فوائد التأمل وأضراره … حقائق علمية حول ممارسة قديمة وحديثة
فوائد التأمل وأضراره
يُنظر إلى التأمل منذ قرون كوسيلة لتعزيز الهدوء الداخلي والصحة النفسية، لكن الدراسات الحديثة تدفعنا لإعادة التفكير بواقعية أكبر حول فوائد التأمل وأضراره ، إذ تُظهر الأبحاث أنّ هذه الممارسة المفيدة ليست خالية تمامًا من الآثار الجانبية لدى بعض الأشخاص. في هذا المقال نستعرض أحدث ما توصلت إليه الدراسات، خصوصًا الدراسة التي أجراها عالِم النفس نيكولاس فان دام وفريقه، والتي كشَفت أن 60% من الممارسين أبلغوا عن حدوث آثار جانبية، وأن ثلث هؤلاء وجَدوا هذه الآثار مزعجة بشكل واضح. تعالوا لنتعرف على فوائد التأمل وأضراره ...
فوائد التأمل وأضراره
أولا: الفوائد المعروفة للتأمل
قبل الحديث عن الآثار الجانبية، من المهم التذكير بالجانب المشرِق للتأمل الذي جعله ينتشر عالميًا. فقد أثبتت الأبحاث فوائده في عدة مجالات، مثل:
تقليل التوتر: يعمل التأمل على خفض مستويات الكورتيزول، مما يساعد على الشعور بالاسترخاء.
تحسين التركيز والانتباه: يزيد التأمل من القدرة على الاحتفاظ بحضور ذهني لمدة أطول، ويحسّن الأداء في مهام الحياة اليومية.
تعزيز الإبداع: يفتح المجال للتفكير الواسع والتخيل، وهو ما يدعم حل المشكلات والابتكار.
تحسين الصحة العاطفية: يقلل من الأعراض المرتبطة بالقلق والاكتئاب، ويساعد في تنظيم المشاعر.
زيادة الوعي الذاتي: يشجع على مراقبة الأفكار والمشاعر، مما يساعد في فهم النفس بصورة أفضل.
تحسين جودة النوم: يدعم الاسترخاء ويقلل الأرق لدى الكثير من الأشخاص.
المساعدة في ضبط الألم المزمن: تشير بعض الدراسات إلى تغيّر في إدراك الألم عند ممارسة التأمل.
تحسين صحة القلب: قد يساهم في خفض ضغط الدم وتحسين صحة الأوعية الدموية.
تعزيز المناعة: تعكس بعض الأبحاث زيادة في كفاءة الجهاز المناعي.
تحسين العلاقات الاجتماعية: عبر تعزيز التعاطف والرحمة وتقبل الآخرين.
ارتباط محتمل بطول العمر: نتيجة خفض التوتر وتحسين الصحة العامة.
رفع المرونة النفسية: حيث يساعد على مواجهة ضغوط الحياة بثبات أكبر.
ثانيًا: الآثار الجانبية المحتملة للتأمل — وجه آخر أقل شهرة
رغم أن التأمل غالبًا آمن ونافع بشكل عام، إلا أن الدراسة التي أجراها فان دام تشير إلى جوانب ضارة قد لا يعرفها الكثيرون. وتشمل:
زيادة القلق بدلًا من تقليله: قد يواجه بعض الأشخاص ارتفاعًا في مستويات القلق أثناء التأمل أو بعده، بسبب الانتباه المكثف لأفكار كانت دفينة أو مُهمَلة.
الشعور بالانفصال عن الواقع: يمكن أن يشعر البعض بما يسمى "الانفصال الذاتي"، وهو شعور غير مريح بالتباعد عن العالم أو عن الذات.
ضعف القدرة على أداء المهام اليومية: في بعض الحالات النادرة، قد يؤدي التأمل الطويل أو المكثف إلى صعوبة في التركيز أو تنظيم النشاطات اليومية.
الإرهاق النفسي: الجلسات العميقة والممتدة قد تُشعر البعض بتعب ذهني واضح.
اضطرابات النوم: على الرغم من أن التأمل يحسّن النوم عند البعض، إلا أن آخرين قد يعانون من صعوبة في النوم بسبب تراكم الأفكار بعد الجلسة.
تفاقم الحالات النفسية القائمة: الأشخاص المصابون باضطرابات مثل الاكتئاب أو القلق قد يَشهدون زيادة في أعراضهم عند ممارسة بعض أنواع التأمل دون إشراف مختص.
تجارب روحية غير مريحة: قد تظهَر مشاعر قوية أو رؤى داخلية تُرْبِك البعض لأنها غير مألوفة أو شديدة.
الإفراط في التفكير: قد يؤدي التركيز الزائد داخل الجلسة إلى تضخم الأفكار، خاصة لدى مَن يميلون لتحليل كل التفاصيل.
آلام جسدية أو انزعاج بدني: بسبب الجلوس لفترات طويلة أو اتخاذ وضعيات غير مريحة.
مَن هم الأكثر عرضة لهذه الآثار الضارة؟
وفقًا للدراسة، فإن الفئات التالية قد تواجه آثارًا غير مرغوبة بشكل أكبر:
مَن يعانون من مشاكل نفسية سابقة
أصحاب تاريخ طويل مع القلق أو الاكتئاب
الأشخاص الذين يدخلون في جلسات تأمل عميق دون تدريب أو إشراف
مَن يمارسون التأمل لفترات طويلة بلا توقف
كيف نتعامل مع الآثار الجانبية؟
لتقليل احتمالية الضرر، يُنصح باتباع الخطوات التالية:
ابدأ التأمل تدريجيًا بدلًا من جلسات طويلة منذ اليوم الأول.
عدّل الممارسة: غيّر الأسلوب أو قصّر مدة التأمل إذا شعرت بعدم ارتياح.
اختر بيئة هادئة وآمنة تساعدك على الاسترخاء دون ضغط.
توقف مؤقتًا إذا شعرت بآثار مزعجة.
جرّب أساليب مختلفة مثل التأمل الموجّه أو التنفس العميق.
استمع لجسدك وابتعد عند الشعور بالألم أو الضيق.
استشر مختصًا إذا كنت تعاني من مشكلة نفسية أو إذا استمرت الأعراض.
كلمة من موقع صحتك حول فوائد التأمل وأضراره
بعد بيان فوائد التأمل وأضراره، يمكننا القول أن التأمل ممارسة قوية ومفيدة، لكنّ فهمها بشكل شامل يتطلب إدراك فوائد التأمل وأضراره. ورغم أن معظم الناس يستفيدون منه بشكل كبير، إلا أن نسبة ليست قليلة قد تواجه آثارًا جانبية تحتاج إلى إدارة صحيحة. المفتاح هو ممارسة التأمل بوعي، وبدء الجلسات تدريجيًا، وطلب المساعدة عند الحاجة. عندما يُستخدم التأمل بطريقة مناسبة ومبنية على الوعي الذاتي، فإنه يبقى أداة فعّالة لتحسين الصحة النفسية والجسدية والارتقاء بجودة الحياة.
آخر تعديل بتاريخ
07 ديسمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً
