هل يختفي مرض جروفر من تلقاء نفسه وما أسبابه وأعراضه؟
مرض جروفر أو غروفر هو حالة جلدية نادرة ومؤقتة تظهَر فيها بقع حمراء بارزة ومتقرحة مصحوبة أحيانًا بحكة شديدة حول منتصف الجسم (الجذع) وتَحدث هذه الحالة غالبًا لدى الرجال في منتصف العمر فوق سن الخمسين، ومع ذلك تصاب به النساء أحيانًا، ويُعرف هذا المرض أيضًا باسم التهاب الجلد الدهني (الأكانثولي) العابر (TAD)، وسمي باسم غروفر نسبة إلى رالف غروفر وهو الطبيب الذي وصَفه لأول مرة عام 1970.
ما هو سبب مرض جروفر؟
لا يزال سبب مرض جروفر غير معروف، ولكن نظرًا لارتباطه المتكرر بانسداد مسامات الجلد والحرارة والتعرق، تشير إحدى النظريات إلى أن مرض غروفر ناتج عن تلف قنوات الغدد العرَقية وانسدادها، وقد يكون مرض غروفر ناتجًا عن بعض الأدوية (مثل بعض أدوية العلاج الكيميائي) نتيجة إفراز الدواء واستقلابه في العرَق مما يؤدي إلى تأثيرات سامة على البشرة مُسببًا انحلال الخلايا الشائكة وخلل في التقرن.
وقد سجلت حالات عديدة لدى رجال يَستخدِمون أحواض المياه الساخنة وغرف البخار والبطانيات الكهربائية وغيرها من وسائل التدفئة، كما يمكن أن يكون سببه عمليات زرع الأعضاء أو غسيل الكلى أو التعرض للأشعة السينية، ومن الأسباب المحتملة الأخرى التعرّض إلى الأشعة فوق البنفسجية أو ضوء الشمس، وجفاف الجلد خاصة في فصل الشتاء. يظهَر مرض غروفر أحيانًا لدى الأشخاص المصابين بأنواع معينة من الأكزيما، بما في ذلك التهاب الجلد التأتبي التحسسي.
أعراض مرض جروفر
مرض غروفر هو حالة جلدية تظهَر غالبًا في منطقة الجذع وتصيب الرجال أكثر من النساء، ومن الأعراض الرئيسية لداء جروفر هي:
طفح جلد مفاجئ على الصدر والظهر وأحيانًا على الذراعين والساقين.
بثور تحتوي على سائل مائي رقيق مع بصيلة شعر في مركزها.
بثور متجمعة محاطة بحلقة حمراء منتفخة.
تستمر الأعراض عادة من 6 إلى 12 شهرًا ولكنها قد تختفي قبل ذلك أو تستغرق وقتًا أطول.
كيفية تشخيص مرض غروفر؟
سيقوم الطبيب بالسؤال عن الأعراض وعن التعرض لعوامل الخطر المرتبطة بمرض غروفر، وسيقوم الطبيب بفحص الجلد بصريًا للتحقق من وجود علامات وأعراض مرض جروفر . يقوم الطبيب باستخدام منظار الجلد يعرف باسم ديرماتوسكوب وهو عبارة عن عدسة مكبرة متخصصة، وغالبًا ما يتم التشخيص من خلال التاريخ المرَضي والفحص السريري ولكن في بعض الحالات قد تكون خزعة الجلد ضرورية لتأكيد التشخيص.
تُستخدم أنواع عديدة من الأدوية بالإضافة إلى العلاج الضوئي لتخفيف الأعراض، ومن العلاجات المستخدَمة ما يلي:
الكورتيكوستيرويدات (الكورتيزون) الموضعية: تساعد الكريمات والمراهم الستيرويدية على تقليل الالتهاب والحكة.
الفيتامين د الموضعي: قد تساعد الأدوية الموضعية المحتوية على الفيتامين د مثل الكالسيبوتريول، على تخفيف الحكة والطفح الجلدي.
الريتينويدات الفموية: تُستخدم الريتينويدات الفموية، مثل الإيزوتريتينوين والأسيتريتين، عادةً للأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة أو الذين لا تستجيب أعراضهم للعلاجات الأخرى.
مضادات الهيستامين الفموية: يمكن أن تساعد هذه الأدوية على تخفيف الحكة.
العلاج الضوئي: قد يُخفف تعريض المناطق المصابة من الجلد لأطوال موجية محددة من الأشعة فوق البنفسجية في بيئة مُراقبة من الأعراض.
أدوية أخرى تؤخذ عن الفم أو الحقن: تُستخدم هذه الأدوية أيضًا عادةً للأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة أو الذين لا تستجيب أعراضهم للعلاجات الأخرى.
قد تساعد بعض المنتجات المتاحة دون وصفة طبية في تخفيف الأعراض مثل المرطِّبات والملطفات وكذلك استخدام الصابون غير المعطَّر بدلاً من الصابون المعطر أو السائل، كما يمكن أن تفيد المنتجات المضادة للحكة التي تحتوي على المنثول أو البراموكسين (مخدر موضعي).
كيف يتم علاج مرض غروفر في المنزل؟
يخفف بعض الأشخاص أعراض مرض جروفر باستخدام العلاجات الطبيعية التالية:
عصير الجزر ويتم تناوله عن طريق الفم.
زيت نبات لسان الثور (يوضع على الطفح الجلدي).
زيت جوز الهند (يوضع على الطفح الجلدي).
جذر الخطمي وأوراق البابايا.
أوراق النيم (تهرس وتوضع على الطفح الجلدي).
زيت الزيتون (يوضع على الطفح الجلدي).
الفيتامين سي (يتم تناوله عن طريق الفم).
زيت شجرة الشاي (يوضع على الطفح الجلدي).
حالات مرَضية مصاحِبة لمرض غروفر
حالتان مرضيتان مصاحبتان لمرض غروفر هما السرطان وأمراض الكلى، وهذه الحالة تصاحِب المرض في مراحله النهائية، وقد يَنتج هذا المرض أيضاً بسبب علاجات هذه الأمراض، لكن لا يزال الباحثون غير متأكدين مما إذا كان مرض غروفر ناتجًا عن هذه الحالات المرَضية نفسها أم أنه أحد الآثار الجانبية لأدويتها.
وجَدت دراسة الأمراض المصاحِبة أن 61% من المصابين بمرض غروفر لديهم تاريخ مرَضي للإصابة بالسرطان، كما وجَدت الدراسة أن 32% من تلك الحالات كانت سرطانات غير دموية (سرطانات لا تنشأ في الدم أو نخاع العظم)، وهذا يشير إلى أن أنواعًا معينة من السرطانات قد تسبب مرض غروفر ، ومن النتائج الأخرى المثيرة للاهتمام أن 62% من المصابين بمرض غروفر تلقوا علاجًا كيميائيًا.
الوقاية من مرض جروفر
بما أن الحرارة والتعرق يحفزان الإصابة بمرض غروفر يَنصح الأطباء الأشخاص المعرَّضين لهذا الخطر بتجنب الأماكن أو الأنشطة التي قد تسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مفرط أو زيادة التعرق، ويشمل ذلك ارتداء ملابس ماصّة للرطوبة أو تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، ولا يمكن الوقاية من مرض غروفر دائمًا، لذا يُنصح بمراجعة الطبيب فور ظهور أي أعراض، لأن التشخيص المبكر يساعد على منع تأثير الأعراض على جودة حياة المريض.
الأسئلة الشائعة
هل يزول مرض غروفر نهائيًا؟
غالبًا يزول مرض غروفر من تلقاء نفسه في غضون أسابيع أو أشهر، ولكنه قد يكون مزمنًا أيضًا ويستمر لسنوات ويتكرر ظهوره باستمرار، مما يعني أنه لا يختفي دائماً بشكل كامل أو دائم، ورغم عدم وجود علاج شافٍ، إلا أن علاجات مثل الستيرويدات الموضعية، والمرطِّبات، وتجنب الحرارة والتعرق، تُساهم في السيطرة على الأعراض وقد تتحسن بعض الحالات بتجنب المحفزات أو بتناول الأدوية.
ما هي الأدوية التي تسبّب مرض غروفر؟
قد تسبب بعض الأدوية مرض غروفر، وخاصةً أدوية السرطان مثل مثبطات BRAF (فيمورافينيب، دابرافينيب)، ومثبطات EGFR (سيتوكسيماب)، وبعض العلاجات الكيميائية (دوسيتكسيل، إيتوبوسيد، داونوروبيسين) وتشمل الأدوية الأخرى المُسببة لهذا المرض: د-بنسيلامين، ريبافيرين، سلفادوكسين-بيريميثامين، ومثبطات نقاط التفتيش المناعية (إيبيليموماب) غالبًا ما تزول الحالات الناتجة عن الأدوية عند التوقف عن تناولها، ولكن من الضروري استشارة الطبيب لتشخيص الحالة وعلاجها بشكل صحيح.
هل مرض غروفر مرض مناعي ذاتي؟
يصنَّف مرض غروفر على أنه حالة جلدية غير مناعية على الرغم من أن السبب الدقيق لحدوثه لا يزال غير واضح، إلا أنه يرتبط أكثر بالعوامل البيئية مثل: الحرارة، والتعرق، والشمس، وبعض الأدوية.
هل مرض غروفر وراثي؟
مرض جروفر هو حالة جلدية مكتسبة غير وراثية، مما يعني أنه لا ينتقل في العائلات، على الرغم من أن بعض العوامل مثل الاستعداد الوراثي أو الأمراض الكامنة (مثل السرطان أو أمراض الكلى) يمكن أن تزيد من قابلية الإصابة.
نصيحة من موقع صحتك
الأعراض المصاحِبة لداء غروفر مثل الطفح الجلدي والحكة قد تؤثّر سلبًا على جودة حياة الشخص، لكن الأمر المبشر هو أن هذا المرض ليس خطيرًا على الحياة، وعادة ما يزول خلال 6 إلى 12 شهرًا، ويمكن لأطباء الجلدية مساعدة المرضى على ضبط الحالة والسيطرة على أعراضها، وينصح بتجنب الأجواء الحارة وارتداء ملابس قطنية واسعة لتقليل التهيج واستخدام الكريمات الموصوفة من طبيب الجلدية لتخفيف الأعراض وتسريع التحسن.
آخر تعديل بتاريخ
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






