هل يحرك حصار أمريكا لفنزويلا أسواق النفط العالمية؟

هل يحرك حصار أمريكا لفنزويلا أسواق النفط العالمية؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض حصار شامل على ناقلات النفط المرتبطة بفنزويلا، واصفاً إياه بأكبر حشد بحري في تاريخ المنطقة. الهدف المعلن هو قطع شريان الحياة عن نظام “مادورو”، مما يؤثر على أسواق النفط العالمية.

بينما تصر فنزويلا على أن صادراتها تبحر “بأمان تام”. حيث تعتمد فنزويلا (مثل روسيا وإيران) على شبكة من 900 سفينة قديمة تسمى “الأسطول الخفي”, بحسب أرقام.

تأثير حصار أمريكا لفنزويلا على أسواق النفط

حيث تعتمد شبكات تهريب النفط الخاضع للعقوبات تكتيكات معقدة للتمويه. كالتالي:

تغيير أعلام السفن (Flags of Convenience) للتنصل من الرقابة الدولية.

إغلاق أجهزة التتبع (AIS) لإنشاء “فجوات معلوماتية” حول مسار الناقلات. وصولًا إلى عمليات نقل النفط بين السفن في عرض البحر (STS) لإخفاء مصدر الشحنات الأصلي.

كما تبرز الصين كأكبر زبون لهذه التجارة؛ حيث تستغل حاجة المنتجين لتصريف النفط بأسعار مخفضة.

في حين تعتمد على العملات المشفرة كقناة مالية بديلة وآمنة بعيداً عن نظام “سويفت” والرقابة المصرفية التقليدية. ما يجعل تعقب هذه المعاملات وتجفيف منابعها تحديًا أمنيًا واقتصاديًا كبيرًا.

فهرس المحتوي

فنزويلا “الحلقة الأضعف”التداعيات على أسواق النفط العالميةمقامرة اقتصاديةتأثر المملكة العربية السعودية

فنزويلا “الحلقة الأضعف”

على عكس روسيا وإيران، تبدو فنزويلا أكثر عرضة للخطر للأسباب التالية:

ضعف القوة العسكرية: لا تملك الردع العسكري الذي تمتلكه موسكو أو طهران.

إنتاج متدهور: تراجع إنتاجها من 3.5 مليون برميل يوميًا في التسعينيات إلى نحو 900 ألف برميل حاليًا.

أخيرًا التبعية للاستيراد: الحصار سيفاقم نقص الغذاء والوقود ويرفع التضخم لمستويات قياسية (700%).

التداعيات على أسواق النفط العالمية

الخطر الحقيقي لا يكمن في فنزويلا وحدها؛ بل في الرسالة الموجهة للشركاء:

أسعار النفط: إزاحة النفط الفنزويلي قد ترفع السعر بين 5 إلى 8 دولارات للبرميل.

الصدام مع الصين: فمنع النفط الرخيص سيكبدها تكاليف إضافية باهظة.

المعضلة الروسية الإيرانية: “الأسطول الخفي” هو شبكة واحدة؛ فإذا نجحت أمريكا في تفكيكه بفنزويلا، سيمتد الأثر لروسيا وإيران.

مقامرة اقتصادية

إقدام واشنطن على تطبيق هذا الحصار بصرامة يضعها أمام مقامرة اقتصادية وسياسية كبرى؛ فمن ناحية قد تنجح في تضييق الخناق على ميزانية “كاراكاس”. لكنها من ناحية أخرى تخاطر بإشعال أسعار الوقود عالمياً.

وهو ثمن سيتحمله المستهلك الأمريكي مباشرةً عند محطات الوقود. والأخطر من ذلك، أن استهداف “الأسطول الخفي” المشترك قد يجر الولايات المتحدة إلى صدام مباشر وغير محسوب مع قوى كبرى. مثل روسيا والصين، اللتين لن تقبلا بتعطيل سلاسل إمداداتهما النفطية أو تهديد أمن الملاحة الدولية الذي تضمنه هذه الشبكة المعقدة من السفن.

تأثر المملكة العربية السعودية

تأثر المملكة العربية السعودية بالتصعيد الأمريكي ضد النفط الفنزويلي، يضع المملكة في قلب المشهد بصفتها “صمام أمان” الطاقة العالمي. كما يعزز دورها بصفتها الدولة الوحيدة التي تملك طاقة إنتاجية فائضة.

وبالتالي ستكون الرياض هي “المنقذ” الوحيد لتعويض نقص الإمدادات (800 ألف برميل يوميًا). ما يعزز ثقلها السياسي كضامن لاستقرار الاقتصاد العالمي. كما يعود عليها بمكاسب مالية أكبر بسبب ارتفاع الأسعار، إضافة إلى كونها البديل الأول لواردات الصين من النفط الفنزويلي.

الرابط المختصر :