أعلن الجيش البولندي، صباح الأربعاء، أنه أسقط مسيّرات اخترقت أجواء البلاد أثناء هجوم روسي على أوكرانيا، معتبراً الحادث "عملاً عدوانياً" يهدد أمن مواطنيه.
وجاء في بيان الجيش: "خلال هجوم اليوم الذي شنته روسيا على أهداف في أوكرانيا، انتهكت طائرات مسيرة مجالنا الجوي بشكل متكرر".
وأضاف: "بناء على طلب القائد العملياتي للقوات المسلحة، استُخدمت أسلحة للاعتراضات، والعمليات جارية لتحديد مواقع الأهداف التي جرى إسقاطها".
وأوضح البيان أن العملية العسكرية لا تزال جارية، وحثّ السكان على البقاء في منازلهم.
وتُعتبر بولندا عضواً في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو تحالف دفاعي عبر الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، يقوم على مبدأ أن الهجوم على عضو واحد يُعد هجوماً على الجميع.
وجاء في بيان الجيش البولندي: "هذا عمل عدواني شكّل تهديداً حقيقياً لسلامة مواطنينا".
إغلاق مطارات بولندية
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لشبكة "سي إن إن" إنه تلقى إحاطة بشأن تقارير عن مسيّرات روسية فوق بولندا. وردّ بإيجاز: "نعم"، عندما سُئل إن كان قد اطّلع على المعلومات.
وفي وقت سابق، أغلقت السلطات البولندية مطار وارسو الدولي، وقال الجيش إن طائرات بولندية وأخرى تابعة للناتو أقلعت بعد ورود تقارير عن مسيّرات روسية فوق البلاد.
وذكرت قيادة العمليات في الجيش البولندي أن "أنظمة الدفاع الجوي الأرضية وأنظمة الاستطلاع الراداري قد بلغت أعلى درجات التأهب"، بعد أن شنت روسيا ضربات جوية واسعة على الأراضي الأوكرانية.
وأضافت: "من أجل ضمان أمن الأجواء البولندية، فعّل قائد العمليات للقوات المسلحة جميع الإجراءات الضرورية"، مؤكداً أن الجيش البولندي "مستعد تماماً للاستجابة الفورية".
وجاء في إشعار موجه للطيارين (NOTAM) على موقع إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية أن مطار شوبان في وارسو، إضافة إلى مطارين آخرين في بولندا، غير متاحين "بسبب نشاط عسكري غير مخطط له يتعلق بضمان أمن الدولة".
كما أُغلق مطار رزيشوف-ياسونكا، جنوب شرقي بولندا. ويعد المطار مركزاً لوجستياً لمساعدات الناتو إلى أوكرانيا، رغم أن الولايات المتحدة سحبت قواتها من القاعدة هناك مطلع العام الجاري.
كما أُغلق مطار لوبلين، جنوب شرقي وارسو، بسبب النشاط العسكري، وفق إشعار آخر.
وفي وقت سابق، قالت القوات الجوية الأوكرانية عبر تطبيق "تلغرام"، إن المسيّرات تتجه غرباً وتشكل تهديداً لمدينة زاموسج البولندية، لكن البيان حُذف لاحقاً، بحسب "رويترز".
ولم يتضح على الفور عدد المسيّرات التي دخلت أجواء بولندا.
تقليص فترة التحاق الجنود بالخدمة
وأعلن الجيش الإقليمي البولندي WOT (أحد فروع الجيش)، الأربعاء، أنه قرر تقليص المدة الزمنية المقررة لالتحاق الجنود بالخدمة بعد تلقيهم أوامر الاستدعاء، وذلك على خلفية "انتهاكات للأجواء البولندية".
وأوضح الجيش الإقليمي، وهو تشكيل يضم جنوداً يجمعون بين الخدمة العسكرية ووظائف مدنية أخرى، أنه خفّض زمن الاستدعاء إلى 6 ساعات فقط في المقاطعات الأربع الواقعة شرق بولندا.
وأغلقت بولندا في وقت سابق حدودها الشرقية مع بيلاروس الحليفة لروسيا، بسبب بدء مناورات عسكرية روسية-بيلاروسية مشتركة، الجمعة.
وتثير مناورات "زاباد 25" واسعة النطاق، التي ستُجرى في غرب روسيا وبيلاروس، مخاوف أمنية ليس في بولندا فحسب، بل أيضاً في دول الناتو المجاورة، مثل ليتوانيا ولاتفيا، بحسب "رويترز".
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في اجتماع حكومي: "الجمعة تبدأ مناورات روسية-بيلاروسية هجومية للغاية، بالقرب جداً من الحدود البولندية". وأضاف: "لذلك، ولأسباب تتعلق بالأمن القومي، سنغلق الحدود مع بيلاروس، بما في ذلك المعابر، بدءاً من منتصف ليل الخميس".
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه