Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...

شركة «SEND».. فكرة عصرية تبخرت سريعاً في عالم التوصيل الفوري

الإثنين، 8 سبتمبر 2025
شركة «SEND».. فكرة عصرية تبخرت سريعاً في عالم التوصيل الفوري

تم تحديثه الإثنين 2025/9/8 05:57 م بتوقيت أبوظبي

هناك شركات تبدأ في اللحظة المثالية، وهناك شركات أخرى تبدو مبكرة جدًا أو ربما متأخرة جدًا.

وبالنسبة لشركة "سيند" الأسترالية في قطاع التوصيل، فقد ظهرت في أغرب توقيت في الآونة الأخيرة، عندما أجبر الوباء الجميع على تغيير نمط حياتهم.وأُغلقت المتاجر، وفرغت الطرق، وظل الناس حبيسي منازلهم في أستراليا كما هو الحال في جميع أنحاء العالم.

وفي تلك اللحظة، خطرت في بال أحدهم فكرة جديدة، لماذا لا نوصل البقالة للناس في أقل من عشر دقائق؟، كان الأمر أشبه بفكرة رائعة يصعب تصديقها، ولكن في تلك اللحظة، رغب الناس بشدة في تصديق شيء يُبسط الحياة، وتأسست "سيند" بناءً على هذا الاعتقاد.

وتوسعت الشركة بسرعة في البداية، أصبح شعارها وموظفوها وجهًا مألوفًا في أجزاء من سيدني وملبورن.

وبدت فكرة طلب الحليب والبيض والخبز والوجبات الخفيفة دون الحاجة إلى مغادرة المكان، ثم رؤيتها تصل في غضون دقائق، فكرة ساحرة للكثيرين.

لكن هذا الابتكار لم يدم طويلًا، وفي غضون عام، انغلقت شركة Send، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان المفهوم خاطئًا أم مجرد توقيت ظهور الشركة.شركة «iDenfy».. رائدة الحلول المتكاملة في مكافحة الاحتيالمن كان وراء الفكرة ؟لكل شركة شخص بدأ حلمه، وفي حالة Send، كان شابًا يُدعى روب آدامز، لم يكن شخصًا يرغب في الجلوس خلف مكتبه لإدارة الشؤون المالية إلى الأبد، مع أن هذه كانت بدايته.

وكان آدامز من النوع الذي يبحث دائمًا عن شيء هام ذو معنى لحياته، ولقد تابع ما كان يحدث في أوروبا مع أمثال شركة Gorillas وفي تركيا مع Getir، ولم يعتقد أن أستراليا يمكن أن تتخلف عن الركب.

وكان يؤمن أن الأستراليين سيرغبون في البقالة أسرع من أي وقت مضى أيضًا، وأراد أن يكون هو من يحقق ذلك.

وكان من قابلوه في تلك الأيام الأولى يقولون إنه كان يتمتع بأسلوب يجذب الآخرين، حيث كان يتحدث بشغف واقتناع، كما لو أن Send سيكون بالضرورة التطبيق اليومي التالي الذي يفتحه الناس بشكل مستمر مثل منصات التواصل.

وتحدث عن تغيير السلوك، وعن توفير وقت الناس، وعن ابتكار شيء يضاهي شركات مثل أوبر وأمازون يومًا ما، واستمتع المستثمرون بهذا النوع من الثقة، وسرعان ما امتلك ما يكفي من المال لتحقيق رؤيته.

وكان آدامز طموحًا، شابًا، وغير صبور، ولم يكن يريد مجرد مشروع صغير، لفترة من الوقت، بدا وكأنه على وشك تحقيق شيء ما.

سباق الأسرع

وبدأت شركة "سيند" عملها من خلال افتتاح ما أسمته "متاجر الظل"، ولم تكن هذه المتاجر كبيرة، بل مستودعات صغيرة متخفية في أحياء مختلفة.

وكانت مليئة ببقالة عادية يمكن لعامل التوصيل استلامها في دقائق، وعندما يطلب العميل، وكان عامل التوصيل يلتقط المنتجات وينطلق بسرعة على دراجة هوائية أو سكوتر، محاولًا توصيلها إلى باب منزل العميل في أقل من عشر دقائق.

وكان الأمر ممتعًا في البداية، ونشر الجميع على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات حول سرعة وصول بقالاتهم.

وتمتعت "سيند" بعلامة تجارية مشرقة ومبهجة، وبدت فكرة عدم الاضطرار للنزول من المنزل أبدًا للأشياء الصغيرة فكرةً عصرية.حتى أن بعض الأفراد بدأوا بطلب الوجبات الخفيفة والحلويات فقط في وقت متأخر من الليل.

لكن هذا النموذج جاء بتكاليف باهظة، فكل مستودع يحتاج إلى إيجار وموظفين ومخزون وإدارة دقيقة، وكان لا بد من دفع أجور عمال التوصيل، وكان عليهم التواجد دائمًا حتى مع بطء الطلبات.

وواصلت "سيند" تقديم خصومات لجذب عملاء جدد، ورغم أنها كسبت قلوبهم، إلا أنها أهدرت الكثير من المال.

بداية المتاعب

وظهرت العثرات أسرع مما كان متوقعًا، فرغم أن الفكرة لاقت استحسان البعض، لم يكن الجميع بحاجة إلى البقالة أن تصلهم خلال عشر دقائق.

ولم يكن معظم الأفراد يكترثون للانتظار عشرين أو حتى أربعًا وعشرين ساعة إذا كان ذلك يعني انخفاض الأسعار.

ورغم سعي "سيند" لخفض التكلفة، إلا أن الواقع كان في كثير من الأحيان عكس ذلك، فقد كانت سلاسل متاجر كبيرة مثل "وولوورثس" و"كولز" توفر خدمة التوصيل بالفعل، وبدأت تطبيقات التوصيل مثل "أوبر إيتس" و"دور داش" في التعمق في مجال البقالة أيضًا.

وأدى هذا إلى اضطرار "سيند" لخوض حروب على جبهات متعددة، وكانت تتنافس مع شركات عملاقة ذات موارد مالية أكبر وشبكات أوسع، وكانت بحاجة إلى إرضاء المستثمرين بأرقام نمو.

ولكن الأرقام ببساطة لم تكن متناسبة، وتجاوزت تكلفة تشغيل الشركة الإيرادات التي حققتها بكثير، وتبين أن توصيل الطعام الرخيص في أقل من عشر دقائق أصعب من المتوقع.«Allbirds».. علامة رائدة في صناعة الأحذية الرياضية الصديقة للبيئةالإنهاء المفاجئ للمشروع

وفي مايو/أيار 2022، بعد عام واحد فقط من انطلاقها، أغلقت "سيند" أبوابها، وكان الإغلاق مفاجئًا، ففقد العديد من الموظفين والسائقين وظائفهم.

وأغلقت الشركة مستودعات منتجات كانت تبيعها مباشرة للمستهلك، بين عشية وضحاها، وذهل المستخدمون الذين اعتادوا على التطبيق عندما توقف عن العمل، وخسر المستثمرون الذين استثمروا في المشروع ملايين الدولارات.

وكان انهيارًا سريعًا لشركة تعهدت بالسرعة منذ اليوم الأول، وصفه البعض بأنه حتمي، بينما زعم آخرون أنه كان بإمكانها الصمود لو أنها تباطأت وبنت أعمالها بحكمة أكبر، فكانت قصة Send درسًا في مدى سرعة تغير كل شيء في عالم الشركات الناشئة.

Loading ads...

aXA6IDY1LjEwOS42MC4yMzIg جزيرة ام اند امز

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه