هجوم تدمر: واشنطن تؤكد متابعة العمل مع دمشق و"قسد" تدعو إلى العمل المشترك

في هجوم يعد الأول من نوعه، قتل جنديان أميركيان ومترجم فوري مدني قتلوا في سوريا أمس السبت على يد مسلح مشتبه بانتمائه لتنظيم “داعش” في قبل أن يُقتل بالرصاص، في منطقة تدمر بالبادية السورية.

وقالت القيادة المركزية الأميركية، إن أفراداً أميركيين تعرضوا لكمين مسلح نفذته خلايا تنظيم “داعش” في البادية، بينما أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، أن الحادث وقع عند باب أحد المقار العسكرية في بادية تدمر، حيث أقدم عنصر من “داعش” على إطلاق النار.

تحذيرات مسبقة

المتحدث باسم وزارة الداخلية، قال إن قيادة الأمن الداخلي كانت قد أطلقت تحذيرات مسبقة للقوات الشريكة في منطقة البادية من احتمال حصول خرق أمني أو هجمات متوقعة لتنظيم “داعش”، قبل حادثة إطلاق النار التي وقعت في بادية تدمر.

وأشار البابا إلى أن قوات التحالف الدولي لم تأخذ التحذيرات السورية المتعلقة بإمكانية تنفيذ “داعش” لخرق أمني بعين الاعتبار. وأكد أنه يجري التأكد مما إذا كان منفذ الهجوم مرتبطاً تنظيمياً بـ “داعش” أم يحمل فكر التنظيم فقط، وفق ما نقلت “الإخبارية السورية”.

بحسب البابا، فإن منفذ الهجوم لا يملك أي ارتباط قيادي داخل الأمن الداخلي أو تشكيلات الحراسة في الحكومة السورية، مشيراً إلى أنه جرى تحييده بعد اشتباكه مع قوات الأمن وقوات التحالف الدولي.

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث قال إن قوات شريكة قتلت المهاجم، موضحاً أنه كان عنصراً من “داعش” بمفرده، بينما أشار “البنتاغون” إلى أن الهجوم حدث أثناء اجتماع بشأن مكافحة الإرهاب وداعش”.

على خلفية الهجوم، شنت قوات التحالف الدولي، بمساندة قوى من الأمن السوري، حملة اعتقالات في مدينة تدمر بريف حمص، حيث دخل رتل أميركي إلى أحياء في المدينة، بغطاء جوي.

وسبق ذلك إلقاء طائرات أميركية قنابل مضيئة في سماء المدينة، في حين نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي رفيع قوله، إن الولايات المتحدة أرسلت بعد الهجوم مقاتلتي إف-16 للتحليق فوق تدمر في استعراض للقوة.

ما موقف واشنطن؟

نعى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مقتل “ثلاثة أمريكيين وطنيين في سوريا، جنديين ومترجماً مدنياً واحداً”. وأضاف في منشور عبر منصة “تروث سوشيال”: “كان هذا هجوماً من تنظيم داعش ضد الولايات المتحدة وسوريا في منطقة شديدة الخطورة من سوريا لا تخضع بالكامل لسيطرتهم”.

زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى البيت الأبيض

وأكد ترامب أن “الرئيس السوري أحمد الشرع غاضب ومنزعج للغاية من هذا الهجوم”، مشيراً إلى أنه ستكون هناك عملية انتقامية شديدة القسوة.

وقال الرئيس الأمريكي في تصريحات صحفية قبيل توجهه إلى البيت الأبيض: “ننعى ثلاثة أمريكيين عظماء فقدوا في كمين بسوريا”، مضيفاً أن الولايات المتحدة سترد إذا تعرّضت قواتها لهجوم آخر في سوريا.

بدوره، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم براك، في منشور له عبر منصة “إكس”: “ننعى بخسارة ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية وشخصاً مدنياً، ونتمنى الشفاء العاجل للقوات السورية المصابة في الهجوم”.

وأكد المبعوث الأمريكي أن بلاده ستبقى ملتزمة بهزيمة الإرهاب، ومواصلة العمل مع الشركاء السوريين في هذا المسار.

“قسد” تدعو إلى العمل المشترك

القيادة العامة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أصدرت بياناً أدانت فيه الهجوم الذي وصفته “بالإرهابي” بأشد العبارات. وأكدت أن قواتها وبالتنسيق الكامل مع التحالف الدولي، لم تسمح “للتنظيمات الإرهابية” بإعادة تنظيم صفوفها أو تهديد أمن المنطقة والعالم من جديد. وشدد على أن الرد سيكون حازماً ومباشراً بحق الجهات المنفذة والداعمة للهجوم.

وأكد البيان أن قوات سوريا الديمقراطية أثبتت قدرتها على تفكيك البنية العسكرية لمرتزقة داعش واقتلاع جذوره في شمال وشرق سوريا، مشيراً إلى الجاهزية الكاملة لنقل المعركة ضد الإرهاب إلى أي بقعة من الجغرافيا السورية، والعمل على اجتثاثه أينما وجد، دون تهاون أو تراجع.

“إن ازدياد هذه الهجمات يتطلب مزيداً من الإرادة وبذل الجهود المشتركة على المستوى الوطني في عمليات مكافحة الإرهاب وخلاياه.”

قائد “قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي

وأعرب عبدي عن أسفه لإصابة عناصر من الأمن العام السوري وجنود أميركيين في هجوم البادية السورية، أثناء تأدية مهامهم.

وأدانت عدد من الدول الهجوم الذي نفذه عنصر يشتبه بانتمائه لتنظيم “داعش” في سوريا، مشددة على رفضها لجميع أشكال العنف والإرهاب، بينما أدان مسؤولون ونواب أمريكيون الهجوم. وأعلن مدير المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب جو كينت، أن المركز يتعاون بشكل مكثف مع الشركاء للتحقيق وتفكيك الشبكات المتورطة في الهجوم.