مؤسِسة «ZenBusiness» تكشف عن مهارتين تصنعان «رائد أعمال لا يُهزم»

تبرز مهارات رائد الأعمال بوصفها العامل الحاسم في رسم ملامح النجاح أو الفشل ضمن عالم ريادة الأعمال المتسارع؛ حيث تتقاطع الطموحات الكبيرة مع التحديات اليومية المعقدة.
ووفقًا لتقديرات شناز همتي؛ الخبيرة المخضرمة التي ساهمت في تأسيس شركتين ناشئتين تجاوزت قيمتهما مليارات الدولارات، تظل هناك ركائز أساسية لا غنى عنها لبناء مشروع مستدام.
وتؤكد شناز أن مهارات رائد الأعمال لا تقتصر على المعرفة التقنية أو القدرة على جمع التمويل. بل تتجاوز ذلك لتشمل سمات شخصية وسلوكية تصنع الفارق الحقيقي على المدى الطويل.
وتشير إلى أن رواد الأعمال الذين يفتقرون إلى هذه المهارات غالبًا ما يتعثرون في أول اختبار حقيقي، مهما كانت أفكارهم واعدة.
ومن هذا المنطلق تسلط شناز الضوء على مهارتين جوهريتين، ترى أنهما تمثلان حجر الأساس في رحلة أي مشروع ناشئ. وهما: “المثابرة، والقدرة على التكيف”. معتبرة أن الجمع بينهما يصنع رائد أعمال ناجحًا بحق.
الوقود الخفي لرحلة ريادة الأعمال
تأتي المثابرة في مقدمة مهارات رائد الأعمال التي لا يمكن الاستغناء عنها. إذ تصفها شناز همتي بأنها القدرة على تجاوز العقبات والنكسات الحتمية التي تصاحب تأسيس وإدارة أي مشروع. وتوضح أن الطريق إلى النجاح نادرًا ما يكون مستقيمًا، بل هو مليء بالتحديات التي تختبر صلابة المؤسس وإيمانه بفكرته.
وتقول شناز، وهي المؤسسة المشاركة لشركة ZenBusiness، المتخصصة في برمجيات الذكاء الاصطناعي لمساعدة رواد الأعمال على فهم الإجراءات التنظيمية: «أولًا يجب إدراك أن بناء مشروع تجاري ناجح ليس بالأمر السهل. بل يتطلب مثابرة وعملًا دؤوبًا وتعلمًا مستمرًا».
وتضيف أن الكثيرين ينسحبون مبكرًا لأنهم لم يكونوا مستعدين نفسيًا لحجم التحديات.
في حين تدعم تجارب كبار قادة الأعمال هذه الرؤية؛ إذ يشير العديد من رواد الأعمال إلى المثابرة باعتبارها السمة الأكثر تأثيرًا في مسيرتهم. ويبرز هنا تصريح جنسن هوانج؛ المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، الذي أكد أن قدرته على تجاوز “صعوبات وتحديات” بناء الشركة كانت مفتاح نجاحه ونجاح Nvidia على حد سواء.
دروس من تجارب عالمية
وفي حديثه لطلابه بجامعة ستانفورد في مايو 2024 قال هوانغ مقولته الشهيرة: «العظمة ليست ذكاءً، بل هي نتاج الشخصية. والشخصية لا تتشكل من الأذكياء، بل من الذين عانوا».
ويعكس هذا التصريح جوهر مهارات رائد الأعمال؛ حيث لا يكفي الذكاء وحده دون القدرة على الصمود أمام الضغوط.
من جانبهم يؤكد علماء النفس أن المثابرة وما يرتبط بها من مرونة نفسية تُعد من أهم عوامل النجاح، ليس فقط في ريادة الأعمال، بل بمختلف مجالات الحياة. فالأشخاص الذين يعملون على تطوير هذه المهارات يكونون أقل عرضة للاستسلام عند أول عقبة، وأكثر قدرة على النهوض بعد الفشل.
وفي هذا السياق تنصح شناز همتي رواد الأعمال بعدم السماح للفشل بإحباطهم، بل التعامل معه بوصفه فرصة للتعلم. وتطرح أسئلة عملية يجب أن يطرحها كل مؤسس على نفسه بعد أي تعثر: “ما الخطأ الذي حدث؟ وما الذي يمكن فعله بشكل مختلف في المرة القادمة؟”.
وأكدت أن هذه العقلية التحليلية هي جزء لا يتجزأ من مهارات رائد الأعمال الناجح.
متى ولماذا تغيّر إستراتيجيتك؟
وإلى جانب المثابرة تبرز القدرة على التكيف بوصفها المهارة الثانية التي لا تقل أهمية ضمن مهارات رائد الأعمال. وفي صدد ذلك تشير شناز همتي إلى أن التمسك الأعمى بخطة غير ناجحة قد يكون أكثر خطورة من الفشل ذاته. موضحة أن النجاح يتطلب أحيانًا تغيير المسار بسرعة وجرأة.
وتقول: «يجب أن يكون المرء قادرًا على التغيير، أو راغبًا فيه، إذا لم ينجح شيء ما. وأن يفعل ذلك بسرعة كبيرة ويجرب أشياء مختلفة». كما ترى أن هذا الفارق في الاستجابة هو ما يميز الناجحين عن الفاشلين في عالم الأعمال.
وتستشهد شناز بتجربتها في ZenBusiness، التي أُطلقت عام 2017، وبلغت قيمتها السوقية 1.7 مليار دولار في نوفمبر 2021.
كما تشير إلى خبرتها السابقة مع شريكها المؤسس روس بوردورف؛ حين شغلا مناصب تنفيذية في منصة HomeAway، التي استحوذت عليها Expedia مقابل 3.9 مليار دولار عام 2015. مؤكدة أن القدرة على التكيف كانت عنصرًا حاسمًا في هذه النجاحات.
خط فاصل يصنع الفارق
وتوضح شناز أن بعض مؤسسي الشركات الناشئة يقعون في فخ العناد، أو الخوف من تغيير إستراتيجيتهم الأولية، حتى عندما تشير المؤشرات المبكرة إلى عدم نجاحها. وترى أن هذا السلوك قد يؤدي إلى خسائر يصعب تداركها لاحقًا.
وقالت: «هناك فرق شاسع بين من لديهم رؤية محددة لكيفية إنجاز شيء ما، وبين من هم منفتحون حقًا ويفكرون مليًا في خياراتهم».
كذلك تؤكد أن هذا الاختلاف في طريقة التفكير قد يكون في نهاية المطاف هو الفاصل بين النجاح والفشل، ضمن إطار مهارات رائد الأعمال المطلوبة.
ويتفق مع هذا الطرح رائد الأعمال والمؤلف جيمس شيرمان، الذي أكد في حديثه مع CNBC Make It، خلال نوفمبر 2023. أن استيعاب الملاحظات البناءة، وإجراء البحوث، ثم اتخاذ قرارات التغيير، هو عنصر جوهري لنجاح أي مشروع. وقال: «التغييرات الجذرية جزء لا يتجزأ من رحلة رائد الأعمال».
دروس من الأزمات
وعلى سبيل المثال: تشير شناز همتي إلى أن العديد من الشركات اضطرت إلى تغيير إستراتيجياتها أو نماذج أعمالها بالكامل خلال فترة إغلاق جائحة كوفيد-19 التي بدأت في عام 2020، من أجل البقاء في السوق. وتؤكد أن هذه المرحلة كشفت بوضوح أهمية التكيف السريع في مواجهة الأزمات غير المتوقعة.
وتابعت: «من الطبيعي أن تمر أي شركة بفترات ازدهار وركود. لكن القادة الناجحين هم من يدركون مبكرًا وجود خلل، ويبدأون بالتفكير مليًا: ما الذي أحتاج إلى تغييره؟». وهنا يتجلى الدور المحوري لعنصر الوقت، الذي تعتبره عاملًا حاسمًا لا يقل أهمية عن القرار نفسه.
وفي ختام نصائحها تشدد شناز همتي على ضرورة عدم انتظار الحل المثالي قبل التجربة. قائلة: «إذا كنت تفكر في الأمر فمن المحتمل أن يفكر فيه آخرون أيضًا. لذا كلما أسرعت في طرح حلك، كان ذلك أفضل لك».
وبذلك تلخص رؤيتها الشاملة بأن مهارات رائد الأعمال الحقيقية تكمن في المثابرة الواعية، والتكيف الذكي، واتخاذ القرار في الوقت المناسب.
الرابط المختصر :
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





