ما العلاقة بين الحميات الغذائية القاسية وانقطاع الدورة الشهرية؟

Published On 25/12/2025|آخر تحديث: 14:38 (توقيت مكة)عادة ما يرتبط انقطاع الدورة الشهرية بالوصول إلى ما يعرف بـ"سن اليأس"، لكن هل من الممكن أن يحدث ذلك لامرأة شابة تتمتع بصحة جيدة؟ نعم قد يحدث ذلك. في هذا التقرير تعرّفي على الرابط بين الحميات الغذائية القاسية والانقطاع المفاجئ للدورة الشهرية.وانتظام الدورة الشهرية مؤشر مهم على الصحة الجسدية والهرمونية للمرأة، وأي اضطراب مفاجئ فيها، خصوصا انقطاعها، يثير القلق لدى الكثير من النساء. ومن بين الأسباب الشائعة التي لفتت انتباه الأطباء والباحثين في السنوات الأخيرة الحميات القاسية وفقدان الوزن السريع بصفته عاملا رئيسيا مرتبطا بما يسمى بـ"انقطاع الطمث الثانوي"، الذي يحدث عندما تتوقف الدورة 3 أشهر متتالية لدى امرأة كانت منتظمة لديها، أو 6 أشهر لدى من تعاني أصلا من عدم الانتظام.كيف تؤثر الحمية القاسية على الدورة الشهرية؟لفهم هذه العلاقة لا بد من التطرق إلى كيفية تنظيم الدورة الشهرية داخل الجسم، فهي تعتمد على توازن دقيق بين عدة هرمونات، أهمها الإستروجين والبروجسترون، والتي يتم تنظيمها عبر محور معقد يربط بين الدماغ (الوطاء -وهو جزء صغير في قاعدة الدماغ- والغدة النخامية) والمبيضين، ويعرف باسم محور الوطاء النخامي المبيضي.وأحيانا تتّبع بعض النساء حمية قاسية جدا قد تعتمد على:
تقليل السعرات الحرارية بشكل حاد (أقل من 1200 سعرة يوميا).
استبعاد مجموعات غذائية كاملة من النظام الغذائي اليومي، مثل الدهون.
الصيام الطويل أو المتكرر.
فقدان وزن سريع في فترة قصيرة.
وفي مثل هذه الحالات يبدأ الجسم بالتعامل مع الوضع على أنه حالة تهديد أو مجاعة، ونتيجة لغريزة الدفاع يُقلل الوطاء في الدماغ إفراز الهرمونات المسؤولة عن تحفيز الإباضة، وهو ما يؤدي إلى انخفاض مستويات الإستروجين وتوقف التبويض ومن ثم انقطاع الدورة الشهرية. إعلان وتشير الجمعية الأميركية لطب الأسرة إلى حالة شائعة كذلك تعرف باسم انقطاع الطمث الوظيفي الوطائي، وهي حالة غير عضوية (أي لا تنتج عن مرض مباشر في الأعضاء التناسلية) بل عن عوامل خارجية مثل:
نقص الطاقة الناتج عن قلة الطعام.
التوتر النفسي المزمن.
التمارين الرياضية المفرطة.
وهذه الحالة شائعة بين النساء اللواتي يتّبعن حميات قاسية، أو يمارسن رياضات مجهدة، أو يعانين من اضطرابات الأكل.هل انقطاع الدورة بسبب الحمية أمر خطير؟توقف الدورة الشهرية أمر بسيط ومؤقت، إلا أن استمراره فترة طويلة قد ينطوي على آثار صحية جدية، من أبرزها:
ضعف الخصوبة نتيجة غياب الإباضة.
هشاشة العظام بسبب انخفاض الإستروجين، الذي له دور أساسي في حماية كثافة العظام.
زيادة خطر الإصابة بكسور مستقبلية.
اضطرابات المزاج والقلق والاكتئاب.
مشاكل في صحة القلب على المدى البعيد.
لذلك يحذر الأطباء من تجاهل انقطاع الدورة، خاصة إذا استمر أكثر من 3 أشهر دون سبب واضح مثل الحمل أو الرضاعة، أو ترافق مع أعراض أخرى مثل تساقط الشعر والتعب الشديد، أو اضطرابات النوم.كيف يمكن استعادة الدورة الشهرية؟لا يعتمد علاج هذه المشكلة غالبا على الأدوية، بل على إجراء تعديلات في نمط الحياة، ومن أهم الخطوات الواجب اتباعها:
زيادة السعرات الحرارية اليومية تدريجيا.
إضافة الدهون الصحية (مثل زيت الزيتون والمكسرات) إلى النظام الغذائي.
تجنب التمارين المرهقة.
معالجة التوتر النفسي.
المتابعة الطبية المنتظمة.
وحتى لو أردت فقدان الوزن فإن الطريقة الأسلم هي اتباع نظام غذائي معتدل والحفاظ على النشاط البدني، وفي حال واجهت مشاكل انقطاع الطمث بسبب الحميات القاسية، عليك بمراجعة نمط حياتك على الفور والنظر فيما يمكن تغييره فيه لتجنب أي مشاكل صحية، ولا تقلقي ففي الغالب تعود الدورة الشهرية إلى حالتها الطبيعية عند استعادة التوازن الغذائي والهرموني.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه




