د. ناصر رمضان يتحدث عن صحة الرجل وجودة الحيوانات المنويةبمناسبة اليوم العالمي لصحة الرجل الموافق في 19 نوفمبر من كل عام، يتحدث د. ناصر رمضان أخصائي في طب المسالك البولية في مستشفى ميدكير رويال التخصصي عن جودة الحيوانات المنوية ومدى تأثيرها على الخصوبة.
ما هي المعايير الأساسية التي نعتمد عليها لتحديد جودة الحيوانات المنوية وهل ضعف الحركة يؤثر على الخصوبة أكثر من ضعف العدد؟
يتم تقييم جودة الحيوانات المنوية من خلال عدة معايير رئيسية تشمل عدد الحيوانات المنوية في كل مليلتر من السائل المنوي، ونسبة الحيوانات المنوية التي تتحرك بنشاط وكفاءة، إضافةً إلى شكلها وتركيبتها، وحجم السائل المنوي ونسبة الحيوانات المنوية الحية فيه. ورغم أن انخفاض عدد الحيوانات المنوية وضعف حركتها يؤثران على الخصوبة، إلا أن الحركة غالبًا ما تُعد العامل الأهم، إذ إن قدرة الحيوان المنوي على السباحة بفعالية والوصول إلى البويضة لتخصيبها تُعد خطوة حاسمة في عملية الإنجاب، حتى وإن كان عدد الحيوانات المنوية جيدًا.
ما هي أفضل الإجراءات والتعديلات الحياتية التي يمكن للرجل اتباعها من أجل زيادة عدد الحيوانات المنوية طبيعيًا؟
يمكن أن تُحدث بعض العادات اليومية البسيطة فرقًا كبيرًا في زيادة عدد الحيوانات المنوية بشكل طبيعي. ومن أبرز هذه العادات: الحفاظ على وزن صحي، إذ إن السُمنة قد تؤثر سلبًا على مستويات هرمون التستوستيرون وإنتاج الحيوانات المنوية، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إذ تساعد الأنشطة المعتدلة على تحقيق توازن هرموني أفضل. كما يُنصح بالحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد، يتراوح بين 7 إلى 8 ساعات يوميًا، وتجنب التدخين وتناول الكحوليات والمخدرات الترفيهية، لما لها من تأثير مباشر على الصحة الإنجابية.
كذلك، يُعد شرب كميات كافية من الماء ضروريًا لأن السائل المنوي يتكوّن في معظمه من الماء، بالإضافة إلى ضرورة تقليل مستويات التوتر، لأن الإجهاد المزمن يخلّ بتوازن الهرمونات. ويُنصح أيضًا بارتداء ملابس داخلية فضفاضة لتفادي ارتفاع حرارة الخصيتين، والحد من استخدام أحواض الاستحمام الساخنة والساونا. والمواظبة على هذه العادات بانتظام تسهم بشكل ملحوظ في تحسين جودة السائل المنوي بمرور الوقت.
عند البحث عن مكملات لتحسين جودة الحيوانات المنوية ، ما هي أبرز العناصر التي أثبتت فعاليتها علميًا؟ (مثل الزنك، السيلينيوم، أو الكارنيتين)
تشير الدراسات العلمية إلى أن بعض العناصر الغذائية تساهم بشكل فعّال في تعزيز جودة الحيوانات المنوية وتحسين الخصوبة لدى الرجال. من أبرز هذه العناصر : الزنك، الذي يُعد ضروريًا لإنتاج هرمون التستوستيرون وتحسين حركة الحيوانات المنوية، والسيلينيوم الذي يدعم عملية تكوين الحيوانات المنوية ويعزز دفاع الجسم ضد الأكسدة.
كما يُعتبر إل-كارنيتين من العناصر المهمة التي تساهم في تحسين الحركة وكفاءة استقلاب الطاقة، في حين يعمل الإنزيم المساعد Q10 على زيادة العدد والحركة بشكل ملحوظ. أما الفيتامينان E وC فيعملان كمضادات أكسدة قوية تحمي الحيوانات المنوية من التلف الناتج عن الجذور الحرة.
ويساعد حمض الفوليك والفيتامين B12 على تحسين تكوين الحمض النووي وتقليل نسبة الحيوانات المنوية غير الطبيعية. ومن المهم استشارة طبيب مختص لتحديد الجرعات المناسبة وتوليفات المكمّلات الأنسب لكل حالة بناءً على الاحتياجات الفردية.
ما هو تأثير الحرارة والتعرض للمواد الكيميائية على صحة الرجل وجودة الحيوانات المنوية ؟ وهل هناك نظام حمية محدد تنصح به؟
يمكن أن تؤثر العوامل البيئية والنظام الغذائي بشكل مباشر على صحة الحيوانات المنوية وجودتها. إذ إن التعرّض للحرارة المرتفعة – مثل ارتداء الملابس الضيقة، أو استخدام الحاسوب المحمول على الفخذين، أو الجلوس لفترات طويلة في الساونا – يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الخصيتين، مما يقلل من إنتاج الحيوانات المنوية. كما أن التعرّض للمواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية، والمعادن الثقيلة، والمذيبات، وبعض أنواع البلاستيك كـ BPA، قد يؤدي إلى اضطراب في الهرمونات وتلف الحمض النووي للحيوانات المنوية.
ومن ناحية التغذية، يُعد النظام الغذائي المتوسطي خيارًا مثاليًا لدعم الخصوبة، لأنه يركّز على تناول الفواكه والخضروات الطازجة الغنية بمضادات الأكسدة، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخفيفة: مثل السمك والبيض، بالإضافة إلى المكسرات والبذور وزيت الزيتون، مع التقليل من الأطعمة المصنّعة والسكريات. هذا النمط الغذائي يدعم توازن الهرمونات ويعزز الصحة الإنجابية بشكل طبيعي.
متى يلجأ الطبيب إلى العلاج الهرموني لمساعدة الرجل في زيادة عدد الحيوانات المنوية ؟ وهل هذا العلاج مناسب لجميع الحالات؟
يُستخدم العلاج الهرموني لتحفيز إنتاج الحيوانات المنوية فقط في حال تم تشخيص وجود خلل هرموني، مثل انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون أو اضطرابات في وظائف الغدة النخامية. وتشمل الخيارات العلاجية في هذه الحالات هرمونات مثل hCG أو FSH أوGnRH التي تُسهم في تحفيز الجهاز التناسلي لإنتاج الحيوانات المنوية بشكل طبيعي.
ومع ذلك، لا يُعد هذا النوع من العلاج مناسبًا لجميع الرجال، خصوصًا أولئك الذين تعود أسباب العقم لديهم إلى عوامل وراثية أو تشوهات بنيوية في الجهاز التناسلي. لذلك، من الضروري إجراء تقييم هرموني دقيق وشامل قبل البدء بأي نوع من العلاج الهرموني لضمان فعاليته وتحديد مدى ملاءمته لكل حالة على حدة.
كيف تؤثر الأمراض المزمنة (مثل السكري أو دوالي الخصية) على جودة الحيوانات المنوية، وما هي خطط العلاج الموازية لهذه المشاكل؟
تؤثر بعض الأمراض المزمنة بشكل مباشر على جودة الحيوانات المنوية ووظائفها، ومنها داء السكري ودوالي الخصية. ففي حالة السكري، قد تؤدي التغيرات الهرمونية الناتجة عن المرض إلى تلف الأعصاب، إضافة إلى ضعف القدرة الجنسية وتلف الحمض النووي في الحيوانات المنوية، مما يقلل من فرص الإخصاب. أما دوالي الخصية، وهي توسع في الأوردة داخل كيس الصَّفَن، فتسبب ارتفاعًا في درجة حرارة الخصيتين، مما قد يؤدي إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية وضعف حركتها.
ويعتمد تحسين الخصوبة في هذه الحالات على ضبط المرض الأساسي بشكل فعّال، مثل ضبط مستويات السكر بدقة لدى مرضى السكري، والخضوع لعملية جراحية (ربط دوالي الخصية) عند الحاجة. كما يُنصح بتبنّي نمط حياة صحي ودعم العلاج بنظام غذائي متوازن لتعزيز فعالية النتائج وتحسين الصحة الإنجابية العامة.
هل هناك أدوية شائعة الاستخدام (لمشاكل أخرى) يمكن أن تؤثر سلبًا على جودة الحيوانات المنوية أو عددها، وما البدائل التي تنصح بها؟
بعض الأدوية الشائعة قد تؤثر سلبًا على جودة الحيوانات المنوية وتُضعف الخصوبة لدى الرجال. من أبرز هذه الأدوية: مكملات التستوستيرون، والستيرويدات التي تُثبط الإنتاج الطبيعي للحيوانات المنوية، وبعض مضادات الاكتئاب، وأدوية ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى أدوية العلاج الكيميائي المستخدَمة في علاج السرطان. كذلك، تُعد مثبطات إنزيم 5-ألفا ريدوكتاز، المستخدَمة في علاج تضخم البروستاتا، من الأدوية التي قد تؤثر على الخصوبة.
في مثل هذه الحالات، يمكن للطبيب المختص أن يوصي بتعديلات في الجرعة أو البحث عن بدائل علاجية لا تؤثر على الصحة الإنجابية، مع التأكيد على عدم التوقف عن تناول أي دواء من تلقاء النفس، بل يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بالعلاج
هل من طريقة علاج للتقصير او العجز الجنسي بعد سن ال 40، ال 50 وال 60.. وهل من مخاطر لاستعمال الحبة الزرقاء او غير ذلك من العلاجات؟ وأيها أفضل؟
مع التقدّم في العمر، من الطبيعي أن يطرأ بعض التراجع في الأداء الجنسي نتيجة لانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، والتغيرات الوعائية، وضغوط الحياة اليومية. ومع ذلك، هناك خيارات علاجية آمنة وفعّالة يمكن اعتمادها لدعم الصحة الجنسية بعد سن الأربعين والخمسين والستين.
تشمل هذه الخيارات تحسين نمط الحياة من خلال التغذية الصحية، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والتحكم في التوتر. وفي حال تبيّن وجود نقص سريري في هرمون التستوستيرون، يمكن للطبيب أن يوصي بالعلاج التعويضي تحت إشراف دقيق. كذلك، تُعد أدوية مثل سيلدينافيل (المعروفة بـ"الحبة الزرقاء") آمنة لمعظم الرجال، ولكن يجب استخدامها فقط بعد إجراء تقييم للقلب للتأكد من سلامة الحالة الصحية. كما يمكن النظر في خيارات أخرى مثل العلاج بالموجات الصادمة أو حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)، وذلك تحت إشراف طبي متخصص.
ويُشدّد على ضرورة تجنّب تناول أي علاجات أو منشطات جنسية بدون استشارة طبية، إذ إن سوء الاستخدام قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل إجهاد القلب أو الاعتماد النفسي والجسدي عليها.
هل تقترح أي علاجات طبيعية ملائمة؟
نعم، هناك بعض العلاجات الطبيعية والمكمّلات العشبية التي أظهَرت دراسات محدودة فعاليتها في دعم الخصوبة وتحسين الأداء الجنسي، بشرط استخدامها بحذر وتحت إشراف طبي. من أبرز هذه الخيارات: عشبة الأشواغاندا، التي تُعرف بقدرتها على تقليل التوتر وتعزيز عدد الحيوانات المنوية، وجذر الماكا، الذي يُستخدم لتحسين الرغبة الجنسية وزيادة الطاقة. كما يُعتقد أن مستخلص الحلبة قد يساهم في رفع مستويات هرمون التستوستيرون، بينما يُستخدم الجينسنغ الكوري لدعم وظيفة الانتصاب وتحسين الأداء العام.
لكن من الضروري التأكد من اختيار مكمّلات خضعت لاختبارات سريرية موثوقة، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل بدء أي علاج طبيعي، لتجنّب التداخلات الدوائية أو التأثيرات الجانبية غير المرغوب بها.
حصل د. ناصر رمضان على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة طرابلس، بليبيا، ودرجة الماجستير من إدنبرة، بالمملكة المتحدة، ودرجة الماجستير من لوغانسك، بأوكرانيا، ودبلوم في طب المسالك البولية من كلية لندن الجامعية، بالمملكة المتحدة، ودبلوم في طب المسالك البولية من جامعة عين شمس، بالقاهرة، بمصر.
هو أيضًا عضو جمعية الإمارات لطب المسالك البولية، وعضو الجمعية الأوروبية لطب المسالك البولية، وعضو الجمعية الأوكرانية لطب المسالك البولية، وعضو الجمعية المصرية لطب المسالك البولية. أمضى د. ناصر رمضان أكثر من 14 عامًا في المجال الذي اختاره. وقد عمل في العديد من المستشفيات ذات السمعة في وظيفة أخصائي مسالك بولية مساعد في المملكة المتحدة وأوكرانيا والإمارات العربية المتحدة.
انضم د. ناصر رمضان إلى ميدكير بعد أن اكتسب خبرة ومهارات من مختلف دول العالم. ومن الجدير بالذكر أنه شارك في أكثر من 3000 جراحة من جراحات حصوات الكلى والحالب والمثانة المختلفة باستخدام منظار المسالك البولية. تغطي خبرته مختلف التخصصات الفرعية في طب المسالك البولية.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





