بعد ميل مفاجئ.. إخلاء عاجل لبرج سكني من 21 طابقًا في الإسكندرية

أفادت وسائل إعلام مصرية، اليوم السبت، بأن السلطات أخلت برجًا سكنيًا مكوّنًا من 21 طابقًا في مدينة الإسكندرية شمال البلاد، بعد أن رصدت اللجان الفنية "ميلًا مفاجئًا" في المبنى.

وأوضحت التقارير أن البرج، الكائن في منطقة المندرة قبلي بحيّ المنتزه ثان، شهد "ميلًا شديدًا" هدد سلامة القاطنين والمباني المجاورة، ما دفع المحافظة إلى إخلاء السكان ومنقولاتهم من الطابق العاشر حتى الحادي والعشرين، تمهيدًا لهدم الأدوار المخالفة.

ووفقًا لصحيفة "المصري اليوم"، فإن البرج يضم فعليًا 21 طابقًا، بينما الرخصة الأصلية لا تسمح إلا بعدد أقل بكثير. وأكدت "الأهرام" نقلًا عن مصادر أن الترخيص مسجل على أساس 10 طوابق وأرضي وميزان، وهو ما يفسّر قرار إزالة الأدوار الزائدة.

وباشرت أجهزة الحي مساء أمس عملية الإخلاء، قبل أن تنطلق أعمال هدم الأدوار المخالفة بحضور الأجهزة الأمنية.

وفي بيان عاجل، أكدت محافظة الإسكندرية أن ميل البرج يمثل "خطرًا داهمًا"، مشيرة إلى أن فرق المتابعة تقيس الانحراف بشكل متواصل أثناء التنفيذ، مع التشديد على المضي بالإجراءات "حفاظًا على الأرواح والممتلكات".

كما أقدمت الأجهزة التنفيذية على فصل المرافق (المياه، الكهرباء، الغاز) ورفع العدّادات عن المبنى، بالتوازي مع إسناد أعمال الإزالة لمقاول معتمد تحت إشراف اللجنة الهندسية المختصة.

ونقل أحد السكان لوسائل إعلام محلية أن عملية الإخلاء أتت على عجل، وسط حالة من الخوف والترقب عقب إشعارات رسمية بوجود الميل، واستخدمت رافعات لإنزال الأثاث إلى سيارات النقل.

وأكدت "المصري اليوم" أن المبنى شيّد عام 2016، وأن الواقعة أعادت فتح ملف "العقارات المائلة" في الإسكندرية، مع دعوات نيابية لمراجعة التراخيص والتدخل الأكاديمي العاجل في المباني غير المخططة.

وأعادت الحادثة إلى الذاكرة ما يعرف بـ"سيناريو الأزاريطة"، وهو حيّ في وسط الإسكندرية حيث مالَ مبنى بشكل حادّ في مطلع يونيو/ حزيران 2017 حتى لامس مبنى مقابل، فجرى إخلاء السكان وفرض طوق أمني من دون وقوع وفيات، ثم الشروع في تفكيكه تدريجيًا حتى سطح الأرض خلال نحو 17 يومًا.

وتشهد مصر انهيارات متكرّرة لعقارات مأهولة، في حوادث تُرجع السلطات أسبابها غالبًا إلى "البناء العشوائي" و"عدم الالتزام بقوانين البناء"، الأمر الذي يودي بحياة المئات من المواطنين سنويًا.

وفي الإسكندرية تحديدًا، تُظهر دراسة علمية نقلتها "رويترز" قبل نحو شهرين، أنّ المعدّل قفز إلى نحو 40 انهيارًا سنويًا، بعد أن كان انهيارًا واحدًا تقريبًا قبل عقد، وأن نحو 2% من المخزون السكني في المدينة - أي قرابة 7,000 مبنى- يُعد غير آمن، مع عوامل تفاقم تشمل التعلية المخالفة وتآكل الساحل وارتفاع منسوب البحر.