عاد الهدوء الحذر إلى عدد من أحياء مدينة حلب بعد ليلة متوترة، عقب التوصل إلى تهدئة بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) إثر اشتباكات على أطراف الشيخ مقصود والأشرفية.
التهدئة جاءت بعد تبادل أوامر وتعهدات متقابلة بوقف الاستهداف، وسط تضارب في الروايات حول مصادر القصف ومسؤولية التصعيد، فيما بقيت الأوضاع الميدانية قابلة للتقلب.
أوامر بوقف النار
أعلنت قيادة أركان الجيش السوري إصدار أمر بإيقاف استهداف مصادر نيران قوات سوريا الديمقراطية في حلب، بعد “تحييد عدد منها” وتضييق بؤرة الاشتباك بعيدا عن الأحياء السكنية.
ونقلت سانا عن وزارة الدفاع أن الجيش “وقف عند مسؤولياته في حماية المدنيين”، مؤكدة أنه لم يتحرك لتغيير خطوط السيطرة، واكتفى بالرد على مصادر النيران.
في المقابل، قالت “قسد” إنها أصدرت توجيهات لقواتها بإيقاف الرد على ما وصفته بهجمات “فصائل حكومة دمشق”، استجابةً لاتصالات التهدئة الجارية.
ونفت “قسد” بشكل قاطع استهداف أحياء حلب، مشيرة إلى أنها سلّمت نقاطها لقوى الأمن الداخلي (الأساييش) بموجب اتفاق سابق مطلع نيسان، وحمّلت فصائل تابعة للحكومة مسؤولية افتعال الأزمات عبر الحصار والاستفزازات المتكررة، وصولاً إلى استخدام الدبابات والمدفعية، وفق بيانها.
حصيلة بشرية وحالات نزوح
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط قذائف مدفعية في حي الجميلية بمدينة حلب، مصدرها مواقع عسكرية تابعة لوزارة الدفاع السورية.
وبحسب مصادر محلية للمرصد، أُطلقت القذائف من محيط المحكمة العسكرية والشرطة العسكرية، وتحديدًا من داخل مقر الشرطة العسكرية في حي الفيض، حيث لا تتجاوز المسافة بين موقع الإطلاق والمنازل التي تعرضت للاستهداف 500 متر، ما أدى إلى مقتل سيدة وإصابة آخرين بجروح خطرة داخل أحد المنازل.
ووفق توثيقات المرصد، ارتفعت حصيلة الأحداث الأخيرة إلى 4 قتلى و23 جريحًا في مناطق متفرقة من المدينة، وسط حالة من الهلع بين المدنيين، وذلك بالتزامن مع هدوء حذر أعقب إعلان قيادة قوى الأمن الداخلي “الأسايش” توجيه قواتها بإيقاف الرد على الهجمات، استجابةً لاتصالات التهدئة الجارية بين الأطراف.
كما سُجّلت حالات نزوح من أحياء الخالدية والهلك وبستان الباشا نحو مناطق أكثر أمنا، خشية تجدد التصعيد.
وتأتي التطورات الأخيرة امتداداً لاشتباكات شهدها حيا الشيخ مقصود والأشرفية في السادس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعقبتها تهدئة مماثلة في السابع من الشهر نفسه. ويجري ذلك في وقت تتواصل فيه المباحثات بين “قسد” والحكومة السورية الانتقالية، ضمن مساعٍ أوسع للتوصل إلى صيغة تفضي إلى دمج القوات ضمن هياكل الدولة السورية.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً





