67% من المديرين الماليين يخشون تزوير الإيصالات بالذكاء الاصطناعي

حذّرت شركة «إس إيه بي» من تنامي مخاطر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تزوير إيصالات ونفقات السفر، في ظل التحول المتسارع نحو الأتمتة واعتماد التقنيات الذكية في بيئات العمل. وأكد تشارلي سلطان، رئيس شركة «كونكور ترافل» التابعة ل«إس إيه بي كونكر»، أن الإيصالات المصممة، أو المعدلة بالذكاء الاصطناعي تمثل «الخطر الخفي» الذي يتوجب على الشركات الاستعداد له بجدية. يأتي هذا التحذير بالتزامن مع النتائج الصادرة عن الدراسة السنوية السابعة لسفر الأعمال العالمي، التي أظهرت أن 88% من مسافري الأعمال حول العالم يشعرون بالارتياح لاستخدام الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في مختلف مراحل السفر، من الحجز إلى إدارة النفقات.جانب مظلمغير أن هذا التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يرافقه، بحسب الدراسة، جانب مظلم يتمثل في إساءة استغلال هذه الأدوات لأغراض احتيالية.وأشارت البيانات إلى أن 67% من المديرين الماليين، و78% من مديري السفر، و55% من مسافري الأعمال، يعتقدون أن شركاتهم معرّضة لخطر لجوء بعض الموظفين إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتزوير نفقات السفر، فيما أكد واحد من كل عشرة مشاركين، أنه على علم بحالات حدث فيها ذلك بالفعل.وأوضح التقرير أن أدوات ذكاء اصطناعي مجانية ومتاحة للجميع، مثل «تشات جي بي تي»، و«جوجل جيميناي»، باتت قادرة خلال ثوانٍ على إنتاج مستندات مزيفة ذات مظهر واقعي، بما في ذلك الإيصالات والفواتير، ما يزيد من صعوبة اكتشاف الاحتيال عبر الأنظمة التقليدية. وتكمن الخطورة في أن أغلبية أنظمة التدقيق الحالية تعتمد على المراجعة اللاحقة بدلاً من المتابعة الفورية، إضافة إلى محدودية التكامل مع مصادر بيانات خارجية موثوقة.تحدٍّ نوعيورغم أن الدراسة تشير إلى أن 15–20% من تقارير النفقات غير المطابقة تعود في الأساس إلى أخطاء غير مقصودة، مثل تكرار المعاملات أو إرفاق إيصالات غير مفصلة، فإن الإيصالات المصممة بالذكاء الاصطناعي تمثل تحدياً نوعياً جديداً، قد يؤدي إلى تعويض مطالبات مختلقة عن سفر، أو وجبات، أو إقامات لم تتم فعلياً.ولمواجهة هذه التحديات، دعت «إس إيه بي كونكر» المؤسسات إلى اعتماد نهج استباقي يشمل تحديث السياسات الداخلية، وتعزيز الموافقات المسبقة على النفقات، وتكثيف توعية الفرق بالمؤشرات التي قد تكشف التزوير، مثل الأخطاء الإملائية، أو الحسابات غير الدقيقة، أو المظهر الرقمي غير الطبيعي للإيصالات.كما شدّدت الشركة على أهمية الربط التقني بين أنظمة النفقات وبطاقات الشركة ومنصات حجز السفر، واستخدام تحليلات البيانات لاكتشاف الأنماط غير الاعتيادية.خط الدفاع الأقوىوأكدت أن توظيف الذكاء الاصطناعي نفسه في المراجعة والتدقيق يمكن أن يشكّل خط الدفاع الأقوى، إذ يتوقع 55% من المديرين الماليين أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على فرق العمل البشرية في اكتشاف الأخطاء، ومؤشرات الاحتيال المحتملة.وخلصت الدراسة إلى أن الجمع بين السياسات الواضحة، والتدريب المستمر، والحلول التقنية المتقدمة، بات ضرورة ملحّة لتعزيز النزاهة، وحماية الشركات، في عصر تتسارع فيه قدرات الذكاء الاصطناعي، وأساليب إساءة استخدامه.