حصتان من الفول السوداني يوميًا قد يساعد في تعزيز صحة الدماغ

حصتان من الفول السوداني يوميًا قد يساعد في تعزيز صحة الدماغ

إعداد وتحرير

تدقيق طبي

حصتين من الفول السوداني يوميًا قد يساعد في تعزيز صحة الدماغ.

تزايد الاهتمام في السنوات الأخيرة بالدور الذي قد يلعبه الفول السوداني في دعم صحة الدماغ، خاصة لدى كبار السن، وجَدت دراسة حديثة أن تناول حصتَين يوميًا من الفول السوداني المحمّص مع القشرة قد يرتبط بتحسين تدفّق الدم إلى الدماغ وتعزيز الذاكرة اللفظية، ورغم أن النتائج تبدو واعدة، إلا أنها ما تزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيدها قبل اعتمادها كتوصية صحية.

كيف أُجريت الدراسة؟

ركّزت الدراسة التي أجريت في (Maastricht University Medical Center) على بالغين تتراوح أعمارهم بين 60 و75 عامًا، جميعهم بصحة جيدة وبوزن ثابت، ولا يعانون من أمراض قد تؤثر على النتائج. مرّ المشاركون بمرحلتَين في هذه الدراسة:

مرحلة تحكّم لمدة 16 أسبوعًا: امتنعوا خلالها عن تناول الفول السوداني والمكسّرات.

مرحلة اختبار لمدة 16 أسبوعًا: تناولوا خلالها 60 غرامًا يوميًا من الفول السوداني المحمّص مع القشرة، أي ما يعادل حصتين كاملتين.

حصَل المشاركون على استراحة مدتها 8 أسابيع بين المرحلتين، وخلال كل مرحلة، خضعوا لفحوصات تشمل قياس ضغط الدم، وسحب عينات دم، وتقييمات غذائية، إضافة إلى تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي واختبارات للذاكرة.

الفول السوداني ودوره المحتمل في تحسين تدفّق الدم للدماغ

أظهَرت نتائج مرحلة تناول الفول السوداني زيادة ملحوظة في تدفّق الدم إلى الدماغ؛ وتشمل:

ارتفاع تدفّق الدم في الدماغ بنسبة 3.6%.

زيادة تدفّق الدم في المادة الرمادية بنسبة 4.5%.

تحسّن أكبر في مناطق مرتبطة بالذاكرة واتخاذ القرارات وصلت إلى 6.6% في الفص الجبهي و4.9% في الفص الصدغي.

ويُرجّح الباحثون أن هذه الزيادة في تروية الفصَّين الجبهي والصدغي هي ما أدّى إلى تحسن الأداء في اختبارات الذاكرة اللفظية. يُذكر أن الدراسة نُشرت في مجلة (Clinical Nutrition)، وقد اقترحَت أن العناصر الغذائية الموجودة في الفول السوداني، مثل: البروتينات، والدهون الصحية، والبوليفينولات، ومضادات الأكسدة والأرجينين قد تلعب دورًا في تحسين وظائف الأوعية الدموية.

فوائد إضافية لاحظتها الدراسة

خلال مرحلة تناول الفول السوداني، انخفض ضغط الدم الانقباضي لدى المشاركين بمعدل 5 ملم زئبقي، وهو تحسن له أهمية في تقليل مخاطر أمراض القلب والسكتة الدماغية، كما أظهَرت اختبارات الذاكرة تحسّنًا طفيفًا لكنه ملحوظ، إذ تذكّر المشاركون كلمة إضافية مقارنة بمرحلة عدم تناول الفول السوداني، وعلى الرغم من أن هذا التحسن يبدو صغيرًا، إلا أنه يشير إلى تأثير محتمل على الذاكرة اللفظية.

محدودية الدراسة ولماذا نحتاج لمزيد من البحث

رغم أن النتائج مشجعة، فقد أشار الخبراء إلى عدد من المحددات المهمة:

حجم العينة صغير، إذ شمل 31 شخصًا فقط ما قد يقلل القوة الإحصائية للنتائج.

المشاركون جميعهم أصحاء ولا يعانون من مشاكل مزمنة، مما يعني أن النتائج قد لا تنطبق على فئات أخرى.

الدراسة ممولة من جهة مرتبطة بالفول السوداني، رغم أن الباحثين أكدوا استقلالية تحليل البيانات.

شدد الخبراء أيضًا على أن هذه النتائج ليست علاجًا لأي شكل من أشكال التدهور المعرفي، بل مؤشرًا على فائدة محتملة تحتاج لدراسات أكبر وأطول مدة.

نصيحة من موقع صحتك

تبدو نتائج هذه الدراسة مشجعة، ولكنها ليست نهائية، وإذا رغبتَ بإضافة الفول السوداني إلى نظامك الغذائي، فاختر الكميات المناسبة وراعِ احتياجاتك الصحية، مع تذكّر أن التنوع الغذائي هو الأساس لتحقيق فائدة شاملة، والأهم أن تعتمد على نمط حياة صحي يشمل الحركة المستمرة، والتغذية المتوازنة، والمتابعة الطبية الدورية.

آخر تعديل بتاريخ

15 ديسمبر 2025