استئصال الرحم عن طريق المهبل: ما دواعي إجرائها وهل هي آمنة؟
استئصال الرحم عن طريق المهبل
استئصال الرحم عن طريق المهبل هي عملية جراحية لإزالة الرحم، لكنه إجراء طفيف التوغل نسبيًا، ويكون التعافي منه أقصر وأسهل من أنواع الاستئصال الأخرى، ويمكن لمعظم النساء العودة إلى المنزل خلال 24 ساعة من هذه العملية الجراحية، لكن غالبًا ما تحتاج إلى 6 أسابيع للعودة إلى الأنشطة اليومية العادية، ومن مميزات هذا الإجراء أنه لا يترك أي ندبة ظاهرة على خلاف عملية استئصال الرحم عن طريق البطن.
دواعي استئصال الرحم عن طريق المهبل
استئصال الرحم عن طريق المهبل من الإجراءات الجراحية التي تساعد في علاج الحالات التي تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي، بما في ذلك:
الأورام الليفية: هي أورام غير سرطانية تصيب الرحم يمكن أن تسبب نزيفًا مهبليًا وفقر الدم وآلامًا في الحوض وألمًا أثناء الجماع وضغطًا على المثانة، وقد تحتاج الأورام الليفية الكبيرة الحجم إلى استئصال الرحم البطني.
انتباذ بطانة الرحم: هي حالة ينمو فيها نسيج مشابه للبطانة الداخلية للرحم خارج الرحم، ويمكن استئصال الرحم في هذه الحالة بعدة طرق منها الاستئصال عن طريق المهبل ، أو الاستئصال عن طريق المنظار من خلال شق في البطن، أو استئصال الرحم باستخدام الروبوت الجراحي.
الانتباذ البطاني الرحمي: يحدث عندما ينمو النسيج المبطن للرحم في جدار الرحم ويسبب تضخم الرحم ودورة شهرية مؤلمة وغزيرة، وغالبًا ما يزول الانتباذ بعد انقطاع الطمث، وقد يشمل علاج هذا المرض إجراء عملية استئصال الرحم.
سرطان الجهاز التناسلي الأنثوي: تتم عملية الاستئصال لعلاج سرطان الرحم أو عنق الرحم أو بطانة الرحم أو المبايض، أو بسبب التغيرات التي تسبق السرطان، ويتم اللجوء إلى عملية استئصال الرحم عن طريق المهبل في بعض الأحيان لعلاج سرطان بطانة الرحم أو عنق الرحم.
هبوط الرحم: عندما تضعف الأنسجة أو الأربطة التي تدعم الحوض قد يتدلى الرحم داخل المهبل، ويمكن أن يسبب هذا سَلَس البول أو الشعور بوجود ضغط في الحوض، أو صعوبة في إخراج البراز، وقد تخفف عملية الاستئصال من هذا الأعراض.
ألم الحوض المستمر: إذا كانت حالة الرحم هي السبب الواضح لألم الحوض فقد يكون استئصال الرحم مفيداً إذا لم يفيد أي علاج آخر، ولألم الحوض أسباب عديدة لذا يجب تشخيص السبب بدقة.
التعافي بعد عملية استئصال الرحم عن طريق المهبل
تختلف طريقة وفترة التعافي من امرأة لأخرى بعد استئصال الرحم عن طريق المهبل وإليكِ فيما يلي ما يمكن توقعه بعد هذه العملية الجراحية:
بعد الجراحة مباشرة
قد تشعر المريضة بالنعاس والتعب بعد الجراحة مباشرة حتى يزول تأثير التخدير، وسيراقب طاقم التمريض ضغط الدم والألم وحالة تعافي الجسم، وفي الغالب تغادر معظم النساء المستشفى في نفس اليوم، لكن بعضهنّ قد تحتاج ليوم أو أكثر حسب مدى نجاح الجراحة والمضاعفات. بعد العملية مباشرة قد يحدث ما يلي:
توجد غرز داخل المهبل تذوب تلقائيًا ولا تحتاج إلى إزالتها.
وجود ضماد من الشاش يشبه السدادة القطنية التي توضع داخل المهبل لتقليل النزيف الناتج عن الجراحة، ويجب إزالته قبل العودة إلى المنزل.
أنبوب صغير يدخل أحيانًا داخل المهبل للمساعدة في تصريف الدم والسوائل، وتزيله الممرضة قبل خروج المريضة.
قسطرة بولية يتم إزالتها من قبل الممرضة بعد التأكد من أن المريضة قادرة على إفراغ مثانتها.
في الأسابيع القليلة الأولى
خلال الأسابيع القليلة الأولى من عملية استئصال الرحم عن طريق المهبل، من الطبيعي أن تعاني من:
نزيف يشبه الدورة الشهرية الخفيفة يأتي ويختفي ولكنه يتناقص مع مرور الوقت.
ألم خفيف وانزعاج في أسفل البطن.
انتفاخ أو إمساك بسبب تباطؤ حركة الأمعاء مؤقتًا.
ما عليكِ تجنبه بعد عملية استئصال الرحم عن طريق المهبل
هناك عدة أمور يجب تجنبها بعد عملية استئصال الرحم عن طريق المهبل لضمان تعافي سَلِس وسريع ومنها:
تجنب إدخال أي شيء في المهبل لمدة 4 إلى 6 أسابيع على الأقل، ومنها عدم استخدام السدادات القطنية أو غسل المهبل أو الجماع خلال هذه الفترة.
يجب تجنب رفع الأشياء الثقيلة خلال الأسابيع الستة الأولى، ومنها تجنب حمل الأطفال أو قطع الأثاث.
تجنب القيام بمهام شاقة خلال الأسابيع الستة الأولى.
تجنب السباحة حتى يؤكد الطبيب شفاء الغرز المهبلية تمامًا.
نصائح لتسريع الشفاء
يجب على المرأة اتباع التوصيات التالية للتعافي بسرعة وضمان نجاح عملية استئصال الرحم عن طريق المهبل:
الحصول على قسط كافٍ من الراحة والحرص على النوم لمدة 8 ساعات على الأقل ليلًا.
الحفاظ على نظام غذائي صحي وتناول الكثير من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، إذ تحتوي الأطعمة الصحية على عناصر غذائية تساعد الجسم على الشفاء وتزيد من مستويات الطاقة فيه.
تناولي أطعمة غنية بالألياف لتجنب الإمساك الذي يعتبر عرَضًا شائعًا بعد الجراحة، وإذا عانيت من الإمساك حتى مع تناول الألياف فيمكنك استخدام مليّن خفيف للبراز مع الإكثار من شرب الماء.
تجنبي التدخين لأنه يبطء عملية الشفاء ويزيد من صعوبة التعافي بعد الجراحة.
الالتزام بزيارات المتابعة المنتظمة مع الطبيب.
مضاعفات محتملة للعملية
عملية استئصال الرحم عن طريق المهبل هي إجراء آمِن في الغالب، وعلى الرغم من ندرة المضاعفات والمخاطر إلا أنها واردة الحدوث، مثل:
نزيف حاد.
العدوى.
جلطات دموية في الساقين أو الرئتين.
إصابة الأعضاء المجاورة مثل: المثانة أو الأمعاء أو أحد الحالبين.
مشاكل التخدير التي تؤثر على التنفس أو القلب (رد فعل تحسسي تجاه التخدير).
التأثيرات طويلة المدى
قد تَحدث على المدى الطويل بعض التأثيرات التي تؤثر على حياة المرأة بعد عملية الاستئصال وتشمل:
انقطاع الدورة الشهرية تماماً والذي قد يكون مفيدًا للنساء اللواتي يعانينَ من دورة شهرية غزيرة أو غير منتظمة أو التهاب بطانة الرحم.
عدم القدرة على الحمل بعد العملية، ولكن الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا لا يزال ضروريًا.
في حال استئصال المبيضين تبدأ مرحلة انقطاع الطمث بعد الجراحة بفترة وجيزة، وتكون الأعراض أكثر شدة من النساء اللواتي لم يستئصلنَ المبيضين، وفي هذه الحالة يمكن استشارة طبيب النساء والتوليد لإيجاد حلول لتخفيفها.
إذا لم يتم استئصال المبيضين، فلن تدخل المرأة في مرحلة انقطاع الطمث فورًا.
تعاني بعض النساء من الاكتئاب أو من تغيرات عاطفية، أو الشعور بالفقد بعد استئصال الرحم.
قد يلاحَظ حدوث تغيرات في الرغبة الجنسية خاصة في حالة استئصال المبايض.
حالات لا يجب خضوعها لهذا الإجراء
يفضل الأطباء استئصال الرحم عن طريق المهبل كخيار أول في الحالات الحميدة فهو أقل تدخلًا جراحياً من أنواع الاستئصال الأخرى، ولكن في بعض الحالات قد لا يكون هذا الإجراء مناسبًا ومنها وجود:
أورام ليفية رحمية كبيرة.
تضخم الرحم.
ندوب أو التصاقات ناتجة عن جراحات سابقة.
الأسئلة الشائعة
كم تستغرق عملية استئصال الرحم من المهبل؟
تستغرق عملية استئصال الرحم عن طريق المهبل عادة ما بين ساعة إلى ساعتين، وتختلف هذه المدة باختلاف الحالة مثل الحالة الصحية للمريضة ومدى تعقيد الحالة.
ماذا يحصل للمهبل بعد استئصال الرحم؟
بعد عملية استئصال الرحم يتم إغلاق الجزء العلوي من المهبل لإنشاء طوق مهبلي مكان عنق الرحم، وهو إغلاق جراحي يلتئم على مدى عدة أسابيع، ومن المرجح حدوث نزيف خفيف أو إفرازات أثناء الشفاء، وقد تتحرك الأعضاء المحيطة قليلاً لملء الفراغ.
هل يضيق المهبل بعد استئصال الرحم؟
قد يصبح المهبل أضيق أو أقصر بعد استئصال الرحم خاصة إذا أزيل عنق الرحم، وغالبًا ما يكون هذا التغيير نتيجة للعملية الجراحية التي قد تشمل إعادة ربط المهبل بأربطة الحوض، وقد يؤدي أحيانًا إلى ألم أو انزعاج أثناء الجماع.
نصيحة من موقع صحتك
عملية استئصال الرحم عن طريق المهبل من العمليات البسيطة التي يمكن التعافي منها بسرعة والعودة إلى الحياة اليومية بصحة ونشاط خلال وقت قصير، وذلك مقارنة بالتدخلات الجراحية الأخرى، ويطلب اتخاذ قرار الخضوع لهذه العملية استشارة طبيب الأمراض النسائية لتحديد ما إذا كانت هذه العملية هي الخيار الأمثل، وننصحكِ باتباع تعليمات الطبيب بعناية بعد الجراحة للتماثل للشفاء في أسرع وقت وبطريقة سهلة وسَلِسة ولتجنب حدوث أي مضاعفات.
المصادر:
آخر تعديل بتاريخ
28 نوفمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً
