تهديدات أوروبية بالرد على حظر واشنطن سفر شخصيات أوروبية – DW – 2025/12/24

في رد على قرار وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء (23 ديسمبر/كانون الأول 2025) بحظر منح تأشيرات دخول خمس شخصيات أوروبية بتهمة السعي إلى "إجبار" منصات التواصل الاجتماعي الأمريكية على فرض رقابة على وجهات النظر التي يعارضونها، قالت المفوضية الأوروبية في بيان إنها طلبت "توضيحات من السلطات الأمريكية وما زلنا على تواصل معها. وإذا لزم الأمر، فسنرد بسرعة وحزم للدفاع عن استقلاليتنا التنظيمية ضد الإجراءات غير المبررة".
وأضافت "تضمن قواعدنا الرقمية بيئة عمل آمنة وعادلة ومتكافئة لجميع الشركات، ويتم تطبيقها بشكل عادل ودون تمييز"، مشددة على أن "حرية التعبير حق أساسي في أوروبا وقيمة جوهرية مشتركة مع الولايات المتحدة".
وقالت المفوضية إن "الاتحاد الأوروبي سوق موحدة مفتوحة وقائمة على القواعد، وله الحق السيادي في تنظيم النشاط الاقتصادي بما يتماشى مع قيمنا الديموقراطية والتزاماتنا الدولية".
وطال الحظر الأمريكي تييري بروتون، المسؤول الأوروبي السابق عن تنظيم قطاع التكنولوجيا، والذي غالبا ما تصادم مع كبار النافذين فيه مثل أيلون ماسك بشأن التزاماتهم قواعد الاتحاد الأوروبي . كما استهدف الإجراء عمران أحمد من مركز مكافحة الكراهية الرقمية (CCDH)، وهي منظمة تحارب الكراهية عبر الإنترنت و المعلومات المضللة والكاذبة، وآنا لينا فون هودنبرغ وجوزفين بالون من منظمة "هايت إيد" (HateAid) الألمانية، وكلير ميلفورد التي تقود مؤشر التضليل العالمي (GDI) ومقره المملكة المتحدة.إعلان
القرار "يرقى إلى مستوى الترهيب"
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن حظر التأشيرات "يرقى إلى مستوى الترهيب والإكراه ضد السيادة الرقمية الأوروبية". وقال على إكس "تدين فرنسا قرارات تقييد التأشيرات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد تييري بروتون وأربع شخصيات أوروبية أخرى"، مؤكدا أن الأوروبيين سيواصلون الدفاع عن "سيادتهم الرقمية" و"استقلالهم التنظيمي".
وفي برلين، أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن القرار "غير مقبول"، مضيفا "يضمن قانون الخدمات الرقمية أن أي نشاط غير قانوني خارج الإنترنت، يكون غير قانوني أيضا عبر الإنترنت". وتابع الوزير الألماني: "نرغب في مناقشة وجهات النظر المختلفة مع الولايات المتحدة في إطار الحوار العابر للأطلسي ، من أجل تعزيز شراكتنا".
"إجراءات غير مقبولة بين الشركاء والحلفاء"
كما دانت وزارة الخارجية الإسبانية حظر التأشيرات، منددة بـ"إجراءات غير مقبولة بين الشركاء والحلفاء". وقالت في بيان "تعرب الحكومة الإسبانية عن تضامنها مع المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون وقادة منظمات المجتمع المدني الذين يكافحون التضليل و خطاب الكراهية "، مشددة على أن ضمان "مساحة رقمية آمنة" أمر "أساسي للديموقراطية في أوروبا".
أكدت بريطانيا أنها "ملتزمة التزاما كاملا بالدفاع عن الحق في حرية التعبير". وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية "رغم أن لكل دولة الحق في وضع قواعدها الخاصة بشأن التأشيرات، فإننا ندعم القوانين والمؤسسات التي تعمل على حماية الإنترنت من أكثر المحتويات ضررا".
وأضاف أن " وسائل التواصل الاجتماعي لا ينبغي أن تُستخدم لنشر مواد إباحية تتعلق بالأطفال، أو للتحريض على الكراهية والعنف، أو لترويج معلومات مضللة".
"لن تسكت أي عقوبة سيادة الشعوب الأوروبية"
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية والخدمات ستيفان سيجورنيه إن العقوبات الأمريكية على سلفه، لن تمنعه من القيام بعمله. وكتب سيجورنيه على منصة إكس "لقد عمل سلفي تييري بروتون بما يخدم المصلحة العامة الأوروبية، ملتزما بالتفويض الذي منحه الناخبون عام 2019".
وأضاف "لن تسكت أي عقوبة سيادة الشعوب الأوروبية. تضامني الكامل معه ومع جميع الأوروبيين المتضررين".
"عمل قمعي من قبل إدارة تحتقر سيادة القانون"
ونددت منظمة "هايت إيد" بالعقوبات، وصفت في بيان الخطوة الأمريكية بأنها "عمل قمعي من قبل إدارة تحتقر سيادة القانون بشكل متزايد وتحاول بكل الوسائل إسكات منتقديها".
ويقود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوما كبيرا على قواعد التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي التي تفرض لوائح على ضوابط مثل الإبلاغ عن المحتوى الإشكالي، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة هجوما على حرية التعبير.
وسبق أن نددت واشنطن بالغرامة البالغة 140 مليون دولار التي فرضها الاتحاد الأوروبي في بداية كانون الأول/ ديسمبر على منصة إكس المملوكة لماسك، ووصفها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأنها "هجوم على جميع منصات التكنولوجيا الأمريكية والشعب الأمريكي من جانب حكومات أجنبية".
تحرير: عادل الشروعات
الإنترنت ووسائل التواصل ـ مخاطر الغرق في بحر التزييف والتضليل!اختار رسامو كاريكاتير من فيتنام إلى كوستاريكا إبراز مدى تأثير منصات التواصل الاجتماعي على حياتنا، كما مرروا عبر لوحاتهم رسائل تحذيرية للجمهور، فمن منا لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام؟12 صورة
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه




