جدل مع بداية العام الدراسي.. الأوراق البيضاء تغضب أهالي الطلاب بالمغرب

مع بداية كل موسم دراسي في المغرب، يتهيأ الآباء والأمهات لماراثون طويل من المصاريف والالتزامات، بين شراء الكتب والأدوات والزيّ المدرسي.
لكن هذه السنة، ظهر عبء جديد أثار جدلًا واسعًا، ويتعلق الأمر بإلزام بعض تلاميذ التعليم الابتدائي في المدارس الخاصة بتوفير آلافِ الأوراق دفعة واحدة، في جزء من المستلزمات الدراسية المفروضة من طرفِ بعض المؤسسات.
ولم يمرّ الأمر مرور الكرام، فبينما يرى البعض أنّ الأوراق أداة أساسية للتمارين والأنشطة داخل القسم، يصف آخرون هذا الإجراء بأنه مبالغ فيه وغير مبرّر.
وتساءل الأهالي عن مدى حاجة تلميذ لا يتجاوز عمره عشر سنوات لآلاف الأوراق، خاصة وأن هذه الكمية تتجاوز بكثير ما يمكن أن يحتاج إليه الطفل في سنة كاملة من الدراسة.
ويرى كثيرون أن القضية تكشف عن غياب معايير واضحة وموحدة لتحديد ما يجب أن يقتنيه التلميذ مع انطلاقة الموسم الدراسي.
فكل مؤسسة تضع لائحة خاصة بها، تختلف من منطقة إلى أخرى ومن قسم إلى قسم، وهو ما يفتح الباب أمام ارتجال كبير، ويجعل الأسرة الحلقة الأضعف، التي تتحمل عبءَ التكلفة دون أن تكون لها كلمة أو حتى تفسير واضح.
ولا يقتصر الجدل على الجانب المالي فقط، رغم أنه الأثقل بالنسبة لكثير من الأسر، بل يمتد إلى البعد التربوي: هل يتعلق الأمر بخيار بيداغوجي مدروس فعلًا، أم بمجرد تعويض عن نقص في الوسائل التي كان من المفروض أن توفرها المؤسسات التعليمية؟ وإذا كان الهدف هو تنويع الأنشطة التعليمية، ألا يمكن التفكير في بدائل رقمية أو مشتركة أقل كلفة؟
وراء هذه الأسئلة، يقف واقع اجتماعي صعب. فكثير من الأسر المغربية تعيش على دخل محدود، بالكاد يغطي الضروريات، ومطالب بعض المدارس تضيف أعباء إضافية على كاهلهم.
وتشير بعض التعليقات ولو بشكل أقل إلى إشكالية أخرى لا تقل أهمية، وتتعلق بالبيئة. فآلاف الأوراق المطلوبة تعني بالضرورة استهلاكًا مفرطًا للموارد الطبيعية، وهو ما يتنافى مع مفهوم الاستدامة، الذي قد يكون جزءًا من المنهج الدراسي.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، كان انتقاد ما وصف بالطلبات غير المنطقية لكميات كبيرة من الأوراق حاضرًا بشكل كبير.
كما لم تغب المقارنات بين المستلزمات التي تطلبها المدارس العمومية، وتوصف بالبسيطة، وبين ما تطلبه المدارس الخاصة، وتراه معظم التعليقات مبالغًا فيه.
وتقول حسناء بوديب: "ارحموا أبناء الفقراء فوالله إن 50% من الأوراق والدفاتر لا تستغل بل يرمى بها في سلة المهملات. بالله عليكم دفتر 200 ورقة من الحجم الكبير في مادة مثل الإنكليزية أليس بغريب؟".
ويكتب عدنان داني: "بدل الرقمنة و الإنترنت واللوحات الرقمية كبديل للكتب والأوراق للحاق بركب التطور والنمو وتجويد التعليم، لا يزال التعليم غارقًا في الأوراق والكتب والمستلزمات الفارغة التي تكوِّن أجيالًا من العاطلين لا غير".
أمّا سعاد بدر، فعلّقت قائلة: "أصبحت الأسر تتباهى بأن أبناءها يدرسون في الخصوصي، رغم أن بعضهم مستواه المادي ضعيف. المدرسة العمومية تخرج منها أطباءُ ومهندسون وهناك أساتذة أكفاء".
وتشير شيماء سرحان إلى أن علب الأوراق تستخدم في المطبوعات والتمارين والامتحانات والدروس المصورة.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه