علامات سرطان الدماغ : علامات مفاجئة لا تتجاهلها

علامات سرطان الدماغ علامات مفاجئة لا تتجاهلها.أورام الدماغ نادرة، ولكنها قد تكون خطيرة. واحتمال الإصابة بورم في الدماغ أو الحبل الشوكي أقل من 1% خلال حياة الإنسان، ومعظم أورام الدماغ ليست سرطانية، ومع ذلك هناك بعض الأعراض التي تستحق الانتباه، خاصة إذا استمرت أو ظهَرت بشكل غير معتاد. التعرف المبكر على علامات سرطان الدماغ مهم لأن هذه المؤشرات غالبًا ما تشبه الحالات اليومية، مما يدفع كثيرين لتجاهلها.

تحدي كشف علامات سرطان الدماغ المبكرة

غالبًا ما تشبه الأعراض المبكرة للأورام الدماغية مشاكل شائعة مثل: التوتر، والصداع، والتعب، والقلق، وحتى انقطاع الطمث. يصِف المرضى غالبًا شعورًا غامضًا أو تغيرات عصبية قصيرة يمكن نسبتها بسهولة إلى الانشغال أو قلة النوم، ونظرًا لأن الأعراض تتطور تدريجيًا، فقد تبقى غير ملحوظة لأسابيع أو أشهر.

في كثير من الحالات، يفترض الشخص وفريق الرعاية في البداية أن هذه العلامات ناتجة عن حالات أكثر شيوعًا وبساطة، مما يساهم في تأخير التشخيص. هناك عوامل خطر معروفة وقليلة ترتبط بأورام الدماغ، بما في ذلك التعرض للإشعاع وبعض الاستعدادات الوراثية، ولكن حتى مع انخفاض هذا الخطر، يبقى الانتباه للتغيرات العصبية المستمرة أو غير المبررة أمرًا مهمًا.

النوبات الاختلاجية: مؤشر شائع

واحدة من أكثر علامات سرطان الدماغ شيوعًا هي حدوث النوبات شبيهة بنوبات الصرع، وخصوصًا لدى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ سابق باضطرابات تسبب هذه النوبات. كثير من مرضى الأورام الدماغية يعانون من نوبة واحدة على الأقل خلال مسار المرض. لا يعني هذا أن النوبات الاختلاجية دليل على سرطان الدماغ، فغالبية النوبات ناتجة عن أسباب أخرى غير الأورام، ولكن كون سرطان الدماغ أحد الأسباب المحتملة يبرز أهمية التقييم الطبي المناسب. قد تكون هذه النوبات على شكل تشنجات مفاجئة، أو حركات متكررة غير معتادة، أو لحظات فقدان للوعي.

تغيّرات الإحساس أو ضعف الأطراف

قد يشير الخدر التدريجي، أو التنميل، أو ضعف الحركة في أحد الأطراف، وخصوصًا إذا ظهَر على جانب واحد من الجسم إلى وجود ورم دماغي محتمل. يصِف بعض المرضى شعورًا متغيرًا بالتنميل أو الضعف في الذراع أو الساق على مدى أيام أو أسابيع. تعكس هذه الأعراض اضطرابات محتملة في مناطق التحكم الحركي أو الحسي في الدماغ. على الرغم من أن هذه الأحاسيس قد تكون مرتبطة بالضغط العصبي، أو الصداع النصفي، أو مشاكل الدورة الدموية، إلا أن الأعراض المستمرة على جانب واحد تستحق الانتباه.

الصداع المستمر أو غير المعتاد

عادةً لا يشير الصداع بمفرده إلى وجود ورم، فهو حالة شائعة جدًا ويمكن أن تنشأ نتيجة العديد من الأسباب منها الجفاف، والتوتر، وقلة النوم، ولكن قد يشير الصداع الجديد، أو المتزايد، أو المستمر الذي لا يستجيب للأدوية البسيطة إلى مشكلة تتطلب الفحص. يصِف بعض الأفراد شعورًا مستمرًا بالضغط بدلًا من الألم المتقطع، ويصبح الصداع مقلقًا أكثر عندما تصاحبه تغييرات عصبية أخرى، مثل الرؤية الضبابية أو صعوبة الكلام.

صعوبة الفهم أو إيجاد الكلمات

يذكر مرضى سرطان الدماغ حدوث أعراض مرتبطة بالكلام قد تتمثل بصعوبة في تكوين الجمل، أو تذكّر الكلمات الصحيحة، أو متابعة المحادثات، وعادة ما تتطور هذه المشاكل تدريجيًا. بل قد يضطر بعض المرضى إلى كتابة أعراضهم لأنهم لم يتمكنوا من التعبير عنها شفهيًا. غالبًا ما تُعزى هذه التغيرات إلى التوتر أو التعب، ولكن عند استمرارها، قد تكون أحد علامات سرطان الدماغ المبكرة.

تغيّرات الرؤية

يمكن أن تسبب الأورام المؤثّرة على العصب البصري أو الفص القذالي مشاكل في الرؤية، وقد يلاحِظ المصابون رؤية مزدوجة، أو ضبابية، أو زيادة حساسية للضوء، أو تشوهات في الأشكال التي يرونها، ووصَف بعض المرضى مشاهدة الخطوط المستقيمة وكأنها منحنية أو غير منتظمة. يجب عدم تجاهل التشوهات البصرية المفاجئة أو المتزايدة، خصوصًا عندما تصاحبها علامات عصبية أخرى.

علامات أقل شيوعًا

تظهَر بعض الأعراض بشكل أقل تكرارًا لكنها مهمة للتعرف عليها:

تغيرات التوازن: قد تكون صعوبة المشي، والشعور بعدم الثبات، أو الميل إلى جانب واحد ناجمة عن أسباب متعددة، بما في ذلك اضطرابات الأذن أو الصداع النصفي، لكنها قد تشير أيضًا إلى وجود ورم دماغي.

الارتباك أو "ضبابية الدماغ": غالبًا ما تُعزى صعوبة التركيز وتذكّر المهام والتفكير بوضوح إلى قلة النوم أو التوتر، ولكن عندما تصاحبها مشاكل في الكلام، أو التوازن، أو الرؤية، تصبح الحاجة لمراجعة الطبيب أكبر.

تغيرات الشخصية أو السلوك: قد تظهَر سرعة الانفعال، وفقدان الدافع للعمل، والتهور، والتغيرات العاطفية تدريجيًا، وغالبًا ما تُعزى هذه التغيرات للإرهاق أو ضغوط الحياة، ولكنها قد تدل أيضًا على مشكلة تؤثر في الدماغ منها سرطان الدماغ.

أعراض شبيهة بالسكتة الدماغية

تشبه بعض علامات سرطان الدماغ المبكرة أعراض السكتة الدماغية مثل الرؤية الضبابية، والميل إلى جانب من الجسم، والتغييرات في السلوك، ولكن يكمن الفرق الرئيسي في سرعة ظهور الأعراض، حيث تظهَر أعراض السكتة الدماغية فجأة، غالبًا خلال دقائق، بينما تتطور أعراض الورم تدريجيًا على مدار أيام أو أسابيع أو أشهر.

الأسئلة الشائعة

هل كل صداع مستمر يعد علامة على ورم دماغي؟

لا، فالصداع شائع جدًا وعادة لا يكون مرتبطًا بالأورام. فقط الصداع الجديد، أو المتزايد، أو المستمر الذي تصاحبه أعراض عصبية أخرى مثل تغيرات الرؤية، أو صعوبة الكلام، أو التنميل المستمر، يُعتبر من بين علامات سرطان الدماغ المحتملة.

كيف يمكن التمييز بين أعراض السكتة الدماغية وأعراض الورم الدماغي؟

الفرق الرئيسي هو سرعة ظهور الأعراض، حيث تظهَر أعراض السكتة الدماغية بسرعة وبشكل مفاجئ، بينما تتطور أعراض الورم تدريجيًا على مدى فترة طويلة. يجب تقييم التغيرات العصبية سواء تطورت بشكل مفاجئ أو تدريجي.

نصيحة من موقع صحتك

مع أن معظم الأعراض الشبيهة بعلامات سرطان الدماغ ناتجة عن حالات أكثر شيوعًا وأقل خطورة، إلا أن التغيرات العصبية المستمرة أو غير المعتادة تستحق الانتباه. يجب عدم تجاهل التحولات الطفيفة في الكلام، أو الرؤية، أو الحركة، أو السلوك، خصوصًا إذا تطورت مع مرور الوقت. يساعد التقييم الطبي المبكر على تحقيق الطمأنينة، والإرشاد، والرعاية المناسبة في الوقت المناسب.