مهرجان ربيع حماة يعود بدورته الـ26.. انطلاقة جديدة بعد التحرير بمشاركة 360 شركة

انطلقت مساء أمس فعاليات مهرجان ربيع حماة في دورته السادسة والعشرين، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والاجتماعية. ويعود تاريخ هذا المهرجان إلى عام 1935 حين أطلقته "الكتلة الوطنية" كاحتفال جماهيري بالربيع، انبثق من رغبة الأهالي في إبراز جمال الطبيعة والتعبير عن روح الوحدة الوطنية.
حفل الافتتاح وأجواؤه الفنية والثقافية
وجرى حفل الافتتاح في محيط قلعة حماة الأثرية، حيث استهل بقراءة قصيدة شعرية للشاعر خضر خلية، أعقبها عرض فني تراثي جسّد أصالة المدينة بمشاركة الفنان السوري تيسير إدريس. كما تخلل الحفل عرض مرئي يسلط الضوء على المهن التقليدية في المحافظة وأبرز معالمها الأثرية والإنسانية، إلى جانب فقرات فولكلورية ومسرحية وأناشيد وطنية حملت رسائل عن الحرية والانتصار على الظلم.
من احتفالية انطلاق مهرجان ربيع حماة - خاص تلفزيون سوريامشاركة الشركات ودعم الاقتصاد المحلي
وأشار كمال شعبان، من شركة المشهداني الدولية المنظمة للمهرجان، إلى التنوع في أقسام المهرجان من الغذائيات إلى الألبسة وغيرها، لافتا إلى أن التحضيرات استغرقت وقتاً كبيراً.
وأفاد المشهداني في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا أن نحو 360 شركة تجارية شاركت في المهرجان، وذلك بدعم من محافظة حماة وغرفة التجارة والصناعة.
من جهته، أكد أحمد فخري، المشارك في إنارة المهرجان بعد دخول شركته "معين للمشاريع المائية والطاقة البديلة" المناقصة أن: "المشاركة لم تكن ممكنة في ظل النظام، فلم تكن لدينا الجرأة للدخول في أي مناقصة. أنا كنت معتقلاً سابقاً ولدي شقيق استشهد في سجن صيدنايا، وحتى في الجامعة كنت أخاف من تقديم الامتحانات. اليوم بعد التحرير الوضع مختلف تماماً."
أما مازن الزعبي، مدير شركة بيت الكهرباء فقال معلقا على مشاركته: "هذه أول مرة نشارك، كنا موجودين في حماة سابقاً لكننا لم نشارك في زمن النظام. اليوم نحن سعداء بالمشاركة لأن التضييق لم يعد موجوداً، بينما في السابق كانت هناك إزعاجات وملاحقات وإتاوات، حتى أن بضائع الإنارة كانت ممنوعة. أما اليوم فالسوق مفتوح دون مشكلات."
ركن الضيافة في مهرجان ربيع حماة - خاص تلفزيون سورياانعكاسات المهرجان على المجتمع والحياة الثقافية.
قال عصام المحمد، من فريق (يلا سوريا) بحمص، لموقع تلفزيون سوريا: "حضرنا بدعوة رسمية من مهرجان ربيع حماة. ورغم بعض العقبات نتيجة الحشود الكبيرة، إلا أن الأجواء كانت جميلة، ونأمل أن يكون القادم أفضل."
في السياق ذاته، ذكر فراس عثمان، المدير التنفيذي لمجموعة (هذه حياتي التطوعي)، أن دورهم في المهرجان يتمثل في نشر ثقافة النظافة: "جئنا من دمشق مع 54 متطوعاً لنشارك أهالي حماة ونروج لفكرة النظافة عبر توزيع بروشورات وورود. مجموعتنا تعمل منذ عام 2010 في الأردن ثم الشمال السوري، وهذه أول مشاركة لنا في حماة بعد التحرير."
من احتفالية مهرجان ربيع حماة - خاص تلفزيون سوريامشاركة الإعلاميين والزوار
عامر شيخاني، ناشط إعلامي قال لموقع تلفزيون سوريا: "نحن اليوم ضيوف في محافظة حماة، هذه المحافظة التي عانت طويلاً من التهميش في زمن النظام البائد. لسنوات طويلة امتنعت العديد من الشركات عن المشاركة في الفعاليات في المهرجان، أما اليوم فالمشهد مختلف تماماً، فهذا المهرجان يُعدّ نقطة تحول، وأصبح بحق (ربيع حماة) بعد التحرير".
أجواء مهرجان ربيع حماة - خاص تلفزيون سورياأما صانع المحتوى عزام الخالدي اعتبر أن هذا الحدث مهم لأنه يعيد حماة إلى الواجهة الإعلامية، بعد سنوات طويلة من التهميش الذي عانته حماة بشكل خاص في عهد النظام البائد.
وأضاف الخالدي في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا أن هذا المهرجان ياتي كعامل مهم لتحسين الواقع الاقتصادي في حماة".
مهرجان ربيع حماة - خاص تلفزيون سورياكما عبّرت الصحفية فتاة سحلول، لموقع تلفزيون سوريا، عن سعادتها بالمشاركة قائلة: "جئت من مدينة حمص لأكون جزءاً من فرحة أهالي حماة كنت في غاية السعادة بمشاركتي أمس في مهرجان ربيع حماة، ومشاركة فرحة أهالي المدينة الذين أظهروا أجواء من البهجة والأمل، هذه هي المرة الأولى التي يُقام فيها المهرجان في حماة بعد التحرر من النظام البائد، وكان مشهد الفرح السوري الجامع مؤثرًا، وأكد لنا مجددًا أن أفراحنا واحدة مهما تنوعت مدننا وانتماءاتنا"
وأضافت: "لكن لا بد لي أن أشير إلى أن المعاملة التي تلقيناها نحن الإعلاميين من قبل إدارة المنصة الإعلامية لم تكن بالمستوى المطلوب، رغم امتلاكنا دعوات خاصة، وهو أمر مؤسف كان يمكن تجاوزه بسهولة ومع ذلك تبقى فرحة الناس هي الصورة الأجمل التي تستحق أن تُنقل للعالم.
من جانبه، قال برجس درويش من معرة النعمان: "قطعت كل هذه المسافة لرؤية المهرجان، وهذه أول مرة أحضر بعد التحرير، كان جميلاً ومنظماً، ورأيت شركات كثيرة تشارك لأول مرة."
وأكدت أم خالد، من سكان حماة: "أشارك دوماً في المهرجان، لكن فرحة هذا العام مختلفة، والإقبال أكبر بكثير."
أما الناشط أبو حمزة الحمصي فاعتبر أن "الفعالية جميلة وجديدة، لكن تعامل بعض المنظمين مع المصورين والإعلاميين لم يكن جيداً."
كما شدد متعب الحاج حسن، نقيب الاقتصاديين في فرع حماة، على أن: "حماة تعيش اليوم نشوة الانتصار بعد التحرير. الإقبال واسع، والمشاركون من التجار المحليين يعكسون عودة الحياة الاقتصادية للمدينة."
"أربعاء حمص"من قصر جوليا دومنا.. المدينة تطلق أولى خطواتها نحو التعافيحماة قلب نابض بالحياة الاقتصادية والثقافية:
وكان محافظ حماة، عبد الرحمن السهيان، أفاد خلال كلمته الافتتاحية، في المهرجان بأن المحافظة كانت وما تزال قلباً نابضاً بالحياة الاقتصادية والثقافية، معتبرا أنّ مهرجان ربيع حماة يمثل انطلاقة جديدة تعكس إرادة الانتصار، وتعيد للمدينة بريقها التاريخي وحضورها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، لتستعيد مكانتها كمركز حيوي للتجارة والثقافة والسياحة.
ويستمر المهرجان حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري (أيلول)، متضمناً أنشطة فنية ومسرحية متنوعة، وبرامج ترفيهية للأطفال، ومسابقات ثقافية لجميع الفئات، إضافة إلى عروض تراثية بالزي الفلكلوري الحموي، ومعرض للكتاب، وسوق للأشغال اليدوية. ليشكل بذلك لوحة غنية بالتنوع الثقافي والاجتماعي تعزز روح الانتماء والفرح في المدينة.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه