بعد ضربة "عين الصقر" في سوريا.. أيّ رسائل أميركية لتنظيم "الدولة"؟
في تطوّر لافت يعكس حساسية المرحلة الأمنية في سوريا، شنَّت الولايات المتحدة بمشاركة عربية حملة عسكرية واسعة النطاق جوًا وبرًا ضد تنظيم "الدولة" في عمق البادية السورية، الذي يُعَدُّ المَلاذ الحيوي للتنظيم.
وتنوّعت الحملة التي شُنّت على التنظيم - واستُخدم فيها مزيج مدروس من القوة الجوية والتقنيات المتقدمة - بين صواريخ شديدة الانفجار لاختراق الكهوف والتحصينات الصخرية، وإسناد جوي من الطائرات المروحية والمسيّرة، وقصف صاروخي من قواعد أميركية ثابتة.
وتأتي الحملة بعد حادثة أمنية وقعت السبت الماضي، أسفرت عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني قرب مدينة تدمر، وهي من أكثر مناطق البادية السورية حساسية من الناحية الأمنية.
وشكّلت تدمُر خلال السنوات الماضية مسرحًا رئيسيًا لنشاط تنظيم الدولة، خاصة خلال فترة سيطرة النظام السوري السابق على مساحات واسعة من البادية الممتدة من السخنة في ريف حمص الشرقي، وصولًا إلى مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية.
وحظيت العملية العسكرية الأميركية في سوريا ضد عناصر من تنظيم الدولة بإشادة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي وصفها بأنها ضربة واسعة النطاق.
أما وزارة الخارجية السورية، فقد أوضحت في بيان أن دمشق تؤكد التزامها الثابت بمكافحة تنظيم الدولة، وضمان عدم وجود ملاذات آمنة له في البلاد.
كما تؤكد أنها ستواصل تكثيف العمليات العسكرية ضد التنظيم في جميع المناطق التي يهددها، داعيةً الولايات المتحدة والدول الأعضاء في التحالف الدولي إلى دعم جهود دمشق في مكافحة الإرهاب.
وفي هذا الصدد، يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، محمد أبو رمان، أن التنظيم ما يزال موجودًا في سوريا والعراق رغم انتهاء "الخلافة" عام 2019، مشيرًا إلى أنه استفاد من التحوّل المهم الذي شهدته سوريا مع سقوط الأسد.
ويضيف أبو رمان، في حديثه إلى التلفزيون العربي من عمّان، أن تنظيم الدولة حاول ملء الفراغات والانتقال من خطاب سياسي إلى آخر، منوّهًا بأن أخطر ما يميّز التنظيم يتمثل في عمله على التعبئة والتحريض، مستثمرًا الأزمة الحالية.
ويشير الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية إلى أن الحرب على غزة وما أثارته من تداعيات، إضافة إلى السلوك الإسرائيلي في سوريا ولبنان والضفة الغربية، "تمثّل مشاهد لإطلاق موجة جديدة من ردود الفعل لدى مجموعات من الشباب إزاء ما شهدوه".
ومن دمشق، يجزم الباحث السياسي حسن الدغيم، في حديثه إلى التلفزيون العربي، بأن الدولة السورية تمتلك خبرة طويلة في قتال تنظيم "الدولة" تمتد إلى عام 2013، مذكّرًا بأن القوة العسكرية للدولة تتمثل في مجموع فصائل ثورية اشتبكت مع التنظيم عسكريًا وأمنيًا وفكريًا.
ويلفت الدغيم إلى أن التنظيم كان قد انحسر في مناطق إدلب وشمال حلب، التي كانت تسيطر عليها فصائل الثورة السورية، مقارنة ببقية المناطق التي تولّت فيها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بدعم من التحالف الدولي، محاربة التنظيم.
ويُحذّر الدغيم من أنه "طالما وُجدت مشاريع ما قبل الدولة، سيبقى لتنظيم الدولة متنفس، لأنه قادر على الاستثمار في الفوضى والمناطق الفارغة من سلطة تمتلك خبرة في مكافحته"، مضيفًا أن "الاعتماد على قسد سيُبقي الخلل قائمًا".
ورغم أن عملية التنظيم ضد القوات الأميركية لم تكن كبيرة مقارنة بالرد الأميركي، فإن النائب السابق لمساعد وزير الدفاع الأميركي، مايك ميلروي، أوضح أن الهدف من الضربات العنيفة كان توجيه رسالة قاسية للتنظيم مفادها أن "من يقتل ثلاثة أشخاص سيُواجَه بقوة طاغية".
ومن واشنطن، يقول ميلروي، في حديثه إلى التلفزيون العربي، إن الهجمات الأميركية كانت مزيجًا من الردع والانتقام، مؤكدًا أن واشنطن فخورة بالدور الذي اضطلعت به تحت مظلة التحالف لهزيمة "خلافة تنظيم الدولة".
ويعتبر ميلروي أن هزيمة التنظيم أمر أساسي، وأن واشنطن تمتلك قدرات استخباراتية مميزة ودعمًا جويًا، ما يجعل بقاءها في المنطقة أمرًا ضروريًا، وفق تعبيره.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





