كأس أمم أفريقيا للسيدات: هل أخفت الجزائر بعض شعارات المؤسسات الراعية للمسابقة؟

تحتضن المملكة المغربية النسخة 15من كأس الأمم الأفريقية للسيدات 2025، التي انطلقت في 5 يوليو/تموز وتنتهي في 26 منه. رغم تسمية البطولة بـ 2024 لأنها تأجلت لأسباب تتعلق بالتقويم الدولي. وحددت اللجنة المنظمة 6 مدن مغربية لاحتضان مباريات الفرق الـ12 المشاركة من بينها الجزائر. وقالت "الكاف" إن هذه الدورة ستكون تاريخية باعتبار أنها تجري في أكثر من ثلاث مدن. وإذا كانت المواجهات الكروية بين الفرق المشاركة تحظى بتغطية إعلامية استثنائية وفقا للجنة المنظمة و"الكاف "، فإن الأمر خارج المستطيل الأخضر لا يقل استقطابا ومتابعة من قبل وسائل الإعلام العالمية بالنظر لما أثارته مواقع إعلامية مغربية بخصوص تعمد الاتحاد الجزائري لكرة القدم "الفاف" والتلفزيون العمومي طمس شعارات البطولة والشركات الراعية لها وإخفاء اسم الدولة المنظمة "المغرب". فهل حقا امتد تأثير العلاقات الدبلوماسية المتشنجة بين البلدين الجارين، بسبب ملف الصحراء الغربية، ليلقي بظلاله على عالم الرياضة؟. لاحظت وسائل إعلامية مغربية أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم قام بتعديل شعار البطولة على موقعه في شبكات التواصل الاجتماعي، وأشارت إلى أنه حذف عبارة "المغرب 24" من العديد من الصور المرئية، مثل هذه الصورة في خلفية قائمة اللاعبات الجزائريات لكأس أمم أفريقيا في أعلى الوسط.
لعرض هذا المحتوى من X (Twitter) من الضروري السماح بجمع نسب المشاهدة وإعلانات X (Twitter).
وفي الندوة الصحافية التي نشطها مدرب الفريق الجزائري لسيدات كرة القدم فريد بن ستيتي أوردت العديد من وسائل الإعلام المغربية أنها لاحظت اختفاء شعار الخطوط الملكية المغربية من اللوحات الإعلانية خلف المنصة رغم كونها راعيًا رسميا للمنافسة. وبدلا من ذلك، تم استبداله بشعار علامة تجارية أخرى، وهي شركة توتال إنرجي.
لعرض هذا المحتوى من X (Twitter) من الضروري السماح بجمع نسب المشاهدة وإعلانات X (Twitter).
اعتبر موقع Le360.ma تصرف الاتحاد الجزائري لكرة القدم والتلفزيون العمومي "إنكارا منظما" لبطولة قارية، وكتب أن "الفاف" أزالت أي إشارة لكون المغرب هو البلد المستضيف"، مستنكرة تسييس الفعل الإعلامي في بطولة قارية. من جهته قال الموقع الإخباري LaReleve.ma إن ما حدث يعتبر "قمة العبث الإعلامي وأضاف: "بدلا من الاعتزاز بالمشاركة النسوية في البطولة، تم اختزال الأمر في صراع رمزي سياسي". أما الموقع الصادر باللغة الإسبانية Yabiladi.com فقد أوضح أن طمس الشعارات ينتهك عقود الرعاية مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف"، ما قد يترتب عليه تبعات قانونية تجاه المؤسسة الإعلامية الجزائرية.
شعارات
لعرض هذا المحتوى من X (Twitter) من الضروري السماح بجمع نسب المشاهدة وإعلانات X (Twitter).
هل هو خطأ تقني أم موقف متعمد؟ في ظل التوترات الدبلوماسية المستمرة بين البلدين منذ سنوات، وفيما لم يصدرأي تعليق رسمي من الاتحاد الجزائري لكرة القدم "الفاف" أو وزارة الإعلام الجزائرية، أشار بعض المحللين الرياضيين إلى أن هذه الممارسات ليست مجرد "أخطاء فنية". من جانب آخر، وأمام الصمت الإعلامي والرسمي الجزائري حيال هذه التعليقات التي تناولتها أيضا صحيفة لوباريزيان الفرنسية فإن الموقع الإخباري المغربي Yabiladi.com يعتبر أن في حال تعمد "الفاف" أو التلفزيون الجزائري هذه التصرفات فإن هذا السلوك يعكس نوعا من "الإنكار السياسي" الذي لا يُمكن تبريره رياضيا، ويضر بصورة المنتخب الجزائري نفسه، وباللاعبات اللواتي قدمن أداء مثاليا بعيدا عن الجدل الإعلامي. حادثة نهضة بركان تعود إلى الأذهان المؤكد أن هذه الحادثة تعيد إلى الأذهان ما جرى في مايو/أيار 2023 خلال نصف نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية، حين رفض فريق اتحاد العاصمة الجزائري خوض مباراة الذهاب أمام نهضة بركان المغربي بسبب خلاف حول قميص الفريق المغربي الذي يحمل خريطة المغرب بما فيها منطقة الصحراء الغربية المتنازع عنها مع البوليساريو. واعتبر الجانب الجزائري ذلك "استفزازا سياسيا"، بينما تمسك الفريق المغربي بحقه في ارتداء قميصه الرسمي المعتمد من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف". وأدى الخلاف إلى تأخر المباراة ثم إعلان نهضة بركان فائزا بنقاط المباراة اعتباريا، واستمرت الأزمة الرياضية بتجاذبات إعلامية وأصبحت حينها عنوانا جديدا لمواجهة سياسية بين البلدين بخلفية رياضية. وبالرغم من أن اللاعبات في الميدان يواجهن فرق الخصوم باحترافية وبروح رياضية عالية، إلا أن الكواليس الإعلامية تعيد طرح السؤال القديم الجديد: إلى أي مدى يمكن أن تبتعد الرياضة بسموها وأخلاقها ومصالحتها بين الشعوب عن الحسابات السياسية؟. فرانس24
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه