بين غلاء وتبادل مستلزمات.. هكذا يستعد الطلاب السوريين للعام الدراسي

مع اقتراب العام الدراسي الجديد، يعود الحديث في سوريا عن تكاليف المستلزمات المدرسية التي باتت تشكل عبء على الأسر، في ظل تراجع القدرة الشرائية لمعظم السوريين.
الغلاء المعيشي الذي طال المستلزمات والأزياء المدرسية، دفع الأهالي للجوء إلى حلول بديلة من أجل تأمين الحد الأدنى من اللوازم المدرسية، عبر تبادل الزي المدرسي أو البحث في البسطات والأسواق الشعبية.
"تبادل الزي المدرسي"
في النقلة النوعية التي يشهدها طلاب المرحلة الابتدائية من زي "الصدرية" (لباس موحد لطلاب المرحلة الابتدائية من الصف الأول إلى الصف الرابع)، إلى "البدلة" (لباس المرحلة الابتدائية والاعدادية من الصف الخامس إلى التاسع)، يضطر الأهالي إلى شراء زي مدرسي جديد بدلاً من القديم، الأمر الذي دفع الأهالي إلى تبادل الأزياء المدرسية عبر مبادرات صغيرة ينظمها المجتمع المحلي.
في بلدة جديدة عرطوز بريف دمشق الغربي، نظم المجتمع المحلي بالتعاون مع كنيسة القديس جيريوس للروم الأورثوذكس حملة لتبادل الأزياء المدرسية، حيث يمكن تبديل "الصدرية" القديمة بجديدة أو تبديلها مع "بدلة" إعدادية أو ثانوية.
أما طلاب الثانوية الذي يضطرون إلى شراء الكتب المدرسية، نظّم عدد كبير من الطلاب مبادرات عبر تطبيق "فيس بوك" لتبادل الكتب، أو بيعها بنسخة قديمة بأسعار رمزية.
هذا النوع من المبادرات الفردية لم يعد نادراً في سوريا، حيث بات تبادل الزي المدرسي والحقائب وحتى الكتب، جزءاً من ثقافة فرضتها سنوات من التدهور الاقتصادي، وأنشئت مجموعات على "فيس بوك" و"تلغرام" خصيصاً لهذا الغرض، يتفاعل فيها الأهالي، ويعرضون ما لديهم على أمل أن يجدوا مقابلًا يلبي حاجاتهم.
محمود البقاعي، أب لثلاث أولاد في المراحل الابتدائية والإعدادية، قال لـ موقع تلفزيون سوريا، إن هذه المبادرات على الرغم من بساطتها تخفف العبء عن الأهالي، في ظل ارتفاع الأسعار.
وأضاف أن كل فرد يحتاج إلى ما بين 500 إلى 700 ألف ليرة سورية، للمستلزمات المدرسية من زي مدرسي وقرطاسية، فالأهالي التي لديها ثلاث أو أربع أولاد في المدرسة لا تستطيع شراء جميع المستلزمات فتلجأ إما للجمعيات الخيرية أو للمبادرات والبسطات الشعبية.
"البسطات تغزو الطريق إلى المدارس"
مع اقتراب العام الدراسي، تنتشر على الأرصفة البسطات الشعبية التي تبيع القرطاسية المدرسية في أماكن مثل البرامكة وشارع الثورة وساحة المرجة في العاصمة دمشق، وتتحوّل إلى مقصد أساسي للأهالي الذين يبحثون عن قرطاسية بأسعار مقبولة، من دفاتر وحقائب بأسعار يمكن المساومة عليها.
وتشهد أسعار القرطاسية في المكتبات والمتاجر ارتفاعاً كبيراً هذا العام، متأثرة بسعر صرف الدولار وتكاليف الاستيراد والضرائب، ما جعل الكثير من العائلات تتجه نحو البسطات المنتشرة في الأسواق الشعبية كخيار أكثر واقعية.
تقول رهام السهلي وهي أم لطفلين في المرحلة الابتدائية، لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ تكاليف القرطاسية من دفاتر وأقلام تبلغ أكثر من 150 ألف ليرة سورية في المكتبات، بينما توفر البسطات نصف هذا المبلغ.
وتضيف رهام أن الأستاذة في المدرسة وكأنها تعيش في بلد آخر غير سوريا التي تعاني أزمة غلاء، فمتطلبات الأساتذة من دفاتر وكتب إضافية تفوق دخل الأهالي، لذلك نجد البسطات "أرأف بقلوب الأهالي" لما توفره من أسعار واقعية تناسب دخل الموظف العادي.
"العمل في الصيف لتأمين حاجات المدرسة "
مع انقضاء العام الدراسي وبدء العطلة الصيفية، يخرج مئات الأطفال إلى سوق العمل، في مشهد بات مألوفاً في المدن السورية، بهدف تأمين مصاريف المستلزمات المدرسية عند عودة الدوام المدرسي.
معتز عز الدين، موظف في الإسكان وأب لولدين في المرحلة الإعدادية، اضطر إلى دفع أولاده للعمل في محل بقالة خلال الصيف لتأمين حاجات المدرسة.
ويقول لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ الاحتياجات المدرسية لا يمكن تأمنيها من خلال الراتب الشهري الذي لا يتجاوز 400 ألف ليرة سورية، من أجل ذلك دفعت الأولاد للعمل لكي يؤمنوا نصف المستلزمات على الأقل.
أمّا المراهقين في المرحلة الثانوية، فبات العمل في الصيف وسيلة تدفعهم لإكمال المدرسة، التي تحتاج إلى مصاريف ضعف المرحلة الإعدادية والابتدائية.
في تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، لعام 2024، فإنّ نحو 2.4 مليون طفل خارج المدرسة في سوريا، مضيفةً في تقرير لها تزامن مع اليوم الدولي للتعليم، الذي يوافق 24 من كانون الثاني، أنّ الإحصائية شملت جميع مناطق سوريا، حيث يمثل عدد الأطفال خارج المدرسة، والذين تراوحت أعمارهم بين 5 و17 عاماً، ما يقارب نصف عدد الأطفال، الذين هم في سن الدراسة، والبالغ عددهم 5.52 مليون طفل.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه