زيت فول الصويا قد يساهم في الإصابة بالسمنة
زيت فول الصويا قد يساهم في الإصابة بالسمنة.
يُعد زيت فول الصويا من أكثر الزيوت استخدامًا حول العالم، ويُستعمل يوميًا في الطهي وفي الأطعمة المُصنّعة، مما يجعله عنصرًا حاضرًا في النظام الغذائي للكثيرين، وبسبب هذا الانتشار الكبير، يحاول العلماء فهم تأثيره الصحي بشكل أدق، خاصة أن جزءًا كبيرًا منه يتكوّن من حمض اللينوليك، وهو من الأحماض الدهنية أوميغا-6 التي قد ترتبط بزيادة بعض المشكلات الصحية عند الإفراط في تناولها.
انتشار كبير لزيت فول الصويا عالميًا
يشكّل زيت فول الصويا حوالي 57% من الزيوت المستخدَمة في الطهي في الولايات المتحدة، وقرابة 30% من الاستخدام العالمي وفقًا للتقارير، ويباع غالبًا تحت اسم "زيت نباتي"، ويتكوّن بشكل أساسي من دهون متعددة غير مشبَعة، ويحتوي على حمض ألفا لينولينيك (أوميغا-3) وكمية كبيرة من حمض اللينوليك (أوميغا-6) الذي يشكل أكثر من نصف تركيبته.
أظهَرت دراسات سابقة بعض الفوائد المحتملة لهذا الزيت، مثل المساعدة في خفض مستويات الكوليسترول عند استبدال الدهون المشبَعة به، ومع ذلك، أشارت أبحاث أخرى إلى أن الإفراط في تناوله أو تناول كميات كبيرة من أحماض أوميغا-6 قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالتهابات، واضطرابات أيضية، وارتفاع احتمالية السمنة.
كيف قد يُساهم زيت فول الصويا في السمنة؟
أجرى باحثون من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد دراسة نُشرت في (Journal of Lipid Research) للبحث في الآلية التي قد تجعل استهلاك زيت فول الصويا مرتبطًا باحتمال زيادة الوزن. ركّزت الدراسة على فئران معدّلة جينيًا تنتج نسخة مختلفة من البروتين (HNF4α)، وهو بروتين مهم في وظائف الكبد والبنكرياس والجهاز الهضمي.
كان لدى هذه الفئران مستويات أقل من بعض الإنزيمات المسؤولة عن تحويل حمض اللينوليك إلى مركّبات التهابية تُعرف بالأوكسيلبينات. توقّع الباحثون أن تقل قابلية هذه الفئران لزيادة الوزن عند تناول نظام غذائي غني بزيت فول الصويا، مقارنة بالفئران الطبيعية، ولكن في نهاية التجربة، تبيّن أن الفئران المعدّلة وراثيًا التي تناولت نسبة عالية من هذا الزيت قد اكتسبت وزنًا أقل بكثير من الفئران العادية التي تناولت النظام نفسه. كما تمتعت بصحة أفضل في الكبد وتحسّن في عمل الميتوكوندريا وانخفاض في إنتاج المركّبات الالتهابية.
تشير هذه النتائج إلى أن زيادة الوزن الناتجة عن زيت فول الصويا لدى الفئران قد ترتبط بارتفاع إنتاج الأوكسيلبينات، وأن تقليل هذه المركّبات يقلل من حدوث السمنة، ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن تناول كميات معتدلة من هذا الزيت يُعد آمنًا، وأن المشكلة تكمن في الإفراط غير المقصود بسبب وجوده في معظم الأطعمة المُصنّعة والمطهوة خارج المنزل.
هل تنطبق هذه النتائج على البشر؟
يشير الخبراء إلى أن التجربة أُجريت على نموذج حيواني دقيق للغاية، لكنه لا يعكس بالضرورة استجابة البشر بالطريقة نفسها، فالدراسات الحيوانية تمنح الباحثين فهمًا أوليًا، لكنها لا تكفي وحدها لتأكيد التأثيرات على الإنسان، ولهذا يرى المتخصصون أن هناك حاجة لإجراء دراسات بشرية طويلة المدى لتقييم تأثير زيت فول الصويا بشكل مباشر على الوزن والالتهاب والصحة الأيضية.
كيف يمكن التقليل من استهلاك زيت فول الصويا؟
يمكن اتباع بعض الخطوات البسيطة لمن يرغب في خفض كمية زيت فول الصويا في نظامه الغذائي:
قراءة قائمة المكونات جيدًا، إذ إن وجود الزيت النباتي أو زيت فول الصويا بين أول المكونات يعني أن الطعام مُعالَج بشدة.
اختيار الأطعمة الكاملة غير المعالَجة بدل الوجبات الخفيفة والمنتجات سريعة التحضير.
الاعتماد على الطهي في المنزل أكثر، ولو مرتين أسبوعيًا، للتحكم في نوعية الزيت المستخدَم.
استخدام طرق طهي تقلل كمية الزيت المستخدَم مثل الشواء أو استخدام المقلاة الهوائية مثلًا.
اختيار بدائل مناسبة مثل زيت الزيتون، أو زيت الأفوكادو، أو زيت السمسم، أو زيت الجوز في الاستخدامات الباردة.
نصيحة من موقع صحتك
تظل نتائج هذه الدراسة خطوة مهمة لفهم تأثير زيت فول الصويا، لكنها ليست نهائية وتحتاج إلى مزيد من البحث قبل تطبيقها على البشر، ولتحقيق نظام غذائي صحي، ولهذا حاول تنويع مصادر الدهون والاعتدال في استخدام أي نوع من الزيوت، مع التركيز على الأطعمة الطبيعية غير المصنعة قدر الإمكان.
آخر تعديل بتاريخ
15 ديسمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً
