكرى لكل من شاهدها من مشجعي كريستال بالاس.
وكان بالاس يعاني في دوري الدرجة الأولى بعد صعوده، وتلقى هزيمة ساحقة 9-0 من ليفربول في وقت مبكر من ذلك الموسم.
ولم يقدم الفريق أداء جيداً في الكأس أيضاً؛ إذ تغلب على فرق من دوري الدرجة الثانية مثل بورتسموث وهدرسفيلد تاون، وروتشديل، وكامبريدج يونايتد ليصل إلى الدور قبل النهائي لأول مرة منذ خسارته أمام ساوثهامبتون حينما كان منافساً في الدرجة الثالثة في عام 1976.
وبدا أن مواجهة ليفربول حامل اللقب والمرشح للاحتفاظ به في قبل النهائي تمثّل عقبة لا يمكن تجاوزها، وسجل إيان راش هدفاً ليمنح ليفربول التقدم قبل نهاية الشوط الأول على ملعب فيلا بارك.
لكن المباراة انقلبت رأساً على عقب بشكل جنوني عندما منح مارك برايت وجاري أورايلي كريستال بالاس تقدماً مفاجئاً قبل أن يستعيد ليفربول التقدم بتسجيل هدفين في دقيقتين، لكن أندي غراي صدم الفريق المرشح للفوز وأحرز هدف التعادل في الدقيقة الـ88 ليفرض على الفريقين وقتاً إضافياً.
والمثير للدهشة أن كريستال بالاس نجح في خطف الفوز في الدقيقة الـ109 عن طريق آلان باردو، الذي تولى تدريب الفريق لاحقاً.
وكان ذلك أول عام يتم فيه بث مباراتي قبل النهائي مباشرة على شاشة التلفزيون، وبالكاد هدأت الإثارة عندما خرج أولدهام غير المرشح للفوز لمواجهة مانشستر يونايتد على ملعب ماين رود.
ولم يتمكن أولدهام المنتمي للدرجة الثانية حينها من التغلب على منافسيه في الدرجة الأولى منذ 66 عاماً، لكنه فاز على أربعة فرق في مسيرته الخيالية بالكأس وكأس الرابطة.
وبقيادة جو رويل، قدم أولدهام أداء هجومياً مفعماً بالنشاط، ونجح في تعويض تأخره مرتين ليتعادل 3-3 بعد الوقت الإضافي، وهو ما يعني أن ذلك اليوم الحافل بالإثارة والتشويق شهد تسجيل 13 هدفاً في المباراتين.
وأنهى يونايتد حلم أولدهام بانتزاع الفوز 2-1 قبل ست دقائق من نهاية الوقت الإضافي في مباراة الإعادة.
كان فريق كريستال بالاس الذي خاض المباراة النهائية على ملعب ويمبلي هو آخر فريق إنجليزي بالكامل يخوض النهائي، في حين كان فريق يونايتد هو آخر فريق بريطاني بالكامل يفوز بالمباراة.
وكان مدرب مانشستر يونايتد، أليكس فيرغسون، تحت ضغط هائل لتحقيق لقب بعد أربع سنوات من وصوله إلى أولد ترافورد، لكن كريستال بالاس سجل الهدف الأول عن طريق أورايلي.
ونجح برايان روبسون ومارك هيوز في قلب الأمور، وبدا أن يونايتد في طريقه للفوز، لكن إيان رايت حل بديلاً وقدّم أفضل 20 دقيقة في مسيرته.
وكان المهاجم السابق في دوري الهواة قد غاب عن الملاعب لفترة كبيرة من الموسم بسبب إصابته بكسر في الساق مرتين، لكنه انطلق بقوة ليعادل النتيجة من أول لمسة له تقريباً، ثم وضع الفريق القادم من لندن في المقدمة في وقت مبكر من الوقت الإضافي.
وقال رايت عبر موقع بالاس، الجمعة: «لا تزال هذه أعظم لحظة مررت بها في مسيرتي، بسبب كل ما حدث حتى تلك اللحظة».
وأضاف: «ظهوري غير المتوقع في كريستال بالاس، والوصول إلى أكبر حدث في كرة القدم الإنجليزية، وفجأة وجدت نفسي على ملعب ويمبلي».
وتابع: «ما حدث بعد ذلك كان أشبه بالقصص الخيالية. كان كذلك حقاً».
ومع ذلك، وبينما كان مشجعو كريستال بالاس يغنون بنشوة لاقترابهم من حصد اللقب، حطم هيوز قلوبهم بهدف التعادل في اللحظات الأخيرة.
ولم تكن مباراة الإعادة التي أقيمت بعد خمسة أيام على نفس المستوى من الإثارة، ورغم أن بالاس قاتل بشجاعة، فاز يونايتد بالمباراة 1-صفر بهدف سجله لي مارتن.
كان ذلك الفوز هو الذي أطلق فيرغسون ومانشستر يونايتد في رحلة مذهلة نحو النجاح، تضمنت فوزاً آخر في الوقت الإضافي في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي على كريستال بالاس في عام 2016 بعد اعتزال المدرب الاسكوتلندي، لكنه ترك فجوة كبيرة في قلوب الفريق الخاسر.
قال رايت، الذي فاز بعدة ألقاب منها لقبان في كأس إنجلترا مع آرسنال: «كنت أتمنى الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي (مع بالاس)، وكنا على بُعد سبع دقائق فقط».
وأضاف: «سبع دقائق فقط. بصراحة ما زلت لا أتحمل الأمر».
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه