ريبورتاج-كأس الأمم الأفريقية 2025: "نرحب بالجميع في المغرب لكن الكأس لابد أن تبقى هنا"

عاشت الرباط يوما هادئا كالعادة، لكن الأجواء فيها عشية انطلاق كأس الأمم الأفريقية 2025 لكرة القدم تحولت، إذ تزينت شوارعها فوق العادة وازداد نشاط سكانها وارتفع نسق التحركات في مختلف أزقتها. "نعم، نحن معتادون على رؤية السياح في بلادنا، إلا أن الأمر مختلف هذه المرة، فقد تضاعف العدد وانتشر الفرح ليس في الرباط فقط، وإنما في كل أطراف المملكة، والجميع ينتظر موعد انطلاق كأس الأمم الأفريقية بفارغ الصبر"، يؤكد أنس وهو يصطف مع زوجته أصالة لدخول منطقة المشجعين في عاصمة المملكة، لحضور حفل موسيقي كبير يعلن اقتراب صافرة بداية العرس الأفريقي.

أنس وأصالة يأملان بفوز المغرب بكأس الأمم الأفريقية. الرباط، 20 ديسمبر/كانون الأول 2025. © علاوة مزياني/فرانس24

احتفل أنس، الخميس الماضي في مدينة القنيطرة المجاورة للرباط، بتتويج منتخب المغرب الرديف بكأس العرب، وهو يمني النفس بأن تدوم الفرحة خلال العرس الأفريقي وتنتهي بخير الختام: تتويج "أسود الأطلس" بالكأس. استعراض شعبي بهيج في قلب الرباط وقد أعرب كل من تحدثنا إليهم عن فرحتهم الشديدة بضيافة القارة السمراء في المغرب، وإذا كانت هناك كلمة ترددها الألسنة فهي كلمة "مرحبا". فقد شهد شارع محمد الخامس الرئيسي في العاصمة الملكية ظهر السبت استعراضا شعبيا بهيجا تنوعت فيه الألوان لتعكس تنوع مظاهر الثقافة الأفريقية، وانتشرت البشاشة في وجه السكان والحاضرين بشكل خاص، سواء المحليين أو الأجانب. اقرأ أيضاكأس الأمم الأفريقية 2025: عرس كروي قاري في المغرب

استعراض أفريقي في شوارع الرباط. 20 ديسمبر/كانون الأول 2025. © كاسندر توسان/ فرانس24

وفي مشهد يدل على تحول العالم إلى الزمن الرقمي، رفع كثيرون هواتفهم الذكية لتخليد هذا الموقف التاريخي في بلد يستضيف كأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية بعد عام 1988. وسار الحشد بشكل منتظم نحو الشوارع المحاذية في صخب بهيج. وقالت أصالة لاحقا، أمام منطقة المشجعين: "كل شيء جاهز، الجو دافئ ومرحب، هذا هو طابعنا في المغرب"، فالجميع هنا شغوف بكرة القدم". وتابعت: "يمكنك أن تعاين وتشعر بروح كأس الأمم الأفريقية، يمكنك أن تعيش كأس الأمم الأفريقية". أما أنس، فهو سعيد جدا إذ تمكن من الحصول على تذكرة لحضور مباراة الافتتاح بين المغرب وجزر القمر، وكذلك تذكرة لحضور النهائي في 18 يناير/كانون الاثني. ويشدد على أن "المغرب هو المرشح للفوز"، لكن "النهاية، ما يهم هو ما يحدث على أرض الملعب" حسب اصالة. اقرأ أيضا المغرب يستقبل القارة السمراء في أجواء احتفالية...وعينه على النجمة الثانية "لدينا فريق متميز... لكن حذار" يؤكد مهدي هذا التفاؤل الحذر قائلا إن "الأسود فريق قوي ومتميز، ولدينا لاعبين متألقين في كبرى الأندية العالمية، إلا أن هناك فرق أخرى ربما أقوى، والدليل أن انتصاراتنا الأخيرة كلها تحققت بشق النفس". ويعد المغرب أول منتخب أفريقي في تصنيف الفيفا، الحادي عشر عالميا، وسجل 18 فوزا متتاليا في سلسلة لا تزال مستمرة. لكن شقيق مهدي، عبد الحكيم، لا يشاطره الرأي. فهو يتحدث عن موعد تاريخي، لاسيما بعد إعلان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، السبت، عن تحول موعد تنظيم البطولة لتتحول إلى مرة واحدة في كل أربع سنوات (بدلا من اثنتين منذ نشأتها في عام 1957). وقال عبد الحكيم، الذي سيحضر مباراة الافتتاح مع مهدي: "سندخل التاريخ أكثر في حال حصلنا على اللقب القاري، فكيف لا نأمل أن يرفع أشرف حكيمي الكأس بعد خمسين عاما من الانتظار! سيكون الأمر جميلا للغاية".

أمير، لاعب كرة القدم الناشئ، بمنطقة المشعين في مدينة الرباط عشية انطلاق كأس الأمم الأفريقية. 20 ديسمبر/كانون الأول 2025. © علاوة مزياني/ فرانس24

أما أمير، اللاعب الناشئ الذي التقيناه داخل منطقة المشجعين برفقة والدته نعيمة، فيتمنى "أن تبقى الكأس" في بلده، "فقد مضى وقت طويل منذ أن فزنا بها آخر مرة" (في عام 1976). وماذا عن نعيمة، مدربة فريق كرة القدم النسائي محلي لمدينة الرباط؟ إنها تأمل "قبل كل شيء في الاحتفال خلال هذه البطولة بما سمته عيد كرة القدم الأفريقية". وتشدد على كرم الضيافة المغربي، قائلة: "طبعا، نأمل أن يفوز المغرب، لكننا نريد الاستمتاع بهذه الأجواء الرائعة والترحيب بالجميع". فهل من زئير يا "أسود الأطلس"؟!