كأس أمم إفريقيا 2025
خطة أمريكية للتسوية في أوكرانيا
العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
سوريا- مواجهات في حلب
خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
مع نهاية العام.. تراجع الزعماء الغربيين عن مؤامرتهم ضد روسيا
يوم أمس الاثنين قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أنور العوني تعليقا على تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون بشأن استئناف الحوار مع روسيا إن المفوضية ترحب بأي جهود تهدف إلى السلام.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد صرح، في وقت سابق، بأن من مصلحة أوروبا وأوكرانيا البحث عن "أرضية مناسبة لاستئناف الحوار مع روسيا"، مشيرا إلى أنه يتعين على الأوروبيين التوصل إلى طريقة لتحقق ذلك خلال الأسابيع المقبلة.
ليرد عليه العوني نيابة عن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين ألد أعداء روسيا وكل ما هو روسيا بأن المفوضية "ترحب بأي جهود تهدف إلى تحقيق السلام في أوكرانيا".
من جانبها أعلنت وتعلن روسيا على جميع المستويات، من الخارجية الروسية وحتى الكرملين، عن انفتاحها على الحوار الصادق والقائم على الاحترام المتبادل من أجل معالجة المرض لا العرض، وجذور الأزمة لا البحث عن وقف لإطلاق النار من أجل الحشد ونقل مزيد من الأسلحة وفرض مزيد من العقوبات.
أرى أن القادة الغربيين قد بدأوا أخيرا يستوعبون مخاطر المواجهة العسكرية ما بين "الناتو" وروسيا مع استمرارهم في السياسة غير العقلانية، وغير المجدية، التي لا تراعي أبسط مفاهيم ضمان الأمن الاستراتيجي لأوروبا وروسيا على حد سواء. وما يمكن أن تؤدي إليه التدابير العسكرية التقنية من الجانبين لا سيما أن روسيا أكدت مرارا وتكرارا على لسان رئيسها فلاديمير بوتين استعدادها لجميع السيناريوهات بما في ذلك استخدام جميع أنواع الأسلحة الاستراتيجية الهجومية والتكتيكية، كما أعلنت عن استعدادها للرد على الولايات المتحدة بالمثل إذا ما بدأت الأخيرة باختبار الأسلحة النووية، وبينما بادر الرئيس بوتين بإعلان التزامه أحادي الجانب بمعاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية الهجومية "نيو ستارت" بعد انتهائها انتظارا لخطوة مماثلة من جانب الولايات المتحدة دون رد جوهري من واشنطن حتى الآن، إلا أن روسيا، في الوقت نفسه، مستعدة لجميع الاحتمالات.
أعتقد أنه من البديهي أن يكون الجميع قد أدرك الآن أنه لا يجب المراهنة بأي حال من الأحوال على تراجع روسيا عما أعلنته في تنفيذ جميع أهداف عمليتها العسكرية الخاصة بأوكرانيا، ومع ذلك، أعيد وأكرر أنه يجب أن يعلم الجميع أنه، وبرغم كل ما يمكن أن يظهر من زخم إيجابي في الحوار الروسي الأمريكي، لا يمكن المراهنة على أن روسيا قد تتراجع قيد أنملة عن تحقيق جميع أهدافها من العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، ولا يمكن أن تغير موسكو من موقفها في هذا الملف لما يحمله من بعد استراتيجي خطير يتعلق بالأمن القومي الروسي.
كذلك تعلن روسيا تضامنها مع قيادة وشعب فنزويلا في ظل التصاعد والتوتر في بحر الكاريبي، ولا يمكن أن تتراجع عن موقفها المبدئي بخصوص الحل العادل للقضية الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضي الرابع من يونيو حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعوة الجولان المحتل لسوريا وكافة الأراضي اللبنانية المحتلة.
إن غالبية دول العالم والمجتمع الدولي يؤمنون بمبدئية وعدالة الموقف الروسي من كل هذه القضايا التي تتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
اليوم نلمس تراجعا من جانب القادة الغربيين لعله خوفا من تدهور العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة واضطرار روسيا للاستعداد الجدي للصدام الفعلي مع "الناتو". خاصة بعد أن فشلت جميع محاولات الإدارة الأمريكية السابقة مع بريطانيا وبعض الدول الغربية الأخرى على مدار الثلاثين سنة الأخيرة في زعزعة استقرار روسيا والضرب في اقتصادها ووضعها الداخلي ومحاولة فرض الهيمنة عليها.
إضافة إلى ذلك، أتصور أن الولايات المتحدة قد بدأت تستوعب أن العالم بالفعل تغيّر وروسيا لم تعد وحدها الساعية إلى انتقال العالم إلى أجواء دولية جديدة من التعددية القطبية، وهو ما أصبح مطلبا ملحا وسياسة غالبية المجتمع الدولي، ويكفي في هذا المقام أن نذكر دول مجموعة "بريكس" و"شنغهاي للتعاون".
أتوقع أن نرى تغيرات ديناميكية في مواقف الزعماء الأوروبيين ممن أيدوا ودعموا بل حرضوا على سياسة أوكرانيا خلال السنوات الأخيرة. وسنشهد تخليهم عن ذلك تدريجيا لإدراكهم بالفشل الذريع الذي تكبدوه، بينما تتمتع روسيا اليوم بكل الإمكانيات لمواجهة "الناتو" وهزيمته.
إن روسيا في سعيها لتنفيذ أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا لا تراهن على التوصل إلى أي اختراقات في المفاوضات الأمريكية الأوكرانية، بل تعتمد على وحداتها العسكرية المكلفة باستعادة جميع الأراضي التي تم الإعلان عن عودتها إلى الوطن الأم.
وأي ضمانات أمنية لأوروبا يجب أن تبنى على اتفاقات بين روسيا وأوروبا، وعلى أن يتوصل القادة الأوروبيون إلى صيغة للتفاوض مع روسيا الجارة النووية العظمى، دون أن تكون هناك أي ضمانات أخرى، وأن يكفوا عن خداع مجتمعاتهم بوهم "الغزو الروسي" الذي صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف يوم أمس بأن موسكو على استعداد أن تنفيه بشكل قانوني موثق.
وكل ما يتم تداوله بشأن دور الولايات المتحدة سواء بخصوص الأزمة الأوكرانية أو غيرها من القضايا الدولية ليس بطلب روسيا وإنما بمبادرة من الولايات المتحدة الأمريكية التي تغيرت مواقفها وسياساتها متجسدة في مبادئ الأمن القومي الأمريكي المحدثة الصادرة مؤخرا، والتي لم تعد تعتبر روسيا أو الصين أعداء.
إن السياسة الروسية دائما ما كانت وستظل مبنية على الأسس والمبادئ المعتمدة في قرارات الأمم المتحدة ومفاهيم الميثاق الدولي في احترام سيادة الدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وانتهاك الولايات المتحدة والغرب لهذه المواثيق لم يكن يوما مبنيا على قوانين وإنما على "قواعد" يضعها الغرب وفقا لمصالحه الذاتية الضيقة، ويضرب بعرض الحائط مصالح بقية دول العالم التي تمثل الأغلبية.
اليوم تنتفض إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، ينتفض الجنوب العالمي بأسره مع ارتفاع مستوى التعليم والمعرفة ومع ثورة الاتصالات والتكنولوجيا، ينتفض هؤلاء جميعا مطالبين بحقهم في مواردهم وفي كل ما تم سرقته منهم خلال القرون الماضية، وبنت عليه أوروبا والغرب حضارتهم.
إن انتهاك الغرب لمفاهيم وقوانين الأمم المتحدة لا يمكن أن يرضي روسيا أو الصين أو أغلبية دول العالم، لذلك فإن أي تقارب محتمل بين روسيا والولايات المتحدة سيكون فقط بقدر ما تقوم الولايات المتحدة من تغيير مواقفها من القضايا المتعددة نحو الانصياع والالتزام بمفاهيم وجوهر وروح ميثاق الأمم المتحدة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً






