Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...

السلطات تصفها بـ"مشكلة وطنية".. أعمال شغب جديدة بين سوريين في هولندا

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2025
السلطات تصفها بـ"مشكلة وطنية".. أعمال شغب جديدة بين سوريين في هولندا

تستحوذ أعمال الشغب، التي ينفّذها بعض الشبان والمراهقين السوريين في عدد من المدن الهولندية -آخرها في آيندهوفن- على اهتمام واسع من قبل الإعلام الهولندي، وسط دعوات إلى تسريع إجراءات البتّ في طلبات لجوئهم.

وقبل أيام، اندلعت مواجهة بين مجموعتين من الشبان السوريين وسط مدينة آيندهوفن، شملت طعناً وسرقة، وأُصيب خلالها أربعة سوريين.

وقعت الحادثة قرب متجر الملابس "زارا"، حيث يُقال إن مجموعة من السوريين القادمين من مركز طالبي اللجوء في بلدة خيلدروب، تعرّضت لهجوم من قبل مجموعة سورية أخرى، وما تزال ملابسات الحادثة غير واضحة.

ووفقاً للتقارير الأولية، تعرّضت المجموعة للطعن، كما وردت أنباء عن سرقة دراجتين هوائيتين، وبسبب حاجز اللغة، لم تتمكّن الشرطة من تكوين صورة دقيقة لما جرى.

وسقط أحد المصابين بطعنةِ في جانبه، على طريق "كانالديك زويد"، ونُقل إلى المستشفى، كما تلقّى الثلاثة الآخرون العلاج في موقع الحادث من قِبل المسعفين.

"مشكلة وطنية"

اعتبر يورِن ديسلبلوم، عمدة آيندهوفن، أنّ ما حدث "يتوافق إلى حدّ ما مع صورة المشاكل التي شهدتها مدن أخرى مع الشباب السوريين"، مردفاً: "يبدو أن الشباب الذين تسببوا في المشكلة يأتون من خارج المدينة، يُرتَّب لقدومهم، كما سمعنا سابقاً من مدينتَي دي بوش وأوتريخت".

وبحسب ديسلبلوم، ما تزال الأعداد في تلك المدن الأخرى أعلى بكثير، ومع ذلك يصف الأمر بأنه "مقلق"، مؤكّداً: "هذا يُظهر أن لدينا مشكلة وطنية".

وسبق أن دقّ رؤساء بلديات في مدن عدة، قبل أيام، ناقوس الخطر بشأن المشاكل التي تتسبّب بها مجموعات من الشباب السوريين المتجوّلين، ومن بينهم جاك ميكرز، عمدة دين بوش.

وبحسب وسائل إعلام هولندية، تعاني مدينة "دين بوش" من مجموعة كبيرة من مثيري الشغب ذوي السمعة السيئة، تتراوح أعمارهم بين 15 و21 عاماً، من أصول سورية، يتقاتلون فيما بينهم، ويتسببون في الإزعاج والسرقة والسطو.

ويعمل رئيس بلدية "دين بوش" مع النيابة العامة للتصدّي لهذه المجموعة، وقد أصدر 27 أمراً تقييدياً، وفي آيندهوفن، يدرس "ديسلبلوم"، إمكان إبعاد ثلاثة مشتبه بهم -أُلقي القبض عليهم بعد الحادثة- عن مركز المدينة.

وفي أوتريخت، اندلعت قبل فترة اضطرابات مماثلة حين تسبّبت مجموعة من السوريين بفوضى قرب المحطة، ثم امتدت أعمال الشغب إلى مدن مثل خرونينجن، وأرنهيم، ونايميخن، ودين بوش.

وقبلها، اعتقلت الشرطة رجلين على الأقل من أمستردام وألميرا بتهمة حيازة دراجات نارية مسروقة، وتحقق في ما إذا كانا متورطين أيضاً في حادث الطعن بمدينة آيندهوفن، وهي تراجع تسجيلات كاميرات المراقبة في المنطقة.

"سوريون قُصَّر"

يقول المتحدث باسم الهيئة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA): "الضحايا من مركز طالبي اللجوء في خيلدروب، وقد نوقشت أنباء السرقة والعنف"، مشيراً إلى أنّ المركز يضم 54 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً، بينهم 20 سوريّاً.

وأضاف المتحدث: "تتم مناقشة كل شيء ومراقبته. كما تُعقد مشاورات مع البلدية والشرطة"، مؤكّداً أنه لم تُتخذ أي إجراءات إضافية، ولا توجيهات بمغادرة المركز، قائلاً: "لا نواجه أي مشاكل في مركز خيلدروب".

ووفق وسائل إعلام هولندية، فإن العديد من مثيري الشغب هم من السوريين الذين وصلوا إلى هولندا كقاصرين غير مصحوبين بذويهم، ومنذ عام 2022، سجّلت هولندا أكثر من 8000 قاصر غير مصحوب بذويه، لتتصدّر بذلك التصنيفات الأوروبية.

وأفادت صحيفة "دي تيلغراف"، بأنّ مراكز إيواء القُصّر أكبر من مراكز اللجوء الأخرى، ويُخصَّص للمراهقين فيها مرشد، ويتوافر موظفون على مدار الساعة مع دعم أكبر للقاصرين، لكن مع قدر كبير من الحرية أيضاً.

"دعوات لمعالجة طلبات لجوء القاصرين أولاً"

يقول أحد موظفي مراكز رعاية الأطفال القاصرين: "نحن نتعامل مع شباب معزولين تماماً عن بيئتهم، شباب مدمَّرون"، مضيفاً: "إذا نظرت إلى الشباب السوريين هنا، ستجد أن بعضهم لم يعش في سوريا منذ سنوات طويلة؛ فهناك شاب في الـ16 يقضي ثماني سنوات بعيداً عن وطنه".

وبحسب "دي تيلغراف"، غالباً ما يجد الشباب السوريون في مراكز الإيواء أنفسهم في وضع ميؤوس منه، وهو ما يراه البعض سبباً في موجة السلوك الإجرامي، إذ لم يتلقّ كثيرون منهم ردّاً على طلبات لجوئهم، وبعد سقوط نظام الأسد ازدادت احتمالية رفض طلباتهم بشكل كبير.

من جانبه، دعا أحمد مركوش، عمدة أرنهيم، وزيري اللجوء في لاهاي إلى معالجة طلبات القاصرين السوريين أولاً، لافتاً إلى وجوب إبلاغهم في غضون أسابيع بمستقبلهم: "في هولندا أو في مكان آخر".

وأشار إلى أنّه حتى في حال رفض طلبات الإقامة، لن يُرحَّل السوريون إلى بلادهم في الوقت الراهن، ما يفاقم المشكلة بسبب بقائهم في مراكز الإيواء دون أمل بالحصول على تصاريح إقامة.

Loading ads...

يشار إلى أنّ فترات الانتظار في مراكز طالبي اللجوء طويلة جدّاً، وما يزال قرابة 17 ألف طلب لجوء سوري معلّقاً لدى دائرة الهجرة والتجنيس.

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه