Published On 23/12/2025|آخر تحديث: 23:41 (توقيت مكة)في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء انقلبت حياة السكان في كل من مخيم قلنديا وحيي كفر عقب وسميرا ميس شمال مدينة القدس رأسا على عقب، إثر اقتحام ضخم شنته شرطة وجيش الاحتلال رفقة 10 جهات حكومية مختلفة استُهدف خلالها البشر والحجر والشجر على مدار عدة ساعات قبل أن ينسحب الاحتلال مخلفا دمارا كبيرا وخسائر مادية ضخمة.ونُفذ الاقتحام من 3 محاور هي حاجز قلنديا العسكري، ومستوطنة "كوخاف يعقوب" المقامة على أراضي صودرت من قرية كفر عقب، ومستوطنة "بسغوت" في جبل الطويل على أراضي مدينة البيرة.وبمجرد تنفيذ الاقتحام بدأ الاعتداء على كافة المحال التجارية المنتشرة على جانبي الشارع على طول طريق قلنديا وكفر عقب وسميرا ميس، وتزامن الاقتحام مع إطلاق القنابل الصوتية والغازية، وتحويل المنطقة إلى ثكنة عسكرية بعد اعتلاء بعض أسطح المنازل ونشر فرق القناصة عليها.الجزيرة نت سألت رئيس لجنة أحياء القدس الشمالية منير زغير عن دوافع هذا الاقتحام الذي شارك فيه -وفق تقديره- بين 200 و300 جندي من المشاة، بالقول إن "كابتن" المنطقة في الجيش الإسرائيلي الذي استلم هذه البقعة الجغرافية مؤخرا أراد أن يثبت وجوده فيها، فأمر بتنفيذ الاعتداءات الجسيمة التي وثقت ونُشرت على كافة وسائل الإعلام ومواقع التواصل.عربدة وترهيبوأضاف زغيّر "كلما استلم المنطقة قائد جديد في الجيش نشهد اقتحاما واسعا يرافقه عربدة كبيرة ودمارا واسعا، ولا صحة لما يدّعونه بأن الهدف من الاقتحام هو حملة لإنفاذ القانون".ولو كان الأمر كما تدّعي شرطة وجيش الاحتلال لما منعوا المسنين من العودة إلى منازلهم، ولما أرهبوا طلبة المدارس وأعاقوا مسيرتهم الأكاديمية، ولما استهدفوا السكان الآمنين بقنابل الغاز السام الذي اخترق شرفات منازلهم، وفقا لزغيّر. إعلان وأراد الاحتلال -وفقا لهذا المقدسي المسن- أن يوصل رسالة للسكان مفادها أنهم لا يتمتعون بأي امتيازات كونهم مقدسيين، وأنهم أعداء لا مواطنين.وتأثر بالاقتحام وفقا لزغيّر أصحاب 3600 مركبة وألف دراجة نارية يخرجون يوميا بهدف العمل من منطقة كفر عقب نحو مركز المدينة مرورا بحاجز قلنديا العسكري، ونحو 100 ألف فلسطيني يحملون بطاقة الهوية الإسرائيلية (الزرقاء) وكُتب في خانة العنوان بهوياتهم الشخصية "كفر عقب".وأوضح أن 20 ألف فلسطيني يحملون عنوان "البلدة القديمة" في هوياتهم لكنهم اشتروا شققا سكنية خلف الجدار ويعيشون في الحي، بالإضافة إلى 10 آلاف نسمة من "الأزواج المختلطة" (أحد الزوجين يحمل بطاقة الهوية الإسرائيلية الزرقاء والآخر هوية الضفة الغربية الفلسطينية الخضراء) وينتظر هؤلاء إتمام معاملات لم الشمل لحصول أحد الزوجين على حق الإقامة في القدس.وتعطلت حياة جميع هؤلاء بشكل كامل بسبب الاقتحام الواسع الذي نفذه جنود من "أبناء بن غفير" وفقا لزغيّر، لا لشيء إلا لإثقال كاهل السكان عبر مزيد من الجباية لدفعهم للهجرة من القدس، وتنغيص حياتهم وتجريعهم المزيد من ويلات التمييز العنصري.مجزرة هدممدير مكتب محافظة القدس في مخيم قلنديا زكريا فيالة قال للجزيرة نت إن المواطنين ذُهلوا من حالة التخريب التي رافقت الاقتحام بدءا من جرف أكشاك ومحال تجارية ولافتات ولوحات إعلانات ضخمة بادعاء تنفيذ حملة لإزالة التعديات، بالإضافة إلى مصادرة الكثير من البضائع وإتلاف بعضها أمام أعين التجار بحجة أنها غير صالحة للاستهلاك أو غير خاضعة للرقابة.وكان من اللافت وفقا لفيالة إصدار أوامر إخلاء ميدانية لأصحاب 5 منازل في مدخل مخيم قلنديا وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، وأخبر الضباط أصحابها أنهم لن يتمكنوا من العودة إليها حتى صباح اليوم التالي، قبل الإعلان عن الانسحاب من المنطقة.وشاركت أعداد مهولة من الجنود وفقا لمدير مكتب المحافظة في تمشيط أزقة المخيم، كما تم تحويل "مركز شباب قلنديا" إلى ثكنة عسكرية تم التمركز فيه لساعات قبل مغادرته وإطلاق سراح الحارس الذي اعتُدي عليه بالضرب وبقي محتجزا طيلة فترة الاقتحام.وعند سؤاله عن الرسالة التي أراد الاحتلال إيصالها من هذا الاقتحام الضخم أجاب زكريا فيالة "يريدون فرض أمر واقع جديد على هذه المنطقة التي يعيش فيها 180 ألف نسمة بينهم 150 ألفا منهم من المقدسيين الذين يحملون بطاقة الهوية الإسرائيلية".ضرائب بلا خدماتويدفع سكان كفر عقب كافة الضرائب المفروضة على المقدسيين على الرغم من رداءة البنية التحتية في هذا الحي المهمش، كما أن بلدية الاحتلال قررت مؤخرا أن يدفع أصحاب الشقق السكنية التي شيدت بعد عام 2020 ضريبة الأملاك "الأرنونا" على عقاراتهم باعتبار أن تصنيفها "أ"؛ أي أعلى تعرفة على المتر المربع الواحد، بما يعني مساواة تعرفة ضريبة الأملاك في هذا الحي شبه معدوم الخدمات بأفخم أحياء القدس الغربية.وليس بعيدا عن هذا الحي وعن مخيم قلنديا تدفع بلدية الاحتلال باتجاه الشروع ببناء مستوطنة ضخمة تضم 9 آلاف وحدة استيطانية جديدة على أرض مطار القدس الدولي في قرية قلنديا، وستهدم من أجل أن يرى هذا المشروع النور الكثير من المنازل الفلسطينية. إعلان
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً





