Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...

إثيوبيا تفتتح سد النهضة.. لماذا تعتبره مصر تهديدًا حقيقيًا؟

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025
إثيوبيا تفتتح سد النهضة.. لماذا تعتبره مصر تهديدًا حقيقيًا؟

دشنت إثيوبيا رسميًا اليوم الثلاثاء تشغيل سد النهضة، الذي تعده أديس أبابا إنجازًا وطنيًا تاريخيًا سيحد من الفقر في البلاد، ويتوقع أن يدر عوائد مالية ضخمة وفق السلطات الإثيوبية.

وأوضح مراسل التلفزيون العربي في بنشيقول قماز، الشافعي أبتدون، أن حفل التدشين يقام بمشاركة وفود من دول إفريقية، في مقدمتهم رؤساء دول جيبوتي، والصومال، وكينيا، وجنوب السودان.

وأضاف أن الحفل سيشهد فعاليات عدة وكلمات لعدد من المسؤولين على رأسهم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.

ومنذ إعلان إثيوبيا بناء سد النهضة، أبدت مصر رفضها لما وصفتها بالإجراءات الأحادية التي تؤثر على الشريان الرئيسي لمياهها. وخلال الأعوام الماضية لم ينقطع الحديث عن التأثيرات المباشرة والمستقبلية للسد على نهر النيل والأراضي الخصبة على ضفتيه.

وعلى ضفتَي نهر النيل، ولد التاريخ قبل آلاف السنين عند أطول أنهار العالم، الذي ظل شاهدًا على بزوغ وأفول حضارات عظيمة، واستمر شريان حياة لأكثر من مئة مليون مصري يعيشون في دولة لطالما وصفت بأنها هبة النيل.

وتعتمد مصر على النيل بنسبة 97%، ويصل إليها نحو 55 مليار متر مكعب من المياه سنويًا، في حين يبلغ إجمالي الاحتياجات السنوية نحو 114 مليار متر مكعب، أمام موارد لا تتجاوز 85 مليار متر مكعب، في معطيات تضع البلاد أمام عجز مائي يقترب من 30 مليار متر مكعب.

ويقدر نصيب الفرد في مصر من المياه سنويًا بـ500 متر مكعب فقط، الأمر الذي يصنف مصر تحت خط الفقر المائي، ويضعها ضمن قائمة الدول الأكثر جفافًا في العالم بأقل معدل لهبوط الأمطار.

ومنذ بدء إثيوبيا بناء سد النهضة على النيل الأزرق عام 2011، وحتى الإعلان عن تشغيله رسميًا اليوم، لم يتوقف الحديث عن تأثيره المباشر على دول الجوار، خصوصًا مصر والسودان.

فبينما تنفي إثيوبيا أي تأثير سلبي للسد، تصر مصر على أنه يمثل تهديدًا حقيقيًا لها، خاصة في قطاع الزراعة الذي يستهلك 75% من الموارد المائية، ويمثل مصدر دخل لأكثر من 50 مليون مصري.

وتتلخص أبرز التهديدات في تقليص مساحة الأراضي الخصبة، وزيادة ملوحة التربة، وتغيير خريطة المحاصيل الزراعية.

ولتقليل التداعيات، لجأت الحكومة المصرية إلى إعادة تدوير مياه الصرف الزراعي بنحو 21 مليار متر مكعب سنويًا.

كما شرعت في استيراد منتجات زراعية بما يعادل 33 مليار متر مكعب، وقلصت من مساحة الزراعات الأكثر استهلاكًا للمياه مثل الأرز والموز، وتوسعت في طرق الري الحديثة وتحلية مياه البحر.

ويجمع خبراء المياه في مصر على أن حصة البلاد لم تتأثر كثيرًا خلال السنوات الماضية، التي شهدت تخزين المياه لبناء سد النهضة بسبب ارتفاع معدل فيضان النيل.

وهو ما سيظهر جليًا في نقص الحصة إذا ما أتت سنوات الجفاف، خاصة مع غياب أي آلية حتى الآن للتنسيق بين مصر وإثيوبيا في تشغيل السد.

Loading ads...

والأهم، أن المخاوف ستظل قائمة ولن يغلق هذا الملف، في ظل عزم إثيوبيا بناء سدود أخرى خلال السنوات المقبلة.

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه