خرافات شائعة عن مرض السكري يجب تصحيحها والتخلص منها.يحيط بمرض السكري عدد كبير من المعلومات المغلوطة التي تتناقل بين الناس عبر التجارب الشخصية أو العادات المجتمعية، مما يجعل معرفة هذا المرض والسيطرة عليه أكثر تعقيدًا، وهناك خرافات شائعة عن مرض السكري تُعد عاملًا مهمًا في زيادة الارتباك وخَلق وصمة اجتماعية غير مبررة، ومع انتشار السكري عالميًا وارتباطه بالعديد من العوامل البيولوجية والوراثية والسلوكية، يصبح من الضروري توضيح الحقائق وتصحيح هذه الاعتقادات لتسهيل التعامل الفعّال مع المرض.
خرافات شائعة عن مرض السكري .. تناول السكر هو السبب المباشر للإصابة
من أكثر المفاهيم انتشارًا الاعتقاد بأن تناول السكر هو السبب المباشر للإصابة بالسكري، ورغم أن السكري مرتبط بارتفاع مستويات السكر في الدم، فإن تناول السكر بحد ذاته لا يؤدي بشكل مباشر إلى حدوث هذا المرض.
في النوع الأول من السكري، تلعب المناعة الذاتية الدور الأساسي في حدوثه، ولا علاقة للتغذية بحدوث هذا المرض. أما النوع الثاني، فتساهم السمنة ونمط الحياة غير الصحي في زيادة احتمالية الإصابة به، لكن السكر يبقى عاملًا ضمن مجموعة عوامل، وتشير الدراسات إلى ارتباط شرب المشروبات المحلاة بارتفاع احتمال الإصابة بالنوع الثاني، حتى بعد أخذ السعرات الحرارية ومؤشر كتلة الجسم بعين الاعتبار، لكنه ليس السبب الوحيد ولا الحاسم.
السكري غير خطير ويسهل التعايش معه
انتشار المرض عالميًا جعل البعض يعتقد أنه غير خطير، ولكن الحقيقة أن السكري هو مرض مزمن لا يوجد له علاج شافٍ حتى الآن، وقد يؤدي إهماله إلى مضاعفات تشمل أمراض القلب والأعصاب والكلى وفقدان البصر. تُظهر الإحصاءات العالمية أن السكري يسبب مئات الآلاف من الوفيات سنويًا، ما يجعل التعامل الجاد معه ضرورة ملحّة.
السكري يصيب مَن يعانون مِن زيادة الوزن فقط
السمنة تُعد عامل خطر مهم لحدوث السكري، لكنها ليست السبب الوحيد، فقد يصيب السكري أشخاصًا وزنهم طبيعي، خاصة مَن لديهم عوامل إضافية مثل: التاريخ العائلي، أو العمر، أو قلة النشاط البدني، أو الانتماء لخلفيات عِرقية معينة. أما السكري من النوع الأول فهو لا يرتبط بالوزن إطلاقًا.
السمنة تؤدي دائمًا إلى السكري
هناك عدة خرافات شائعة عن مرض السكري ترتبط بالسمنة، والحقيقة أن السمنة تزيد هذا الاحتمال لكنها لا تؤدي بالضرورة إلى الإصابة، وهناك نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من السمنة ولكنهم لا يصابون بالسكري، وهذه الخرافة تَخلق وصمَة غير عادلة وتغفل دور العوامل الوراثية والبيئية والسلوكية الأخرى.
السكري يمنَع تناول السكر والحلويات تمامًا
التعامل مع السكري لا يعني الامتناع الكامل عن تناول الحلويات، إذ يمكن إدخال القليل من الحلويات ضمن خطة غذائية متوازنة تعتمد على التحكم في الحصص ومراقبة مستويات السكر، فالفكرة ليست الحرمان بل الاعتدال والتنظيم.
السكري يعني الامتناع عن الكربوهيدرات
من الاعتقادات الشائعة أيضًا أن الكربوهيدرات ممنوعة على مرضى السكري، ولكن الكربوهيدرات مصدر أساسي من مصادر الطاقة للجسم، ويمكن تناولها ضمن خطة غذائية مدروسة. اختيار الكميات المناسبة ونوع الكربوهيدرات يساعد على ضبط مستوى السكر دون الحاجة للإلغاء الكامل.
مرض السكري يقود دائمًا إلى العمى أو البتر
عدة خرافات شائعة عن مرض السكري تتناول مضاعفاته، وعلى الرغم من إمكانية حدوث مضاعفات مثل اعتلال الشبكية أو مشاكل تروية الأطراف، فإنها ليست نتيجة حتمية، فالمتابعة الطبية والعناية بالعوامل المؤثرة مثل ضغط الدم والكولسترول والوزن تقلل احتمالية حدوث هذه المضاعفات بدرجة كبيرة. معدلات العمى والبتر بين المصابين أقل بكثير مما يعتقد الكثيرون.
لا يمكن للمصابين ممارسة النشاط البدني
الحقيقة أن النشاط البدني عنصر أساسي في ضبط السكري وليس خطرًا على المصابين به، فالتمارين تساعد الجسم على الاستفادة من الأنسولين بشكل أفضل وتقلل من المضاعفات طويلة المدى. قد يختلف التأثير من يوم لآخر، لكن المتابعة المنتظمة لمستويات السكر تجعل النشاط البدني خيارًا صحيًا وفعالًا بل وضروريًا في بعض الحالات.
السكري مرض معدٍ أو يمكن انتقاله من شخص لآخر
هذا الاعتقاد لا أساس له، فالسكري ليس نوعًا من العدوى ولا ينتقل عبر الاختلاط بالآخرين، أو مع الطعام أو الهواء، فهو مرض غير معدٍ يرتبط بعوامل وراثية ومناعية وبيئية.
المنتَجات الطبيعية تعالِج السكري
رغم انتشار منتجات تدّعي قدرتها على علاج السكري، لا يوجد أي علاج نهائي حتى اليوم. قد تؤثر بعض هذه المنتجات بالتداخل مع الأدوية أو تؤدي إلى انخفاض خطير في السكر، مما يجعل استخدامها دون إشراف طبي غير آمن.
مَن يعاني من السكري لا يستطيع القيادة
لا تكمن المشكلة في وجود السكري بحد ذاته، بل في مضاعفاته مثل الانخفاض الشديد في سكر الدم، أو حدوث ضعف البصر، ولكن الغالبية العظمى من المصابين يمكنهم القيادة دون أي مشاكل، مع اتباع الإرشادات الطبية ومراقبة حالتهم.
المرحلة التمهيدية المعروفة بمقدمات السكري تؤدي دائمًا إلى المرض
مرحلة ما قبل السكري هي حالة يمكن عكسها، فتغييرات نمط الحياة، وزيادة النشاط البدني، والالتزام بنظام غذائي صحي يمكن أن يمنع تطور المرض، ولهذا فهي ليست مرحلة حتمية نحو الإصابة بالسكري، بل هي فرصة لإجراء التغييرات والوقاية من السكري.
الأسئلة الشائعة
هل تناول النشويات مثل الخبز والمعكرونة مضر للمصابين بالسكري؟
يمكن تناول النشويات ضمن النظام الغذائي، لكن التحكم في كمياتها مهم لأنها تحتوي على كربوهيدرات ترفع سكر الدم، والاعتماد على الحصص المناسبة يساعد في الحفاظ على مستويات السكر مستقرة.
هل استخدام الإنسولين يعني فشلًا في ضبط السكري؟
الأنسولين وسيلة علاجية مهمة، خاصة مع تقدم النوع الثاني أو في النوع الأول، واستخدامه خطوة علاجية طبيعية ولا يعكس سوء السيطرة على المرض، بل حاجة بيولوجية لتنظيم مستويات السكر.
نصيحة من موقع صحتك
يساعد تصحيح خرافات شائعة عن مرض السكري على معرفة الحالة بوضوح، ويقلل من الخوف المرتبط بها، والوعي بالمعلومات الصحيحة، والمتابعة الصحية المنتظمة، والالتزام بنمط حياة متوازن تشكل أساسًا لمواجهة المرض بثقة، وتجنب مضاعفاته على المدى البعيد.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً
