ناقلات النفط الفنزويلي في مرمى التصعيد الأميركي.. مصادرة وملاحقة بالعقوبات - الطاقة

تحوّلت ناقلات النفط الفنزويلي إلى أداة تصعيد أميركية جديدة ضد كاراكاس، وباتت السفن والشحنات المحملة على متنها في مرمى مناوشات واشنطن، وتطور الأمر إلى إجراءات فعلية في عرض البحر. وشنّت هيئات أميركية مختصة عملية مصادرة لناقلة محملة بما يقرب من مليوني برميل قبل أيام، واعترضتها في المياه الدولية، بعد التحميل من ميناء محلي وتخطي المياه الإقليمية الفنزويلية، وفق تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة. ويبدو أن ملاحقة الناقلة ليست مجرد إجراء تصعيدي، لكنها قد تكون بداية لحصار بعض السفن الفاعلة ضمن أسطول الناقلات. وتتابعت أحداث لاحقة فرضت قيود إضافية على عدد واسع من ناقلات الخام والمشتقات المكررة، وسط جدل حول مدى قانونية المصادرة الأميركية للناقلة. وشمل ذلك: مصادرة الناقلة، وفرض قيود واضحة على 6 ناقلات، وتوقعات بضم عشرات الناقلات لقائمة العقوبات. مصادرة الناقلة سكيبر في 10 ديسمبر/كانون الأول 2025، استولت هيئات بحرية أميركية على الناقلة سكيبر (Skipper) المحملة بالخام، في أول إجراء تصعيدي فعلي ضد شحنات نفط فنزويلية منذ عام 2019. وتعد هذه الخطوة إيذانًا بفتح باب تصعيد جديد، خاصة أن الناقلة كانت محمّلة بنحو 1.85 مليون برميل من خام ميري-16 الفنزويلي، حسب تقدير تانكر تراكرز. مسار الناقلة سكيبر - الصورة من كبلر ودفع الإجراء ضدها نحو تردد عدد من مشغلي السفن ومالكيها في الإبحار بشحنات أخرى، وقررت شركة شحن تعليق إبحار 3 شحنات كانت متجهة إلى آسيا، وتضم 6 ملايين برميل من خام ميري. وبررت الهيئات الأميركية هذا التصعيد بأن الناقلة مدرجة على قائمة العقوبات، بموجب قرار من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية. وحاولت الناقلة التحايل على العقوبات الأميركية، بإطلاق إشارات "وهمية" من نظام التعرف الآلي حول موقعها، وغيرت العلم الذي كانت ترفعه من بنما إلى غايانا. وحصلت الناقلة على اسم "سكيبر" بعد أن كانت تُعرف بأسماء عدة من بينها (تويو، ومايرا، ومؤخرًا أديسا)، وأُدرجت في قائمة العقوبات منذ عام 2022 بتهم تهريب الخام إلى إيران وحلفائها مثل حزب الله اللبناني. عقوبات لـ6 ناقلات عقب مصادرة الناقلة "سكيبر" بيوم واحد، قررت وزارة الخزانة الأميركية (الخميس 11 ديسمبر/كانون الأول) فرض عقوبات على 6 من ناقلات النفط، بدعوى شحنها الخام الفنزويلي مؤخرًا. والناقلات الـ6 هي: وايت كرين، كيارا إم، إتش كونستانس، لطافا، تاميا، مونيك. وشملت حزمة العقوبات الحديثة أيضًا 6 شركات شحن، نقلت الخام على مدار الأشهر الأخيرة، وفق ما نقلته منصة أرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة. ويبدو أن أميركا تتخذ من هذه الخطوة نقطة انطلاق لتصعيد جديد ضد قطاع النفط الفنزويلي، في محاولة لتقليص عائداته ومواصلة حصار تجارة المخدرات الآخذة بالانتشار في الدولة الواقعة بأميركا الجنوبية، وفق تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض. وتستهدف الولايات المتحدة من ملاحقة ناقلات النفط تضييق الخناق على نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وضغط حكومته ماليًا واقتصاديًا، وتستعد لمصادرة المزيد من السفن بعد تأهيل المواني لاستقبال شحناتها، والتوصل لحلول حول مخاوف المواني من الشحنات غير الخاضعة للتأمين. جانب من مهاجمة سكيبر - الصورة من فيديو نقلته رويترز عن المدعية العامة في أميركا 37 ناقلة في خطر قد يمتد تصعيد القوات البحرية الأميركية إلى العشرات من ناقلات النفط الفنزويلي، حال مواصلة وتيرة المصادرة التي بدأت بـ"سكيبر". وكثفت القوات الأميركية وتيرة مراقبة "سكيبر" قبل مصادرتها، في حين تجري الاستعدادات لإعادة توجيه الناقلة إلى ميناء أميركي لإجبارها على إفراغ شحنتها بإجراءات رسمية. ووصفت الحكومة الفنزويلية مصادرة الناقلة بأنها "سرقة وقرصنة دولية"، وأن التصعيد الأميركي العسكري ضد نظام مادورو يستهدف السيطرة على موارد النفط في البلاد. وبالنظر إلى استعدادات استغرقت أشهر لعملية المصادرة والاستيلاء على الناقلة، يرى خبير أن الإجراء لا يعد غير قانوني، خاصة أنه تم بموافقة الجانب الأميركي، طبقًا لما نقلته عنه رويترز. وقال مسؤول لدى شركة تتبع السفن "تانكر تراكرز" إن قائمة مكتب مراقبة الأصول التابع لوزارة الخزانة الأميركية تشمل 37 ناقلة أخرى تستقر حاليًا في المياه الفنزويلية. واستقرت التحميلات وأسعار الشحن في الكاريبي، وواصلت شركة شيفرون تحميل الخام الفنزويلي إلى أميركا، ورغم ذلك، فقد لوحظ تناقص ناقلات النفط التابعة لأسطول الظل (غير المدرجة في البيانات الحكومية) في المواني للمرة الأولى منذ أشهر، ورصدت هيئات تراجع هذه الناقلات من 24 سفينة في أكتوبر/تشرين الأول إلى 17 الشهر الماضي. وكشفت معلومات عن أن 41% من ناقلات النفط في مواني تحميل الخام الفنزويلي تمثل سفنًا خاضعة لعقوبات، أو ضمن أسطول الظل. موضوعات متعلقة.. النفط الفنزويلي يتأهّب لدخول السوق الأميركية مجددًا.. تفاصيل أنس الحجي: عقوبات ترمب تؤثر في عقود النفط العالمية.. العراق وفنزويلا نموذجًا هل يرتفع إنتاج النفط في فنزويلا حال سقوط النظام؟.. مقارنة مع تجربة العراق اقرأ أيضًا.. مصافي النفط في سوريا تواجه التحديات.. وبانياس تشهد خطة تطوير أسعار خامات النفط العربية في نوفمبر.. السعودية الأغلى هل يتحول المغرب إلى تصدير الغاز المسال؟.. القصة الكاملة المصادر: تفاصيل الاستيلاء على "سكيبر" ومخاطر تنتظر 37 سفينة أخرى، من أرغوس ميديا. خطط التصعيد الأميركي ضد ناقلات النفط الفنزويلية وعقوبات 6 سفن، من رويترز.