ثقل العينين والضغط خلفهما: الأسباب الشائعة ومتى يجب القلق

يشكو كثير من الناس من الإحساس بوجود ثقل أو ضغط خلف العينين، وهو شعور قد يكون مزعجًا ويؤثر في القدرة على التركيز وممارسة الأنشطة اليومية. هذا الإحساس لا يأتي من سبب واحد فقط، بل يرتبط بعدة مشكلات صحية تتراوح بين البسيطة والمؤقتة، وأخرى تحتاج إلى تقييم طبي. في هذا المقال نسلّط الضوء على الأسباب الأكثر شيوعًا لوجود ثقل العينين مع توضيح دلالات الأعراض، وذِكر متى ينبغي مراجعة الطبيب، وخيارات العلاج المتاحة.

أسباب ثقل العينين والضغط خلفهما

1. الصداع والصداع النصفي

قبل الدخول في التفاصيل، من المهم معرفة أن الصداع يُعد من أكثر أسباب ثقل العينين انتشارًا، وغالبًا ما يكون غير مرتبط بمشكلة مباشرة في العين نفسها.

الصداع النصفي (Migraine): يترافق غالبًا مع إحساس ثقل العينين وبالضغط خلف العينين. وتشير المصادر الطبية إلى أن هذا النوع قد يصيب جانبًا واحدًا من الرأس، ويكون نابضًا.

الصداع التوتري (Tension headache): يتميز بإحساس شد وضغط حول الرأس والعينين بدلًا من الألم النابض.

الصداع العنقودي (Cluster headache): نادر نسبيًا لكنه شديد، وقد يستمر من 15 إلى 180 دقيقة، ويتكرر حتى 8 مرات يوميًا، وهو رقم يوضح شدة وتكرار النوبات خلال اليوم الواحد.

هذه الأنواع الثلاثة تفسر نسبة كبيرة من أسباب ثقل العينين دون وجود خلل عضوي في العين.

2. التهابات الجيوب الأنفية

الجيوب الأنفية هي فراغات هوائية تقع حول العينين وخلف الأنف. عند التهابها (Sinusitis) تتراكم الإفرازات ويحدث ضغط فيها. قبل استعراض النقاط، تجدر الإشارة إلى أن التهاب الجيوب، خاصة الجيب الوتدي، يعد من الأسباب الشائعة لوجود ثقل العينين بشكل:

ألم نابض وضغط حول مقلتي العين

انسداد أو سيلان الأنف

صداع وفقدان جزئي لحاسة الشم

إفرازات تنزل من الأنف إلى الحلق

حمى، وهي ارتفاع في درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي (37 درجة مئوية)

هذه الأعراض مجتمعة تفسر لماذا يشعر المصاب بثقل مزعج خلف عينيه.

3. اضطرابات الغدة الدرقية

في بعض الحالات، يكون السبب مرتبطًا باضطراب مناعي يُعرف بداء غريفز (Graves’ disease)، وهو يترافق عادة بفرط نشاط الغدة الدرقية.

قبل النقاط، يجب التنبيه إلى أن هذا المرض ليس شائعًا، لكنه من أسباب ثقل العينين التي لا يجب إهمالها.

جحوظ العين بسبب تورم الأنسجة خلفها

جفاف وتهيج العين

حساسية شديدة للضوء

ازدواجية الرؤية

في الحالات المتقدمة، قد يَحدث ضعف في النظر

تورم الأنسجة خلف العين هو ما يفسر الإحساس بالضغط والثقل.

4. التهاب العصب البصري

يحدث التهاب العصب البصري (Optic neuritis) عندما يلتهب العصب الواصل بين العين والدماغ.

قبل تعداد الأعراض، من المهم معرفة أن هذا الالتهاب قد يكون مؤقتًا، لكنه من أسباب ثقل العينين التي تحتاج تقييمًا متخصصًا.

تشوش الرؤية أو نقصها

بهتان الألوان، أي أن الألوان تبدو أقل حدة

ألم في العين يزداد مع الحركة

فقدان مؤقت للرؤية في عين واحدة، وقد يستمر عدة أسابيع قبل التحسن

5. آلام الأسنان

قد يبدو غريبًا، لكن ألم الأسنان، خاصة الناتج عن عدوى، يُعد من أسباب ثقل العينين .

قبل النقاط، يجدر التوضيح أن الأعصاب في الوجه مترابطة، لذلك ينتقل الألم عبرها بسهولة بشكل:

ألم نابض يمتد إلى العين

إحساس بالضغط في نصف الوجه

تورم قد يصل إلى محيط العين أو الرقبة

وجود تورم مع ألم الأسنان يستدعي مراجعة طبية عاجلة.

6. إصابات الوجه

الإصابات الناتجة عن الحوادث أو الرياضة من أسباب ثقل العينين التي تظهر فجأة.

قبل استعراض العلامات، يجب الانتباه إلى أن كسور محجر العين قد تكون خطيرة.

بروز العين أو غؤورها

كدمة سوداء حول العين

ازدواجية أو ضعف في الرؤية

خدر في الخد أو المنطقة المحيطة

يعتمد العلاج دائمًا على السبب، وهذا ما يفسر تنوع أساليبه. قبل النقاط، من المهم التأكيد أن علاج أسباب ثقل العينين يبدأ بالتشخيص الصحيح.

مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول للصداع

مضادات حيوية أو بخاخات أنفية للحالات البكتيرية في الجيوب

رفع الرأس أثناء النوم وتقليل التوتر

متى يجب زيارة الطبيب؟

ليس كل إحساس بالضغط خطيرًا، لكن بعض العلامات تستوجب القلق، مثل:

فقدان مفاجئ في النظر

جحوظ واضح في العين

تورم الوجه أو الحمى

صداع متكرر وشديد

في هذه الحالات، قد يطلب الخبراء فحوصات مثل الأشعة المقطعية (CT scan) أو الرنين المغناطيسي (MRI) لكشف السبب بدقة.

نصيحة من موقع صحتك

يَنصح موقع صحتك بعدم تجاهل تكرار الأعراض، فاستمرار الإحساس بوجود ثقل العينين أكثر من عدة أيام، أو تكراره مع صداع شديد، قد يشير إلى مشكلة تحتاج تقييمًا مبكرًا. الاكتشاف المبكر يقلل من المضاعفات، خاصة في الحالات المرتبطة بالأعصاب أو الغدة الدرقية.

في النهاية، تتعدد اسباب ثقل العينين بين صداع عابر، والتهابات بسيطة، وأمراض تحتاج متابعة طبية. الفهم الجيد للأعراض ومعرفة متى يجب طلب المساعدة هو المفتاح للحفاظ على صحة العينين. تجاهل الأعراض قد يطيل مدة المعاناة، بينما التشخيص المبكر يسهّل العلاج ويمنح طمأنينة أكبر.