الشرع: ضوابط الإعلام ضرورية لمنع إثارة النعرات الطائفية وإيذاء الناس

قال الرئيس السوري أحمد الشرع، إن السوريين ينعمون بمستوى عالٍ من الحرية، مشيراً إلى أن التجارب السابقة التي حاولت حصر الإعلام في "بوتقة صغيرة" لم تعد قابلة للتطبيق في عالم مفتوح على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح أن أي سلطة في العالم لا تستطيع تكميم الأفواه، وإنما هناك ضوابط وقوانين يجب أن تحمي الجميع، سواء السلطة أو الشعب أو المؤسسات.

ضوابط الحرية وأهمية النقد

أكد الشرع خلال لقاء مع "الإخبارية السورية" أنه يستمع إلى من ينتقده، وأن حرية الإعلام المطلقة غير موجودة في أي مكان بالعالم، وأن الضوابط ضرورية لمنع إثارة النعرات الطائفية أو إيذاء الناس، لكنها يجب أن تكون قليلة وواضحة.

واعتبر أن وجود أصوات ناقدة أمر صحي يغذي السلطة ويحفزها، شرط أن يبقى النقد ضمن حدود الأدب والأخلاق، مضيفاً أن الوعي السوري والعربي ازداد خلال السنوات الماضية، ولم يعد من الممكن منعه أو تجاهله.

قوانين ناظمة للحياة السياسية

أوضح الرئيس الشرع أن العمل السياسي من دون قوانين ناظمة يفتح الباب أمام النزاعات والخلافات، مشدداً على أن المؤسسات المعنية، مثل وزارة الإعلام ومجلس الشعب، تتحمل مسؤولية وضع الأطر المنظمة للمهنة والسياسة.

وبيّن أن سوريا تمر بمرحلة انتقالية تتطلب ضوابط قد تكون مضيقة مؤقتاً، لكنها ستتسع تدريجياً وصولاً إلى التعددية السياسية والآراء المختلفة، باعتبارها الحالة الطبيعية التي تليق بسوريا.

الإصلاح الدستوري والتعددية

أشار الشرع إلى أن إعداد الإعلان الدستوري الأخير جرى بمشاركة خبراء موثوقين راجعوا دساتير سابقة، مؤكداً أنه منحهم حرية كاملة في العمل، وأن ما نتج عن هذا الجهد التزم به بشكل كامل.

ولفت إلى أن أي قرار يحصل على إجماع مطلق قد يكون دليلاً على خلل، وأن وجود اختلاف الآراء أمر صحي يعكس حيوية المجتمع.

رسالته إلى السوريين

اختتم الرئيس الشرع حديثه بالتأكيد على مشاعره الفياضة تجاه السوريين، قائلاً إن التغيير عملية متدرجة لا يمكن أن تتحقق دفعة واحدة بعد عقود من الحرمان.

وأضاف أن التحسينات باتت ملموسة خلال الأشهر الماضية، وستظهر إنجازات جديدة بشكل مستمر في البنية التحتية والخدمات، داعياً إلى الصبر والثقة والموضوعية في طرح القضايا.

وأكد أن ما تحقق حتى الآن إنجاز كبير كان يُعد مستحيلاً، مشيراً إلى أن الله كما أكرم السوريين بالتحرير سيكرمهم بحل مشكلاتهم بشكل متدرج وفعّال يمس كل بيت في البلاد.